هذا المشهد تكرّر نهار أمس في أكثر من شارع ومن تقاطع طرقات في طرابلس، سواء عند تقاطع عزمي، أو في شارع المئتين أو طريق الميناء أو شارع نديم الجسر وغيرها، في تطوّر هو الأول من نوعه منذ اندلاع شرارة الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول الماضي، تمثل في تقطيع أوصال المدينة وقطع الطرقات وإغلاق الشوارع فيها، بعدما جرت العادة من قبل أن يقوم المحتجّون بإغلاق مداخل طرابلس مع جوارها، تاركين شوارعها وطرقاتها وأسواقها مفتوحة بشكل طبيعي، باستثناء ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) التي أغلق المحتجّون مداخلها الستة منذ أيام الحراك الأولى.
العبث يجري تحت أنظار الأجهزة الأمنية التي تقول إنها بحاجة إلى قرار سياسي للتدخل
تطوّر الأمور على هذا النحو، جعل شوارع طرابلس سائبة أمام بعض العابثين بها، الذين يقومون بترويع المواطنين وتهديد أصحاب المؤسسات والمحال التجارية من أجل إغلاق أبوابهم ومحاولة فرض خوّات عليهم.
وما أثار المخاوف أكثر الإشكالات الفردية التي باتت تحصل بشكل شبه يومي، وخصوصاً بعد الجريمة التي وقعت مساء أول من أمس في محلة أبي سمرا، بين أفراد من آل حسون، لأسباب شخصية، وأدت إلى سقوط قتيل وجريحين، إذ كانت لها ارتدادات في ساحة النور (ساحة عبد الحميد كرامي)، ودفعت بعدد كبير من الموجودين فيها إلى مغادرتها. حتى ليل أمس، لم تُعرف الجهة التي قررت الدخول على خط الاحتجاج في طرابلس، والسعي إلى تحويله إلى مصدر إزعاج لأهالي المدينة. يجري ذلك تحت أنظار الأجهزة الأمنية التي تقول إنها بحاجة إلى قرار سياسي للتدخل!