في المقابل، وصفت مصادر متابعة حراك المعارضين لفرنجية بأنه «محاولة من هذه القوى لتحصين تموضعها، وسط محاولة طرفي الصراع تسجيل تقدّم بالنقاط، على غرار الارتياح الذي سادَ أوساط الفريق الداعم لفرنجية بعدَ جولة البخاري». وأشارت إلى أن «خصوم فرنجية يقولون إن هناك اتفاقاً على أزعور، لكن أحداً لم يتواصل معه حتى الآن، فهل هم واثقون بأنه سيقبل الترشيح، وهل يرشحونه قبل أن يعرفوا ما هي الشروط التي سيضعها؟». كذلك، لفتت المصادر إلى أنه لا ينبغي اعتبار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «في الجيبة»، إذ إنه لا ينظر بكثير من الرضا إلى الخيارات التي تنجم عن اتفاق القوات والتيار، وهو كان واضحاً عندما قال في لقاء تلفزيوني، ليل أمس، إن «المشكلة هي بين باسيل و(سمير) جعجع فهما من يضعان الفيتوهات على المرشحين... وعندما اتفقا أوصلا ميشال عون إلى سدة الرئاسة»! وكرّر الدعوة إلى «مرشح تسوية».
بري «مرتاح جداً»: لن أردّ على جعجع ولن أدعو الى جلسة من أجل إطلاق مزايدات
ونقل زوار عين التينة، أمس، عن رئيس مجلس النواب أنه «مرتاح جداً»، وتأكيده مجدداً أن لقاء فرنجية - البخاري الأسبوع الماضي «كانَ ممتازاً وأسس لعلاقة جيدة»، معتبراً أن «موضوع لبنان يجب أن يكون مدرجاً على جدول أعمال قمة جدة». وأشار بري إلى أن جعجع «يدلي بتصريحات كي يدفعني إلى الردّ عليه وأنا لا أريد الرد بل أضعه جانباً، ولا أحد يجبرني على القيام بأي خطوة، ولن أدعو إلى عقد جلسة من أجل إطلاق مزايدات، فليتفقوا على مرشّح وأنا جاهز».
من جهته، بدا جنبلاط أمس غير حاسم بين تأييد المرشح الذي يتفق عليه المسيحيون ومحاذرته الدخول في صراع جديد مع ثنائي حزب الله وحركة أمل، علماً أنه هاجم الفريقين، مشيراً إلى «أننا طرحنا مبدأ التسوية، لكن يبدو أن مبدأ التسوية عند بعض القادة الكبار غير موجود». وقال: «هناك أسماء جيّدة مطروحة، وقد سمّيت جهاد أزعور وترايسي شمعون ومي الريحاني، لكن الاسم الأفضل المطروح هو شبلي الملاط الذي يفهم بالقانون والمعطيات الإقليمية والدولية».
ولم يحسم جنبلاط موقعه إلى جانب أي من الفريقين، وأكد «أنني لا أشكّ بعروبة فرنجية، ولكن خيار حزب الله ليس عربياً، والحزب ليس في طليعة المدافعين عن القضية العربية، وعندما ينهار المشروع العربي فإنه يمتلك مشروعاً آخر»، مشيراً إلى أنه «يجب أن نجد مرشح تسوية مع برنامج اقتصادي اجتماعي وسياسي وخارج المنظومة التي نعرفها، ولن أُسمّي أحداً لأني سبق أن سميت». وأضاف: «بعضهم يريد الفراغ والبعض الآخر لا نعرف ماذا يريد. لكن يجب أن نسير بمرشح تسوية. نحن مع التسوية لمرشح يمتلك رؤية اجتماعية اقتصادية ويضع البلد على الخط الجديد، ولن اتصل بأحد ولا أريد أن أكون وسيطاً. حاولت ولم تنجح المحاولة». وأضاف: «لا أريد أن أُتهم بأنني وصيّ في موضوع الرئاسة ولا مشكلة عندي أن يأخذ باسيل مكاني. المهم أن يتم الاتفاق على رئيس». وعن ترشيح قائد الجيش جوزيف عون لفت إلى أنه «يحتاج إلى تعديل دستوريّ، وإذا أراد أن يكون مرشّحاً يجب أن يبدّل بزّته العسكرية إلى مدنية».