يثير الحديث عن دور حزب الله في مقاومة العدو الإسرائيلي تساؤلات عدّة حول الخلفية السياسية التي تقف وراء هذا المشروع، الذي يمتد من الجنوب اللبناني إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، مروراً بنظام الأسد في سوريا، كما المقاومة الفلسطينية في غزة. إلا أنّ حصر الكلام بالتجربة اللبنانية في هذا الشأن يدفعنا إلى الخوض في الغاية السياسية التي ينشدها الحزب من وراء هذه المقاومة المسلحة، تبعاً للشعارات التي يرفعها وينادي بها.
فما هي الأطروحة السياسية التي يحملها الحزب؟ وهل من روزنامة سياسية يعمل على تنفيذها؟ بل وما هي رؤيته السياسية لمرحلة ما بعد التحرير؟ وهل يمكن تحويل المقاومة التي انتصرت إلى مشروع سياسي يرمي بعيداً إلى تصويب ممارسة الحكم وإصلاح بنية النظام في لبنان؟
إنّ مراجعة سريعة لمسار تطوّر وصعود حركة المقاومة الإسلامية في لبنان، منذ تأسيسها في 1982، تفيد بأنّ هذا الحزب قد حقق بدون أدنى شك إنجازات عديدة على أرض الواقع. فقد خاض مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي طوال العقود الثلاثة الماضية، تمثلت في العمليات العسكرية النوعية التي قام بها رجال المقاومة، والتي أفضت إلى تحقيق الانتصار التاريخي في 2000 بدحر الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب والبقاع الغربي. ثم وقعت حرب تموز في 2006، التي كان فيها صمود لبنان البطولي، شعباً وجيشاً ومقاومة، ومن قبلها تحرير الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية في 2004. بيد أنّ الأهمية السياسية التي تكتسيها إنجازات كهذه، من المنظور الاستراتيجي، تقودنا إلى البحث في مستقبل المقاومة في الغد غير البعيد. فالنجاح الذي حالف الحزب في ميدان الصراع العسكري مع الإسرائيليين يجعلنا نتساءل عن مدى إمكان نقل هذه الانتصارات إلى الداخل اللبناني ذي التوازنات التاريخية الدقيقة.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ حزب الله لا يزال يؤكد على أن تحرير كامل التراب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي لم يتحقق بعد في ظل استمرار هذا الاحتلال لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا؛ فضلاً عن أنّ قيادة المقاومة تربط بقاء السلاح باستمرار التهديد الإسرائيلي لأمن واستقرار لبنان. مع ذلك، تكتسي مشروعية بقاء المقاومة أهمية خاصة في السجال الداخلي الدائر بين اللبنانيين. والحديث هنا يقتصر على محاولة الوقوف عند مدى إمكان استمرار العمل المقاوم، أو ربما إقرانه بطرح سياسي جديد يمثّل مدخلاً للانخراط في العملية السياسية البحتة في المستقبل. في هذا السياق، يمكن توزيع النقاش إلى ثلاثة مستويات متدرجة ومتوازية من التحليل والرصد بهدف الوصول إلى خلاصة قابلة للتطبيق حول آفاق الاستمرار، والتكيّف المستقبلي لهذه المقاومة كمكون أساسي في النسيج الوطني.
المستوى الأول يتعلق بالمبادرة إلى تشكيل الفريق السياسي المكلف بالعمل في حيّز الشأن العام الوطني وتحقيق إمكان التجديد في النخبة السياسية داخل الحزب. وقد تحقق هذا الأمر من خلال الظهور والتشكل التدريجي داخل الحزب وداخل المؤسسات الدستورية اللبنانية، وفي مقدمتها مجلس النواب، للمجموعة المعنية من قبل الحزب بمتابعة مجريات الحياة السياسية والتعامل معها بحسب المقتضى. وهي تتجسد في الكتلة النيابية، أو الممثلين المنتخبين، وباقة المستشارين والمسؤولين السياسيين لحزب الله. فقد بات لديه نخبة تتعاطى السياسة في الداخل اللبناني، كما تدير العلاقات الخارجية للحزب، كما أنّه أصبح قادراً أيضاً على تأمين مسألة تجديد هذه النخبة السياسية على الدوام، وإدخال العناصر الجديدة إليها وفقاً لسلم الترقي السياسي، الذي ينتهجه الحزب ضمن أطره التنظيمية الداخلية. إنّ العمل السياسي يفترض الإتقان، وهو لذلك يفرض على حزب الله إيجاد أو إفراز الطبقة المؤهلة لأداء فعلَي التصريح السياسي والممارسة السياسية على نحو جيد، وهو الأمر الذي أدركت قيادة المقاومة منذ البدء كيفية إنجازه كأساس لأيّة مشاركة سياسية محتملة أو مرتقبة في المستقبل.
