شرطي السير «صار الوحيد اللي بيفهمني» بعدما بات تنظيم السير مستحيلاً
17 سنة مرّت على القرار. طوفان السيارات مستمر في إغراق المدينة، فيما شرطي السير «صار الوحيد اللي بيفهمني»، بعدما بات تنظيم السير مستحيلاً. فيما «مدينة صغيرة مثل بيروت يفترض أن يكون التنقل فيها يسيراً لأن معدل المشوار فيها لا يتخطى الكيلومترين». مع وجود مئات آلاف السيارات «من الطبيعي أن يصبح الوضع كارثياً». ومع غياب وسائل النقل العام «يغدو الهمّ الأساسي للبناني لدى استحصاله على وظيفة هو شراء سيارة. والأسوأ أن استخدامها يصبح آلياً حتى لاجتياز أمتار قليلة».
يؤكد داغر انه لم يأت بجديد. التنقل بـ«البيسكليت» بات مطبقاً في كبريات مدن العالم. مدينة مدينة مكسيكو، مثلاً، يقطنها أكثر من 20 مليون نسمة و«لنا أن نتخيّل حجم التوحش الذي سيأكل المدينة إذا كانت ساكن لكل سيارة ووجهة يريد أن يصلها بأسرع ما يمكن». خلال 20 عاماً، هيّأت سلطات المدينة طرقاتٍ أعطت الأولوية للدراجات الهوائية ولركابها وفرضت قوانين صارمة وحوافز دفعت كثيرين الى التخلي عن سياراتهم. يجزم داغر أنه، عاجلاً أم آجلاً، «ستلتحق بالركب كل مدن العالم. مستقبلاً لن تكون هناك وسيلة للتنقل في المدن سوى المركبات العامة والبيسكليت... أو المشي». وفي لبنان، «حتى لو لم نقم بأي خطوة في هذا الاتجاه سنجبر على الالتزام به خلال أقل من 20 سنة. لا حلّ للمدن عندما تزدحم إلا بوسيلة تنقل سهلة ونظيفة ومستدامة لا تأخذ حيزاً ولا تسبب تلوثاً».
اليوم، ينشط داغر مع منظمات غير حكومية لتعميم ثقافة الدراجة الهوائية وتقليص مدّة العشرين عاماً إلى سبعة. هذا التحدي دفعه، قبل عامين، إلى ترك عمله في القطاع المالي وتكريس وقته لتحويل بيروت مدينة صديقة للبيئة، حتى نال لقاء لقب «عمدة مدينة بيروت للدراجات الهوائية» من منظمة BYCS الهولندية التي تطمح الى أن تشكل رحلات الدراجات الهوائية ما نسبته 50% من مجمل الرحلات في المدن بحلول العام 2030.
مؤخراً، قدّم داغر الى رئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء خرائط طرقات جديدة لاستيعاب الدراجات الهوائية. يقول «لا زلنا في البداية لكننا نسير في الاتجاه الصحيح حتى تكون بيروت على الخط نفسه مع المدن العالمية نحو بيئة أقل تلوثاً وازدحاماً».
اليوم، توجد في بيروت 5000 دراجة هوائية، يقول داغر، لكن بالمقارنة مع مئات آلاف السيارات، لن يلحظها أحد. «في الحد الأدنى يجب أن نبلغ رقم 200 ألف دراجة». والمطلوب «أن نبدأ سريعاً باستخدامها لأننا إذا انتظرنا الطرقات الخاصة، وهذا ما لن يحصل بسرعة، سنتأخر كثيراً».