«أنذرهم بأغلال وسعير، بقنابل تفجّر ويوم عسير. يوم لا ينهون ولا يأمرون، ولا يُطلقون فيهربون. ويلٌ يومئذٍ للظالمين». أمين الريحاني
يرى العربي (والعربيّة) نفسه في ما يجري في تونس وفي مصر وفي كلّ مكان تنطلق فيه الحناجر والسواعد العربيّة الغاضبة. ليس الغضب هو المُفاجئ، بل السكون. ليس الاحتجاج هو الخطب، بل لزوم المنزل. تعبّر الحركات السياسيّة الصاخبة عن خلجات وتطلّعات أجيال مختلفة (مُتعاقبة) من الشعب العربي المنكوب. الجيل الذي عاصر هزيمة 1967، ضاق ذرعاً بالهزائم والوعود وبيانات النصر الفارغة وما بعدها.
والجيل الذي عاصر اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 ــ عندما وقف النظام العربي الرسمي إما مؤيّداً أو مُتفرّجاً ــ كفر بكل الأنظمة وبات لا يميّز بينها، على أساس مُمانِع أو مُطأطئ. أما الجيل العربي الجديد الذي يقود حاليّاً عمليّة التغيير دون تدخّل من الأجيال المُتثاقلة، فهمّه تنشّق الحريّة (في الهواء الطلق وعلى الإنترنت) والعيش بكرامة والتعلّم من أخطاء أجيال الماضي الكئيب.
كاد الشعب العربي أن يصل إلى مرحلة اليأس. كاد أن ينعى نفسَه، أو هكذا قيل. من يلومه (أو تلومه أو تلومها)؟ تراكمٌ من هزائم وإحباطات وحروب وغزوات وتخاذل وقمع ومجازر وخطبٍ تدفعك دفعاً للنوم. لم يبق نظام عربي على قيد الحياة دون إراقة دماء الأبرياء كي يستقرّ حكم السلالة ويدوم. مَن كان في جيلي، مَن كان في سن السابعة عام 1967، حفرت خطبة الهزيمة لعبد الناصر في عقله ونفسه حفراً وجروحاً لا تندمل. يذكرُ مَن مِن هذا الجيل الكبار حوله وهو صغير غارقين في بحرٍ من الدموع، ويذكر أيضاً السخرية المرّة التي صاحبت رؤية العرب للإعلام الرسمي الكاذب. وتوالت الهزائم وتوالت الإحباطات، إلى أن تسنّى للولايات المتحدة الإطباق على النظام العربي الإقليمي عبر تحالف وثيق مع السعوديّة والنظام المصري بعد وفاة جمال عبد الناصر. هنا، تحوّل النظام المصري إلى صلب السياسة الأميركيّة في منطقتنا، وبات الحفاظ على النظام المصري ثاني الأولويّات الاستراتيجّية للإمبراطور الأميركي (هذا يفسّر الخداع اللفظي الصادر عن إدارة أوباما). المعادلة هذه ليست بالضرورة من بنات أفكار هنري كيسنجر: هي فكرة صهيونيّة سبَقته، لكنّه أرساها في أرض الواقع عبر دبلوماسيّة ما بعد هزيمة 1973 (لم يخض حسني مبارك حرباً لم تنتهِ بهزيمة الجيش المصري ــ لنكفّ عن ترداد الأكذوبة)، ثم عاد جيمي كارتر (من الغباء أن يروّج أي عربي وعربيّة لهذا الرجل بعد ما ارتكبت يداه من آثام ضدّنا) ليتوصّل إلى المعادلة الشرّيرة: إزالة التهديد المصري لإسرائيل مقابل 2.2 مليار دولار في السنة (تقلّص المبلغ عبر السنوات لأنّ رشوة نظام حسني وجمال مبارك كانت بخسة نسبيّاً). عرفت إسرائيل كيف ترتاح، وكيف تتفرّغ لاستفراد الشعب الفلسطيني: الملك فهد (لنا عودة له، قريباً) كان الطرف الآخر من المعادلة: ضمن حياد النظام العربي الرسمي إزاء ما ترتكبه إسرائيل من جرائم وغزوات واحتلالات. نعلم اليوم أنّ الملك فهد والملك حسين كانا الشريكيْن الصامتيْن (الجبانيْن) لأنور السادات، لا بل شجّعاه. تفلّتت إسرائيل من أي عقال، وأفرغت حممها على لبنان وفلسطين، وخصوصاً أنّ حافظ الأسد كان مشغولاً بالتوصّل الصعب لتحديد «زمان المعركة ومكانها»، اللذين مات ولم يتوصّل إلى تحديدهما (خليفته بشّار ينتظر «عودة» الأراضي المحتلّة).
