وفيما يسود الإنتظار لما ستؤول إليه نتائج المقاربة الجديدة التي قدّمها الحريري والمشاورات السياسية التي بدأها أول من أمس، قبل مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة التي تنطلق وتنتهي الخميس المقبل، بدأ وفد كتلة «المستقبل» الذي يضم النواب بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش، إضافة إلى عدد من المستشارين، اجتماعاته مع الكتل النيابية لرصد موقفها من تكليف الحريري والمبادرة الفرنسية. افتتحَ الوفد جولته صباحاً من بنشعي، حيث أكد رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية «أننا سنسمّي الحريري في أي استشارات نيابية»، قائلاً «اننا لم نسلّم الوفد أي أسماء وزارية لكننا منفتحون على النقاش حول أي إسم». واستكمل الوفد جولته بلقاء حزب الطاشناق الذي قال أمينه العام هاغوب باقرادونيان رداً على سؤال حول ما إذا كان الحزب سيسمي الحريري «إننا سنقرر في اللجنة المركزية اليوم، وسنتشاور مع جميع الجهات السياسية، وسنتخذ القرار المناسب بالوقت المناسب». أما ختام الجولة فكانت في معراب، حيث التقى الوفد رئيس «القوات» سمير جعجع في حضور النائبين شوقي الدكاش وزياد الحواط والوزير السابق ملحم الرياشي ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في الحزب شارل جبور.وعقب اللقاء الذي دام قرابة ساعة ونصف ساعة، أكدت الحريري أن «طرح الوفد هو نفسه في بنشعي وبرج حمود، والآن في معراب الذي هو موضوع مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والإصلاحات التي نتجت منها».
الراعي: حمّلت السفير الإيراني رسالة الى حزب الله
وردا على سؤال عن تصريح باسيل الذي نعى المبادرة، قالت «غداً سنجتمع به، ولا مشكلة». وفيما جرى التداول بمعلومات عن اتصال تمّ بين الحريري والنائب وائل أبو فاعور، قالت الحريري رداً على سؤال عن زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط « هو أكد إن دارته مفتوحة بشكل دائم. ولذا، سنترك هذا الموضوع لوقته».
حتى مساء أمس، لم تتبدّل، أقله في العلن، الشروط التي تتراوح بينَ تمسّك الحريري بحكومة تكنروقراط لمهلة محددة تلاقي مطالب الشارع وتساعد في حلَ الأزمة، في موازاة إصرار حزب الله وحركة أمل على حكومة تكنو - سياسية وتمسكهما باختيار الحقائب وتسمية الوزراء الشيعة، وبينهما يقف التيار الوطني الحر منتظراً بعدما أعلنَ سابقاً أنه لا يريد المشاركة في الحكومة وسيعمل على تسهيل التأليف. ليبقى السؤال: هل تُجرى الاستشارات الخميس المقبل، أم يرجئها عون في حال عدم التوافق حول الحريري. في هذا الإطار تلفت مصادر مطلعة إلى «اندفاعة الحريري الجديدة بما يوحي بحركة إقليمية دولية لم تتظهر بعد». واعتبرت المصادر أن «حظوظ الرجل مرتفعة، وقد يكون كارت التكليف في جيبه بضمان أصوات حركة أمل والمستقبل والمردة وربما الطاشناق وبعض الأصوات الأخرى إذ لا مرشح مقابل له». واعتبرت المصادر أن «الحريري وعلى عكس المرة الماضية لا يبدو مهتماً بموقف القوات أو باسيل، أما جنبلاط فيمكن للفرنسيين أن يدفعوه الى تبديل رأيه، لكن يبقى موقف عون هو الأهم، فهل يلتزم كما قيل بالنتيجة التي ستفضي إليها المشاورات أم يذهب الى التأجيل في حال لمسَ جواً مؤاتياً للحريري»؟
من جهة أخرى، اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن «على لبنان أن يحيد نفسه عن الصراعات الاقليمية والدولية؛، مشيراً الى أن «لبنان ليس ارض حرب وعليه أن يخرج نفسه من الاحلاف وعندما تعتدي علينا إسرائيل، فإن الدولة اللبنانية مجبورة أن تدافع عن شعبها ولذلك يجب خلق دولة». وأشار الراعي في حديث لقناة «الجديد» الى «أنني لم أذكر حزب الله في مذكرتي عن الحياد ولم استهدفه وقد حملت السفير الإيراني رسالة الى الحزب»، سائلاً حزب الله: «هل علينا أن نبقى في حالة حرب دائمة؟ ألا تريدون الاستقرار في لبنان؟».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا