بلغ عجز ميزان المدفوعات «الحقيقي» رقماً قياسيّاً في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، وذلك أكثر بـ25 مرّة من العجز المُسجّل في الفترة نفسها من العام الماضي. في المقابل، لم تنمُ ودائع غير المقيمين سوى بقيمة 1.8 مليار دولار خلال الفترة نفسها، وهو ما يعدّ أقل بنحو مرتين ونصف مرّة من العجز المُسجّل في ميزان المدفوعات. هذا المؤشر يعدّ الأكثر تعبيراً عن الأزمة الداهمة التي يواجهها لبنان حالياً، إذ إن العجز في ميزان المدفوعات يعني ببساطة شديدة أن الأموال التي تخرج من لبنان هي أكثر من الأموال التي تدخل إليه، ما يؤدي إلى استنزاف الاحتياطات بالعملات الأجنبية. ما تقدّم هو أحد المؤشرات التي دفعت مصرف «غولدمان ساكس» الأميركي إلى التحذير، سائلاً: «إلى متى يمكن لبنان أن يموّل عجزه؟»