الحدث المصري مهول بكل أبعاده. كان أعداء اليسار والقوميّة في العالم العربي ــ أي أبواق آل صباح وآل سعود وآل نهيان ــ يعيّرون الخطاب اليساري والقومي لكثرة ما ألقى على إسرائيل من لوم ومن اتّهام بمؤامرات قاتلة: صحيح أنّ الأنظمة العربيّة كانت ولا تزال تبحث عن «شمّاعة»، لكن شمّاعة إسرائيل تتحمّل الكثير الكثير، لا بل أكثر. هي عنصر تخريب وتهديم وإجرام في كل جوانب الحياة العربيّة دون استثناء. لم تترك نزاعاً أو تهديداً للأنظمة العربيّة إلّا تدخّلت فيه: من حرب اليمن إلى الحرب في ظفار، إلى حماية الملك الحسن الثاني من شعبه، إلى تحرّك جنوب السودان، إلى الزعامة القبليّة الكرديّة، إلى ميليشيات اليمين اللبناني، إلى حماية الملك حسين في أيلول الأسود، إلى التحالف الذي لم يعد خافياً مع دول الهوان الخليجي، إلى الحروب ضد العراق الخ. إنّ كلام الأدبيّات القديمة أنّه لن تقوم لنا قائمة بوجود الكيان الغاصب حقيقي ولا يحتاج إلى إثبات بعد اليوم. تريد إسرائيل من مبارك أن يحتفظ بعرشه حتى آخر مصري. لا يساورنّك شك: إنّ إسرائيل هي لوبي حسني مبارك في قلب واشنطن: هي أكثر حرصاً على نظامه من واشنطن.
من المبكّر تحليل خلفيّات الانتفاضة في مصر ومضاعفاتها (لنكفّ عن إطلاق الأوصاف السخيفة على «ثورات» وهي ليست ثورات ــ أو ليس بعد): تشاهد (وتشاهدين) التاريخ حيّاً على الهواء على قناة «الجزيرة» («العربيّة»، محطة صهر الملك فهد، انشغلت بملاحقة «البلطجيّة» الذين جعلتهم رندة أبو العزم عنوان انتفاضة الشعب المصري وكأنّهم ليسوا مرسلين من قبل نظام مبارك، لكن رياء إعلام مبارك والحريري وآل سعود افتضح بعد غزو «البلطجيّة» لساحة التحرير). في تحليل الانتفاضة المصريّة، هناك عوامل فاتت تقارير التنمية العربيّة التي سهت عن مواضيع الكرامة والعزّة التي تلهب صدر الشباب العربي، إضافة إلى مآسي القهر والجوع والبطالة. النزعات الاستشراقيّة تسرّبت إلى تلك التقارير، كما أنّ التقليد قضى باعتناق نظريّة «اتكاليّة» العرب واستكانتهم لتفسير كلّ شيء، مع الاعتماد على تحليل فائق التبسيط عن «الجبريّة» في الفكر الإسلامي (مع أنّ دراسة مُبكّرة لـ«منغومري وات» ردّت على شبهات المستشرقين التقليديّة). كان نظام حسني مبارك محظيّاً: ليس فقط من حيث تمتّعه برضى غربي مطلق، بل لكونه، خصوصاً في أعوامه الأخيرة، انتهج سياسة بسيطة ــ وقد وردت عنه في واحدة من وثائق «ويكيليكس»: إنّ الوصول إلى قلب الكونغرس الأميركي يمرّ عبر تل أبيب. قدّم حسني مبارك الشعب الفلسطيني في غزّة على طبق فقر وحصار لإسرائيل من أجل تسهيل خلافة جمال مبارك، ونجحت الخطّة. حاز جمال موافقة أميركيّة وقام بمهمّات سريّة في واشنطن، وزكّاه نتنياهو في الكونغرس. وكان، مثل والده قبله، حاكماً غير منتخب، فيما كان حسني مبارك ينتجع في شرم الشيخ ولا يتعاطى إلا بما يتعلّق بمصلحة إسرائيل، التي تعلو فوق كلّ مصلحة.
