المئات فرّوا من المخيم مع انتهاء المهلة واستمرار عمليات التدشيم والتسليح
لكن ما الذي ضيّع مهلة التسليم من دون نتيجة؟ بحسب المصادر الفلسطينية، لم تكن القوى والفصائل «مقتنعة بأن الإسلاميين سيسلمون أياً من المطلوبين الثمانية الذين نشرت أسماؤهم وأنه ليس من بينهم من شارك في اغتيال العرموشي، ولا سيما بلال بدر وخالد الصفدي». عدم الجدية برّر لفتح في المقابل إطلاق سراح محمد زبيدات (الصومالي) المتهم بقتل فرهود في حي البراكسات بعدما توارى عن الأنظار وتكثفت المساعي لتهريبه خارج عين الحلوة. في المقابل، لم يكن بقايا فتح الإسلام وجند الشام أكثر جدية من فتح في تسليم المطلوبين، وكانوا يبحثون عن ذريعة لنفض أيديهم من الاتفاق الذي أبرم في السفارة الفلسطينية الأربعاء الماضي لإنهاء الاشتباك بتسليم المطلوبين. ذريعتهم التي تمسكوا بها أمس كانت هجوم فتح على رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب إثر خطبة الجمعة الماضي في مسجد النور. ونفى خطاب أن تكون القوى قد التزمت بمهلة الأيام الخمسة، مشيراً إلى أن معالجة الاشتباك تكون بالتفاهمات السياسية وليست أمنيةً أو بتسليم المطلوبين. مواقف خطاب أثارت غضب فتح واعتبرته منحازاً للإسلاميين. وقالت مصادر فتحاوية لـ«الأخبار» إن الإسلاميين وحلفاءهم خططوا منذ البداية للتنصل من الاتفاق، بدليل انسحاب رابطة علماء فلسطين (المقربة من حماس) من اللقاءات التنسيقية التي تعقد مع الشباب المسلم وفتح لتسليم المطلوبين.
وكانت اتفاقية التسليم قد استبدلت في الكواليس من تسليم الإسلاميين الثمانية وزبيدات إلى تسليم اثنين من أنصار أحمد الأسير المتوارين في عين الحلوة منذ معركة عبرا عام 2013. والمطلوبان هما الصيداويان يحيى العر وفراس الملاح في سبيل تسوية ملفهما القضائي من جهة، وتنفيس الاحتقان في المخيم من جهة أخرى، وهو ما رفضته فتح.
وبمواجهة التوتر بين فتح وخطّاب الذي عزز توتر عين الحلوة، يستضيف النائب أسامة سعد اليوم خطّاب ومسؤولين من فتح في مكتبه في صيدا لعقد مصالحة بينهما.