المستوى الثاني يحيلنا على العمل على وضع مشروع سياسي وطني يتبناه الحزب على نحو رسمي ويعمل على تحقيق أهدافه في المجالين الداخلي والخارجي. والمسألة هنا لا تقتصر فقط على إشهار حالة العداء لإسرائيل دون سواها. إنّ الشروع في عملية صياغة مشروع سياسي ذي طابع وطني يستلزم المقاربة الدقيقة للعديد من القضايا السياسية والاجتماعية المطروحة على الساحة، ومنها الإصلاح السياسي والإداري في لبنان، العلاقة مع سوريا، الصراع مع إسرائيل بطبيعة الحال، العلاقة مع الغرب، الرؤية المتعلقة بطبيعة النظام السياسي اللبناني وآفاق تطويره، هوية لبنان قبلاً وعلاقته بالعرب، النظام التربوي وسبل تحسينه، النظام الضريبي وسبل تحديثه، الموقف من الحرية الاقتصادية والمبادرة الفردية كما الملكية الخاصة وغيرها من أقانيم الانتظام العام. حول هذا الموضوع، من الواضح أنّ الحزب، حتى اللحظة، لم يبادر إلى أو لم يتمكن من إعداد مشروع متكامل للرد على كل هذه التحديات الوطنية، أو أنّه في الحقيقة لم يجاهر علانية بما يعتنقه في هذا الشأن لاعتبارات تتعلق بالواقع الفئوي في لبنان، الذي لا يسمح في كثير من الأحيان باتخاذ مواقف ثابتة ونهائية أو الإفصاح عنها، وإنما محاولة الدخول دوماً في التسويات المرضية لجميع الأطراف. وهو الأمر الذي يقضي بعدم بت الأمور المصيرية أو الخلافية، بمعنى عدم تبني وجهة نظر فريق بعينها على حساب سائر الأفرقاء. مما لا شك فيه أنّ الحزب في هذا المجال قد شهد تطوراً ملحوظاً، وربما تحولاً لافتاً، بفعل الواقعية السياسية التي يتمسك بها، في رؤيته العامة بين صدور الوثيقة السياسية الأولى له في 1985 ومن ثم الإعلان عن الوثيقة السياسية الثانية في 2009، إذ إنّ التجربة التي خاضها الحزب خلال هذه الفترة الممتدة من 1985 إلى 2009 جعلته طبعاً يعيد النظر في كثير من الشعارات أو الخيارات، أو أقله يتريث في تقدير بعض الأمور والتقرير بشأنها. إلا أنّ خطوة الإعداد الكامل لمشروعه السياسي الوطني، كمقدمة لدخول المعترك السياسي على نحو ناجز، لم تتحقق حتى الآن، أو أقله لم تستكمل بعد. فالحزب لا يملك أو لم يعلن بعد خطة وطنية كاملة ومتكاملة يحدد فيها أهدافه العليا وكيفية تحقيقها، ما خلا مواجهة العدوان الإسرائيلي وإنجاز التحرير. بهذا المعنى، فإنّ الحزب مطالب ومعني بالإجابة عن الكثير من الأسئلة التي يحتمل الرد عليها خيارات عدة، وربما متناقضة أحياناً.
المستوى الثالث يتطرق إلى المباشرة الفعلية بتعاطي العمل السياسي من موقع المسؤولية الكاملة، وعبر المواقع الرسمية المتقدمة في الدولة نسبة لحجم الصفة التمثيلية للحزب، ومقدار المشاركة العملية من قبله. عند هذا المقام، ربما بات حرياً بحزب الله أن يحسم خياراته في ما يتعلق باتخاذ قرار لا رجوع عنه بضرورة المضي قدماً في موضوع التعاطي الخجول بالشأن السياسي حتى النهاية. فالحزب لا يزال يؤكد عدم وجود الرغبة أو النية لديه بالتفرغ للعمل السياسي أو التحمل الكامل للمسؤولية السياسية في البلاد عبر خوض الانتخابات على أساس برنامجه في الحكم، ومن ثم السعي إلى تشكيل جبهة وطنية عريضة أو ائتلاف سياسي كبير ليضطلع بالعمل الحكومي من موقع المسؤولية الرسمية. لا يزال قادة الحزب يؤكدون على أنّ هذا التنظيم السياسي والعسكري هو في الأساس حركة مقاومة إسلامية. كان كذلك وسوف يبقى هكذا دائماً. وما دخول المعترك السياسي اللبناني سوى ضرورة فرضتها الاعتبارات المتعلقة بأولوية تحصين الجبهة الداخلية للمقاومة من الخلف. بهذا المعنى، ليست لدى حزب الله النية بالتحوّل إلى العمل السياسي أو ممارسته بالتوازي مع الجهد العسكري الذي يمليه العمل المقاوم أبداً. لذا يمكن القول إنّ مشاركة الحزب في السنوات الأخيرة في تشكيل الحكومات المتعاقبة لم تكن وهي ليست من قبيل المشاركة السياسية الفاعلة في الحكم والإدارة، والتي تتحقق فيها مصلحة أي حزب سياسي يطمح إلى تسلم السلطة. لذلك، كانت هذه المشاركة محدودة وغير متناسبة مع الوزن السياسي والشعبي لهذا الحزب على الإطلاق، وإنما كانت رمزية، ومن باب المراقبة عن كثب لمسار تطور المجريات الداخلية، ولا سيما ما يتصل منها بقضية الحزب الأساسية في المقاومة والدفاع عن لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
مما تقدم، تجدر الإشارة إلى أنّ حزب الله يتردد فعلاً في اقتحام حلبة الصراع السياسي المحتدم على المسرح اللبناني. فثمة قناعة في العقل السياسي المدبر لهذه الحركة الشعبية المقاومة بأنّها تمثل جماعة إيمانية جهادية لا تمتهن النشاط السياسي ولا تعتزم ذلك. في حين أنّها، لكونها أيضاً حركة تحرير وطني، جديرة بأن تتولى زمام السلطة في لبنان، وتعلن برنامجها في الحكومة للمرحلة القادمة ــ فيما لو قدر لها هذا الأمر ــ على أن تنهض تالياً بالمسؤولية الكاملة في تسيير عجلة الحكم. فتؤدي عندها دوراً وطنياً في طرح ومحاولة تنفيذ رؤيتها للحل، التي قد تكون بديلاً ناجعاً للنموذج السائد منذ 1992. وهي تستكمل على هذا النحو ما بدأته من خلال المقاومة، وتحصنه عبر مشروعها السياسي لإعادة بناء السلطة في لبنان. لقد سارعت المقاومة الفرنسية بقيادة الجنرال شارل ديغول، بعد إنجاز التحرير من نير الاحتلال النازي الألماني إبان الحرب العالمية الثانية، إلى الالتفات نحو الجبهة الداخلية بكل مشكلاتها وتحدياتها. وبادرت إلى خوض غمار تجربة الحكم والمعارضة في فرنسا، كأيّة حركة تحرير وطني كان عليها، عند الفراغ من تحقيق الانتصار التاريخي على العدو الخارجي للوطن، استكمال ذلك بإطلاق ورشة وطنية في الإصلاح والإنماء داخل البلد.
من هنا، تغدو المقاومة في لبنان معنية قبل أي شيء آخر بالتفكير ملياً في كيفية التعامل مستقبلاً مع هذا الاستحقاق الوطني بامتياز. فهي لم تتورع عن اللجوء في أصعب الظروف وأحلكها إلى ممارسة الكفاح المسلح ضد إسرائيل. فكيف لا تكون أيضاً على مستوى المسؤولية التي تفرضها أوضاع البلاد المتردية في البحث الجاد عن الحلول المناسبة للأزمات المتفاقمة منذ سنوات وعقود داخل النظام والمجتمع والدولة في الكيان اللبناني؟
* باحث سياسي
30 تعليق
التعليقات
-
مشروع حزب الله السياسيبدايةً، تحيتي إلى الدكتور غسان كاتب المقال، كعادتك فإن معالجتك للموضوع موضوعية، واقعي، بعيدة عن الإصطفاف السياسي والسجالات التي ينتجها، المعالجة موفقة جداً، وقد لفتني هذا المقطع : "أنّه في الحقيقة لم يجاهر علانية بما يعتنقه في هذا الشأن لاعتبارات تتعلق بالواقع الفئوي في لبنان، الذي لا يسمح في كثير من الأحيان باتخاذ مواقف ثابتة ونهائية أو الإفصاح عنها، وإنما محاولة الدخول دوماً في التسويات المرضية لجميع الأطراف" في الحقيقة أنت تعبر هنا عن حال كل الأحزاب اللبنانية التي لم تعد قادرة على تنفيذ مشروعاتها السياسية التي رسمها المؤسسون، وذلك بسبب اضطرارهم دوماً إلى إقامة التسويات حول الملفات التفصيلية في الداخل، وبسبب الأدوار الخارجية التي ترسم حدوداً لحركة الأحزاب السياسية اللبنانية بخصوص المسائل الاستراتيجية. الحزب مطالب ليس بان يتسلم مقاليد الحكم في البلاد، غنما أن يقدم رؤية واضحة ومشروعاً سياسياً متكاملاً يطمئن الآخرين، ويقدم حلولاً للمشكلات، وذلك من موقعه وبناءً على رصيده المحترم في المقاومة وأعتقد أن الحزب حقق مقداراً من النضح السياسي خلال الفترة الممتدة من عام 1985 يوم انطلق، وحتى اليوم، لقد ترجم هذا النضج بالعودة إلى خطاب الإمام الصدر، ومواءمة المشروع السياسي للحزب مع مشروع الصدر، وبالتالي أصبح "حزب الله" حزباً سياسياً لبنانياً نهائياً لجميع محبيه ومعارضيه. دكتور غسان أتمنى لك التوفيق الدائم، وأنا معجب جداً بقدرتك على معالجة الموضوع بهذا الشكل العلمي بالتوفيق دائماً
-
للحقيقة مقالة جدية من حيثللحقيقة مقالة جدية من حيث طريقة عرض الموضوع وشرحه، أنا بطلب من المعني بصفحة رأي إنو يواصل عمله للحفاظ على هكذا مستوى، وبحيي الكاتب السياسي غسان ملحم على مشاركته وإطلالته عبر جريدة الأخبار وإلى اللقاء في القادم من الأيام
-
ثمة أمور أخرى مهمة حول رؤية حزب الله 1لا يعترف حزب الله بالمفهوم السائد للسلطة وما هو قائم ومعمول به على أساسه.فحزب لا يجيز لنفسه التسلط ولا التحكم بالغير ولا المشاركة بذلك بغير حق، تماما مثلما أنه يؤمن بحرمة وعدم جواز التقصير في السعي لمنع وإلغاء العمل بذلك.طبعا هو يؤمن بعدم جواز إلزام من يصر على ذلك، أي أن يكون تابعا وخاضعا لسلطة وحكم الغير. لا يعترف حزب بما هو قائم من دكاكين الدول.يعني ليست المسألة على ذوق ومزاج كل جماعة أو شعب، إذ كلً فاتح على حسابه دولة في بقعة جغرافية تم اقتطاعها، ومن ثم احتكارها وتطويبها على إسمه، وبالتالي منع من لا ينتمون إلى هويتها الجغرافية الوطنية من التصرف بها أو الإستفادة منها أو الإنتقال إليها. فحزب الله يؤمن بأن الأرض من ضمن ملك الله تبارك وتعالى، وليست ملك لأي من المخلوقين، ليتفرد بالقرار بشأنها وشأن سكانها وثرواتها كما يشاء.لا شك أن لكل فرد الحق في أن يقرر كيفية التصرف بما يملك، ولكن ليس من حقه أن ينصب نفسه حاكما على أي بقعة، ثم ويسن قوانين على دوقه وهواه ويمنع الآخرين على أساسها من ممارسة حقهم في الإستفدة منها.فالذي يمتلك القوة، يفترض أنه محمي من ضرر الغير بما لا يسوغ له الإستقلالية وحرمان الغير من حقوقهم.