إنّ متابعة الأحداث في العالم العربي وحول العالم لا يمكن أن تعتمد فقط على المواقع الصحافيّة التقليديّة. أهملت الصحافة العربيّة والغربيّة على حدّ سواء قضيّة الشاب خالد سعيد، وهي قضيّة شغلت الشباب العربي، والمصري بصورة خاصّة، على مواقع «تويتر» و«فايسبوك» لأشهر. لم يعد العالم العربي يتحمّل مزيداً من الرياء والقمع والتسويف. ينسى من يعزّز تحليلاته الاستشراقيّة بكلام عنصري عن «العقل العربي» أنّ عدم سقوط الأنظمة العربيّة أواخر الثمانينيات بعد اندثار الأنظمة الشيوعيّة يعود إلى الحماية الحديديّة التي تمدّ بها الولايات المتحدة أنظمتها المُطيعة في العالم العربي. وليس صحيحاً أنّ العرب لم يقاوموا الطغيان على امتداده: قد يكونون أصيبوا في أواخر السبعينيات أو الثمانينيات بالإعياء والإحباط والعدميّة. ما عادوا يؤمنون (ويؤمنّ) بالقدرة على التغيير، كما أنّ وتيرة القمع والتعذيب زادت، ما شكل رادعاً للقيام بـ«نشاط جماعي» نحو التغيير الجذري. وأدّت انطلاقة القنوات الفضائيّة (المُموّلة من قبل آل سعود في معظمها) إلى إلهاء الشباب العربي بالرياضة و«فن» يفرضه ذوق الوليد بن طلال، وقضايا ثانويّة تستقيها المحطّات العربيّة من صحافة «التابلويد» الغربيّة. لكن نبض الشباب العربي كان بعيداً عن الرصد، إلا لمن يتابع استطلاعات الرأي العام العربي. الاستطلاعات من المغرب إلى السعوديّة تؤكّد أنّ الأنظمة في وادٍ، وشعوبها في وادٍ آخر. قد تكون سقوف التوقّعات العربيّة الشعبيّة تدنّت، قد تكون الشعوب تحمّلت من طغاتها فوق ما تطيق. لكن الغضبة الحاليّة تعبّر عن حالة من الضيق تراكمت.
واضح أنّ الأنظمة العربيّة أصيبت بالذعر، كلّها. وهي كلّها تتمتّع بدعم في بقائها من أميركا وإسرائيل. حتى النظام السوري، فإنّ إسرائيل وأميركا تفضّلان بقاءه على غيابه، لأنّ الجبهة هادئة ولأنّ إسرائيل تستطيع أن تقصف وتضرب في عمق سوريا، وأن تغتال وتفجّر دون ردّ أو رادع. لكن غضبة الشعوب هي الأقوى عندما تتفجّر: الأفكار في أيدي الملايين تتحوّل إلى قوّة ماديّة كما قال كارل ماركس. سارعت الأنظمة العربيّة إلى محاولة جزعة لإنقاذ النفس: إعلانات عن عطاءات مفاجئة وتسريحات لوزراء وحكومات وخطب تتحدّث عن الفقراء للمرّة الأولى. حسني مبارك تحدّث عن العمّال والفلاحين مع أنّه بنى جمهوريّته (وماكينة خلافة جمال) على أساس زمرة من أصحاب المليارات. فجأة بشّرنا علي عبد الله صالح أنّه لن يترشّح مرّة أخرى. إنّ الهلع الذي أصاب الأنظمة العربيّة ظهر في إسرائيل أيضاً. أخطأ نظام العدوّ في عدم اللجوء إلى التقيّة هذا الأسبوع، وخطأه هذا سيفيد في تعبئة قويّة ضد إسرائيل في مصر وخارج مصر. أسبوع واحد من الاهتزاز في النظام المصري أعطى دروساً بليغة للشعب العربي عن درجة التدخّل الإسرائيلي في حياته الخاصّة. لم يعد ضلوع إسرائيل في حماية الطغاة العرب اتهاماً يرد في بيانات كانت تُوزّع في شوارع ضيّقة. كشفت إسرائيل أكثر من أي مرّة منذ إنشاء الكيان عن حقيقة تحالفها، لا مع الأنظمة فقط، بل مع تشكيلة كاملة من الطغيان العربي السائد. نفهم اليوم أكثر من أي يوم مضى سبب التخاذل العربي الرسمي في قضيّة فلسطين: مسألة بيع وشراء هي. والضلوع الأميركي في حماية تشكلية الطغيان العربي ليس نابعاً فقط من أوامر اللوبي الإسرائيلي، بل أيضاً من المصالح السياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة لإمبراطوريّة ترتاح في تعاملها الفوقي مع ملوك ورؤساء عرب ينحنون أمام أي مسؤول أميركي فور ظهوره.
