ومن دون أن يتطرق إلى عودة سفراء الخليج إلى لبنان، وضع نصر الله هذه العودة في إطار انتخابي عندما أشار الى الإنفاق الانتخابي وشراء الأصوات ودخول المال بشكل مفاجئ كما حصل في انتخابات 2009، وإلى أن «الحديث عن حصولنا على الأكثرية، أو عن تأجيل الانتخابات، هو طمأنة مؤيدينا بأن لا حاجة إلى ذهابهم للاقتراع»، مشدداً على ضرورة الالتفات إلى ذلك والحضور الكثيف والفاعل إلى صناديق الاقتراع، و«يجب أن نشارك بالانتخابات بكل حماستنا وحضورنا وفعاليتنا في كل الدوائر مهما تحدثت استطلاعات الرأي». وشدّد على أن «هدفنا في هذه الانتخابات إنجاح مرشّحينا وإنجاح مرشّحي حلفائنا، ومن الطبيعي أن ندعم أصدقاءنا وحلفاءنا».
ورأى أن «الحصول على الثلثين في المجلس النيابي المستقبلي ليس هدف فريقنا السياسي، وهذا الهدف ليس واقعياً ومنطقياً. وما يقال بأن فريقنا السياسي يريد الحصول على الثلثين هو للتحريض»، و«ثقافتنا ورؤيتنا أنّ أيّ تغيير في النظام السياسي يجب أن يحصل بالحوار لا بالاستقواء والنصف زائداً واحداً أو الثلثين».
نتائج الانتخابات غير محسومة ومن يروّج لذلك يسعى إلى ثني جمهورنا عن الاقتراع
وأكّد نصر الله «أننا حريصون على أن يتمثل الجميع بأحجامهم الطبيعية، ولا نريد إلغاء أحد، والقانون النسبي الذي ناضلنا من أجله لا يعطي الفرصة لإلغاء أحد»، مشيراً إلى «أننا لم نكن إلغائيين منذ 2005، وكنا ننادي بحكومة وحدة وطنية ولا نزال. بينما قوى 14 آذار هي من ألغت التيار الوطني الحر يومها». وأضاف: «الإلغائي من كان يراهن في حرب تموز على زوال المقاومة، وكان يطالب في جلساته مع الأميركيين بعدم وقف الحرب. والإلغائي من يعتبر ثلث الشعب اللبناني جالية إيرانية ويريد إلغاء المقاومة».
وأشار الى «أننا لم نطلب يوماً الحماية من الدولة، لكننا لا نريد لأحد أن يستغل الدولة لطعن المقاومة». ولفت الى أن المقاومة في حرب نيسان 1996 استطاعت أن تفرض على العدو معادلة حماية المدنيين مع استمرار عملها. كما أن معادلة حماية المدنيين من الاعتداءات الإسرائيلية ما زالت قائمة بفضل المقاومة، وأضاف: «يجب أن نسجل الجهد المميز الذي قام به الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الذي أدى الى ما سمّي بتفاهم نيسان».
وحيّا نصر الله «بطولات رجال فلسطين وشبابها ونسائها وأطفالها وشيوخها، وعائلات الشهداء الفلسطينيين». وأشار إلى أن «ما يجري في فلسطين المحتلة له دلالات كبيرة بشأن الصراع مع العدو ومستقبل الكيان الإسرائيلي، وإذا كنتم تراهنون على يأس وإحباط الشعب الفلسطيني فأنتم واهمون، وإذا كنتم تظنّون أن الخذلان الرسمي العربي سيؤدي إلى تراجع الشباب الفلسطيني فأنتم واهمون».