-
أنا من قراء الأخبار دايماً ،أنا من قراء الأخبار دايماً ، وبدي أشكر الأستاذ غسان على مقالته وأطلب من إدارة الجريدة إنو تعرضلنا عطول مقالات وكتابات من هذا النوع وبهذا المستوى. للحقيقة كتابة قيمة وبتستحق القراءة والتعمق. فنشالله دايما
-
ملاحظةأنا باختلف مع الأستاذ غسان لإنو بكل بساطة حزب الله هو حزب طائفي بتركيبته ولا يستطيع أن يحمل مشروع وطني
-
ثمة ما أمور أخرى مهمة حول رؤية حزب الله 3فالإنذار يوافق مبدأ الثواب والعقاب، والإملاء يلغيه لأنه يعني التسيير.لا يحق للفقيه ما لا يحق للنبي محمد صلى الله عليه وآله، كما أنه لا يحق للآخرين من الناس ما لا يحق لهما، إذ أن الناس ليسوا من ضمن أملاك أي من المخلوقين. مرة يكون الفرد في وضع يكون عنده مستعد للإلتزام برأي الفقيه(الذي يفترض أنه موافق لشرع وأحكام الله تبارك وتعالى)، ومرة يوجد من هو مخل ومفسد وباغ وعاد، وهذا يلزم ردعه وإلزامه بالإستقامة والتقيد وفق القوانين العادلة. ثمة فرق بين تفديم الفقيه على أنه واجب اتباعه كونه يوجه في الإتجاه السليم، وبين تقديمه على أنه واسطة لبيان ما يجب اتباعه والعمل وفقه.لذلك فإن المطلوب أن بعرف الإنسان أن الله تبارك وتعالى حق ويريد مصلحته بدافع الرحمة التي خلقه لأجلها وأن الواحب على الإنسان المكلف الإستقامة ، والتي تعني اتباع شرعه بما يشكل الضمانة الوحيدة للفلاح والنجاة، وهذا يتطلب إعمال العقل. لا يجدي البناء على استراتيجية مع أمة لا يستطيع أفرادها أن يقرروا لأنفسهم ويتم التحكم بهم واستعبادهم.فالمطلوب السعي في سبيل تمكين الناس من السير بعقولهم حتى لا يكونوا تبعا ينساقون بعواطفهم.
-
ثمة ما أمور أخرى مهمة حول رؤية حزب الله 2بخصوص ولاية الفقيه الجامع للشرائط لا ينفع أحدا المناداة بالتمسك بها وهو يقودهم في دائرة ولاية غيره، أي وفق الشروط التي أدت الأعمال والسياسات المتوافقة معها إلى فساد والتي يجب على الفقيه التحذير من ممارستها والسعي لمعالجة تبعاتها.لم يطلب الأنبياء من الناس الإتباع فقط، بل عملوا على تمكينهم بإيصالهم إلى مستوى يؤهلهم لذلك، والعلماء ورثة الأنبياء بأسلوبهم من ضمن ما ورثوه. فبدل الإنشغال بمسألة من هو الذي يحق له أن يوجه الناس ويحكمهم ويقرر لهم ويلي أمورهم ويملي عليهم، فليبادر الفقيه إلى إنذار الناس والتوعية السليمة، ليبلغوا مستوى يصبحون معه قادرين على توجيه أنفسهم وتوظيف ما لديهم بما يرضي الله تبارك وتعالى، وكي لا يكونوا مجرد دمى يتم تحريكها وتوجيهها، ما يلغي دور العقل ويحصر وظيفته في نطاق الأكل والشرب والإنتظار والإعتماد على الآمال وتنفيذ ما يملى، والنتيجة هي التقوقع ضمن دائرة العبثية "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون"(المؤمنون 115). حزب الله يرى أن دور الفقيه هو التبليغ ولبس له ولاية حاكمية على الناس، وهذا يسري على غير الفقهاء من سائر الناس(قد ألمحت إلى ذلك قي التعليق السابق وفي غير مناسبة). لا تتعدى وظيفة الفقيه أكثر من إنذار قومه"وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"(التوبة 122).فالإنذار هنا يوجه لأفراد يفعلون ما يقررونه وليس ما يُملى عليهم، ولأنهم مسؤولون عن تصرفاتهم، ما يعني أن الذي يتلقى الأوامر والتوجبهات ويتصرف وفق ما يملى عليه، لا يكون في موقع يصح إنذاره.
