يلفت بعض من التقاهم السفير السعودي إلى أنّ تقصّد عدم استفزاز مضيفيه، وفي الوقت عينه أن مرّر «رسائله التحذيريّة» بحنكةٍ. فهو لم يهاجم حزب الله، بل لفت إلى أنّ الحزب «موجود على الساحة اللبنانيّة وله مناصرون تماماً كما له خصوم، ولكن عليه أن يتوقّف عن التدخّل في القضايا الداخلية للدول العربية الأُخرى، وإذا أصرّ على ذلك فعلى مناصريه أن يتحمّلوا تبعات هذا التدخّل». وشدّد على أن بلاده تريد أن تُقيم علاقات وديّة وإيجابية مع مختلف القوى السياسيّة. ولذلك، يشير مقربون من السفارة إلى أنّ جولات السفير ستُستكمل بزيارات لمناطق لبنانية أُخرى كعكار والبقاع وشبعا.
البخاري لمضيفيه: على أنصار حزب الله تحمّل تبعات تدخّله في الدول الأخرى
هذا الأمر ترك ارتياحاً لدى معظم من التقاهم البخاري. من كانت تطلق عليهم تسمية «سُنّة 8 آذار»، رفعت السعوديّة عنهم «الفيتو» وصارت كمن تسترضيهم. وإذا كانت الزيارات الأهم التي قام بها البخاري للوزيرين السابقين عبد الرحيم مراد وفيصل كرامي، فإنّها لا تُعدّ «علامات فارقة» باعتبار أن علاقة الاثنين بالسعودية لم تنقطع. وفي هذا الإطار، يقول كرامي لـ«الأخبار» إن «الزيارة ممتازة، وهذه هي المقاربة إزاء طرابلس بالتعامل معها بالموقع الذي تستحقه وهي المقاربة التي كنتُ أتوقّعها من المملكة وهي أمر مفيد للبنان».
ومع ذلك، فإن المفارقة كانت بزيارة البخاري لنائب «المشاريع» طه ناجي في حضور بعض القياديين. ويشير المتابعون إلى أن هذه الزيارة أتت استكمالاً لـ«النيو سياسة» التي تتبعها «المشاريع» في فتح أبوابها على الدول الخليجيّة، والتي توّجتها بلقاءات سريّة سابقة مع مسؤولين عرب بتنسيق من مغتربين موالين لها في هذه الدول. وهي مهّدت لها في مواقفها السياسية وانفصالها المتعمّد عن حزب الله في الانتخابات النيابية الأخيرة. وينقل هؤلاء أن البخاري أكّد لقيادة «المشاريع» أن بلاده ماضية في سياسة الانفتاح على كل القوى السياسية. وخلال اللقاء، «جال» البخاري «على الورق» على مشاريع نفّذتها «الجمعية» من مدارس وجامعات ومستوصفات، مبدياً اندهاشه لحجمها، وواعداً بتنسيق وزيارات متبادلة في المستقبل.