«الفوضى تعم القطاع» بحسب شرّي، فـ«إضافة إلى الصفحات أونلاين، نواجه منافسة من المتاجر غير الشرعية ومن قطاعات أخرى تتعدى على مهنتنا خلافاً للقانون كالصيدليات تحديداً التي لا يحق لها بيع النظارات. ورغم الوعود بالمعالجة التي تلقيناها من نقابة الصيادلة، لا تزال الأمور على حالها». فيما الدولة «غائبة عن السمع. تواصلنا مع وزارة الصحة من دون جدوى. حوّلتنا الوزارة إلى مكتب الجرائم الدولية ولم نصل إلى نتيجة أيضاً، رغم أن الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معروفة وعناوينها واضحة وأرقام هواتفها معروضة. كذلك الأمر بالنسبة إلى محال البصريات غير الشرعية، إذ اكتفت وزارة الصحة بتوجيه إنذارات في المرحلة الأولى، قبل أن تعود إلى إهمال الموضوع».
أسعار العدسات اللاصقة على صفحات مواقع التواصل تقلّ بـ 90% عن أسعارها في المتاجر
تفلّت أدى إلى نتائج كارثية. إذ إن «حوالى 30% من العدسات اللاصقة والمحاليل الخاصة بها في السوق تدخل عن طريق التهريب وهي مضروبة وتشكل خطراً جدياً على النظر»، وفقاً لشرّي. ولتحديد مدى خطورة النظارات التي تباع «أونلاين، يكفي ــــ بحسب رومانوس ــــ معرفة أن «من يبيعون الواحدة منها بـ 50 ألف ليرة يشترون الدزينة بـ 5 دولارات». ويلفت إلى أن «المكتبات وحتى شركات بيع الأدوات الكهربائية بدأت تبيع النظارات. إحدى أكبر شركات بيع الأدوات الكهربائية قدمت عرضاً يحصل بموجبه الشاري على عدد من النظارات التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية مع سلع معيّنة يشتريها. فما الذي يضمن جودة هذه النظارات؟». والمؤسف، بحسب رومانوس، أن «الناشطين في مجال التهريب معروفون، وبعضهم يدخل بضاعة فاسدة بأعداد هائلة تتخطى 150 ألف قطعة».
فوضى ساهمت في تعميق أزمة قطاع المهن البصريّة المنهك أصلاً بسبب تردي القدرات الشرائية للمواطنين. إذ إن «المبيعات تراجعت بحوالى 80%. مبيعات النظارات الشمسية كلها بخسارة. الستوكات قديمة وتعود إلى عام 2019، ونبيع بالرأسمال لتعويض الخسائر»، بحسب رومانوس، لافتاً الى أن «كثيراً من الزبائن يجلبون نظارات من محالّ وان دولار ويطلبون منا وضع الزجاج المناسب لهم لتوفير سعر الإطار».
وقد شهدت الأشهر الماضية إغلاق العديد من الشركات المعروفة مكاتبها في لبنان، وبعضها من الأشهر عالمياً في المجال، ويؤكد شرّي أن «معظم محالّ البصريات الشرعية التي فتحت منذ عامين أقفلت، وهي بمعظمها تتركز في بيروت وجبل لبنان».