-
يا عمي الكاتب أو الباحث غسانيا عمي الكاتب أو الباحث غسان ملحم عم يقول مشروع وطني شامل وعم يقول جبهة وطنية عريضة وأنا معو ، فاللي عم يقول ولاية فقيه أكيد ما فهم المقال كقير منيح. أصلاً الحزب ما بيقدر يعمل جبهة أو ائتلاف حول ولاية الفقيه... مش هيدا المقصود من المقالة أنا بشوف إنو الباحث عم يحكي عن شي غير هيك يكون مقبول عند الكل أو عند أكثرية اللبنانيين.
-
أنا مع الكاتب ومع طونيبدي ضم صوتي لصوت طوني ، نحن بحاجة لإعلام نوعي وكتابات فكرية لنقدر نطلع من زحمة و حدة النقاش بالشارع. المطلوب دايما هيك مقالات نحاول من خلالها نشغل عقلنا بشكل سليم. مقال موفق وشكر لصاحبه على كتابته
-
إلى الكاتب أريد أن أقول بأنهإلى الكاتب أريد أن أقول بأنه أتقن صياغة المقال من حيث المنهاج وكيفية مقاربة الموضوع، وإلى الجريدة أريد أن أقول بأنها (عن جد) منبر متميز للكلام المتميز بغض النظر عن تأييد أو معارضة وجهة نظر صاحب المقال ولكنه يعكس مستوى رفيعاً في التحليل العلمي الموضوعي الواقعي، وينشر في صحيفة أجدها منبراً للإعلام النوعي، أنا أطالب بالمزيد من الكتابات التي أجدها قبل اي شيء آخر ذات قيمة فكرية كبيرة. مع تحياتي. طوني ك.
-
أنا قرأت هذه المقالة وكذلكأنا قرأت هذه المقالة وكذلك التعليقات التي وردت. وأنا أريد ان أقول بأن ما يقوله الكاتب هو منطفي نعم وكذلك ضروري. ولكنني أفضل الإبتعاد عن السجال حول ولاية الفقيه وغير ذلك كما أنني أشكر الباحث السياسي غسان ملحم على تحليله اللافت والعميق وأطالبه بالمزيد من الكتابة المماثلة فصحيفة الأخبار هي منبر للرأي الحر وإلى المزيد أن شاء الله
-
أنا برايي أن الكاتب يعتمدأنا برايي أن الكاتب يعتمد منهجاً ثابتاً ومتسلسلاً في مقاربة الأمور. وأقول بكل صراحة إنه صدق حين قال بأن الحزب هو حركة جهادية فقد سمعتها أنا من عدة مسؤولين من حزب الله. وقد سرني أن أقرأ هذه المقالة التي تعكس رؤية معينة ومنطقاً سليماً في التفكير، أنا مع وجهة النظر التي تطالب حزب الله بالمزيد من زاوية أنه صادق ومقاوم ومناضل، وأنا أود أن أحيي الجريدة على نشر هذه المقالة فعلاً
-
نعم تحليل منطقيأنا أريد القول بأن ما ورد في هذه المقالة هو تحليل عقلاني للتحدي السياسي الذي يفترض بحزب الله أن يتعامل معه. فقد تحدث الكاتب عن دور الحزب في المقاومة والتحرير وأشار إلى ضرورة إستكمال هذا الإنجاز من خلال العمل على صياغة برنامج وطني من منطلق الحرص على لبنان الوطن ومن باب السعي إلى إحداث التغيير الذي ينتظره اللبنانيون.
