تحتفل المقاومة في لبنان اليوم بذكرى التحرير، لكنها تحتفل فعلياً بانتصار فلسطين. كل الكلام العشوائي عن طبيعة الانتصار ومحاولات التوظيف من قبل الدول الحليفة للاحتلال، لن تمنع المقاومة في لبنان، ومن خلفها سوريا وإيران، من الاحتفال بنصر هم شركاء فعليون فيه. والشراكة، هنا، لا تتصل بالتعاون العسكري المتبادل طيلة ربع قرن بين قوى المقاومة كافة، بل تقع أساساً في البعد السياسي والمعطى الجديد الذي أنتجته الحرب الأخيرة في فلسطين. ومن المفترض أن تشرح قيادة حزب الله هذه الأبعاد في مناسبات كثيرة في القابل من الايام. لكن التقييم الاساسي حصل، وثمة شعور لدى قيادة المقاومة في لبنان، كما لدى المعنيين في إيران، وخصوصاً قوة القدس في الحرس الثوري، ولدى القيادة السورية أيضاً، بأن ما حصل في فلسطين أكد صوابية الخيار بتوسيع قدرات المقاومة، سواء في فلسطين أم أي منطقة أخرى من العالم العربي. وهو أمر يوحي بأننا مقبلون على مرحلة جديدة، سيتعامل معها محور المقاومة بطريقة مختلفة عن السابق مع فصائل المقاومة في فلسطين.