-
بصراحة أنا لبناني ومني شيعي،بصراحة أنا لبناني ومني شيعي، بس بدي قول إنو بالنسبة للمقاومة بلبنان مثل ما تفضل اللي كتب المقال، الأستاذ غسان عفواً معو حق الحزب إلو الفضل بالتحرير ولكن أنا بطالبو من حرصي على هيدي المقاومة بإنو يعمل نوع من إعادة قراءة ويبادر للعمل السياسي بشكل اكثر فعال لنقدر نتجاوز الطائفية ونحمي المقاومة كلنا ونبلش بمشروع وطني شامل
-
أؤيد هذا الطرحأؤيد هذا الطرح الذي تفضل به كاتب هذه المقالة، فل بد لنا فعلاً من الخروج من هذه الحلقة المفرغة والعمل طبعاً من جانب الحزب على مواجهة الواقع من خلال خطة وطنية للإصلاح، فبعد المقاومة وهي ما تزال برأيي مستمرة لا بد من تحصين البنية الداخلية، لذا أعود وأؤيد فكرة الأستاذ غسان وأحييه وكذلك الأخبار على ذلك
-
أنا أرى أن هذه المقالة تعبرأنا أرى أن هذه المقالة تعبر بطريقة علمية عن واقع الحزب الحالي بعيداً عن السجال الذي يمكن أن يحصل بين مؤيد ومدافع عنه، أما الكلام عن ولاية الفقيه وهو كثير ومشروع فلا أى من ضرورة للإشارة إليه في هذا السياق
-
تحليل منطقي استاذ غسان ولكنتحليل منطقي استاذ غسان ولكن سها عنك امر اخر ان من قاوم وبذل الغالي والنفيس لتحرير الوطن وما زال مستمرا ولم يطالب بسلطة ولا بحكم لم يسلم من مكر ودسائس بعض السياسين في لبنان فكيف اذا امسك بزمام الوطن والمواطن ماذا كانوا يفعلون حتى الان اذا ما قارب موضوع يعني البلد تقوم قيامتهم ولا تقعد ويتهمونه بتنفيذ اوامر الولي الفقيه انه لامر محزن ومؤسف .سؤال الى من يتهمون حزبالله بتنفيذ امر الولي الفقيه هم اليسوا ملتزمين امر وليت نعمتهم الادارة الاميركية واولياء نعمته ال سعود ؟ على الاقل الولي الفقيه عند حزب الله هو التزام ديني عقائدي ليس اكثر اما هم التزامهم باولياء نعمته فهو شيطاني تدميري ويضع الوطن في مهب الريح
-
حول ولاية الفقيهالكلام عن ولاية الفقيه غير صحيح وغير مقبول... أداء الحزب منذ البدء يأتي في سياق المواجهة الشريفة مع العدو الإسرائيلي...
-
ببساطة مشروع ما يسمى بحزبببساطة مشروع ما يسمى بحزب الله هو نشر ولاية الفقيه في العالم العربي لا غير هو حصان طروادة الفارسي !
-
فإن حزب الله هم الغالبون 3هو يؤمن، بأن لا قيمة لأي عمل بدافع العاطفة والعصبية، أي الحال مع ضعف العقل وفقدانه السيطرة، يفوق سوءا عن الإكراه والإجبار.فالذي يُقلق ويخيف، هو صاحب النزعة السلطوية الإستعلائية الإستحواذية الإختزالية، وليس حزب الله الذي يخيف ويُقلق.حزب يحاول بما أوتي من قوة لطمئنة الآخرين، أي بإبراز ما يخدم ذلك من مشاريع وخدمات...وغير ذلك من عوامل الطمئنة. حزب الله يعلم الثغرات والمنافذ التي يستغلها الشيطان ويوظفها لإثارة الهواجس والمخاوف، فيتجنبها ويتفادها.هو يحرص على أن لا يوفر له الفرص للنزغ(الدخول في الأمر لإفساده).
-
فإن حزب الله هم الغالبون 2لذلك لا يرى من داع لآلية التمثيل، إذ أن كل فرد له وظيفة ويفترض أنه غير قاصر ويعرف ماذا يريد.فالذي عليه واجب، لا يحتاج إلى إذن من أحد ليقوم بما عليه، من حيث أنه مسؤول عن أفعاله، ويعرف القوانين والحلال والحرام ويعرف حدوده، ما ينفي الحاجة للتمثيل.هو لا يرى مسوغ لطلب الإذن بالحصول على الحق من غير المنصب عليه والموكل به.هو يرى أن المللك لله تبارك وتعالى، وهو وحده صاحب الإذن.والإذن هو الموافقة للحق. ليس في قاموس حزب الله ما لا يُسمَح ويتعارض مع مصالح الآخرين الطبيعية، وبالتالي لا يجد من داعي للإختباء أو الغموض أو التستر والتخفي، ولا يوجد ما لا يصح المجاهرة به على الملآ وبدون أي حرج.هو يملك المشروع الكامل المتكامل، الذي لا يحتاج إل كبير عناء لصياغته، لأنه جاهز وواضح"لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"(فصلت 42). فالذي يقوم مشروعه على الإنفتاح ونبذ الإكراه والإقصاء والعصبية والإعتداء بغير حق، مثل التسلط والتحكم بالغير، فلا يخاف من الإفصاح والإعلان عنه فضلا عن تطبيقه، لأن تطبيقه ينسجم مع المصالح الطبيعية للآخرين. هو يرفض التحكم بالآخرين، بما يلغي عقولهم، مثلما لا يقبل ذلك من الآخرين تجاهه لنفس العلة، لأنه يؤمن بأن الإنسان مخير وليس مسير، إذ يرى ويؤمن، أن العمل يجب إنجازه بإعمال العقل واتباع الحق عن معرفة وقناعة وإيمان وانسجاما مع السنة الإلاهية"وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا"(طه 112)(وغيرهامن الآيات) وليس من موقع الإستحواذ والتأثر والتبعية والإنقياد بسلطان العاطفة والعصبية.
-
فإن حزب الله هم الغالبون 1عند البحث البحث في مفهوم حزب الله وما يعني ذلك، يلزم الإنتباه إلى حقيقة أن هذا يعني تعريف لكل من يلتزم بأوامر ونواهي الله تبارك وتعالى ولا تأخذه فيه لومة لائم.حزب الله لا يرى أن من حقه ولا من حق أي أحد آخر تنصيب نفسه حاكما ومتحكما بالآخرين، وأن يصادر قرارهم ويساوم بهم كرصيد بيده ومن ممتلكاته.فهو لا يمتهن الكذب والخداع والتلاعب بعواطف الناس واستغلالها. حزب الله لا يتصدى لواجب ويترك آخر.أي ليس مخول العمل بإنتقائية ومزاجية، كمن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض.حزب الله ينظر إلى الثغرات ويبادر إلى التصدي لسدها وعلى أساس الوجوب الكفائي، وأحيانا كواجب عيني، بحسب ما تقتضي الضرورة.هو لا ينتظر تكليف وتفويض من أحد عندما يرى أن ثمة أمر يجب التصدي إليه، في أي من المجالات. حزب الله لا يرى أن الدولة هي المسؤولة عن تسيير وتدبير أمور الناس بل هم المسؤولون عن ذلك إضافة إلى تحمل أعباء البناء والعلم والتخطيط وإنجاز المشاريع.فبمقدار ما تتعزّز القيم العادلة، يُفسح المجال لوجود دولة عادلة، كنتيجة لسلوك الهداية الإيمانيّة، يعني بمقدار ما تتهتز وتختل القيم العادلة عند الناس، وسلوك سبل الضلال في حياتهم الفرديّة أو الجماعيّة، تُفسح المجال للظلم والجور. حزب الله لا يرى أن من حق أي إنسان إلزام الآخرين بالحصول على إذنه والتوسل إليه ومطالبته بالموافقة والإفراج عن مقررات بتنفيذ مشاريع أو السماح بالحصول على ما هو حق في أي من متطلبات الحياة، كالكهرباء والطبابة والعلم...وإلخ، والعمل والسعي يحق وحسبما كفلته وأقرته الشرائع.