أما الولايات المتحدة فقد نبشت خيار «عمليّة أجاكس» (التي أقصت حكم محمّد مصدق ونصّبت شاه إيران ــ راجع كتاب «كلّ رجال الشاه» المُعتمد على وثائق حكوميّة أميركيّة) من أجل تثبيت الطاغي في مكانه. وفي عمليّة «أجاكس»، لِمن نسي، جنّد عميل الـ«سي. آي. إي» عدداً من «بلطجيّة» إيران وأوغادها، تماماً مثلما فعل حسني مبارك. لم تكن قرارات مبارك ولا حتى خطبه من صنعه وإخراجه وتنقيحه. الخطاب الأميركي لم يتعلّم من تجارب الاستعمار السحيق، ولكن متى يتّعظ الاستعمار؟ يُطرد عنوة، ويخرج مُتبرّماً من وقاحة الشعب المُستعمَر الذي لم يقدِّر له استعمارَه.
وفرضيّة غباء العرب هي هي: كما كانت أيّام الاستعمار الفرنسي والبريطاني. تتحدّث هيلاري كلينتون عن ضرورة «الإصلاح» وكأنّنا لا نعلم مغازي تلك الكلمات القبيحة. ألم تسبغ إدارة بوش وأوباما المديح على الحكم السعودي لـ«إصلاحاته»؟ الكلمة الكوديّة هي بديل من كلمة تنبذها أميركا في تعاطيها مع العرب: كلمة ديموقراطيّة تخيف المُستعمر الأميركي وإسرائيل على حدّ سواء. وأوباما تحدّث في الأيام الأولى عن ضرورة تغيير ما، لكن كلمة «انتخابات حرّة» لم ترد على شفتيه بعد. يتحدّثون عن مسيرة تغيير، كي يأخذ مبارك راحته وكي يتسنّى لأميركا تنصيب نظام بديل يضمن استمرار الالتزام بالغالية: أي اتفاقيّة السلام بين مصر وإسرائيل، التي تسمح أميركا من أجلها بإبادة شعب مصر بحاله. لكن رئيسة لجنة العلاقات الخارجيّة في مجلس النوّاب (وهي من أكثر كارهي العرب تعصّباً في الحلبة السياسيّة الأميركيّة وعرّابة لكل تحالف بين أميركا وفرقاء في لبنان، وهذه الليكوديّة تبنّت 14 آذار كما تبنّت الجنرال عون من قبله)، إلينا روس ــ ليتينن، كانت أكثر صراحة إذ قالت: «على الولايات المتحدة التعلّم من أخطاء سابقة وأن تدعم تلك المسيرة التي تضم فقط هؤلاء المرشحين الذين تتوافر فيهم مقاييس زعماء الدول المسؤولة، أي المرشّحين الذين يدينون علناً الإرهاب ويحترمون حكم القانون ويعترفون بارتباطات مصر الدوليّة بما فيها التزامات عدم انتشار الأسلحة واتفاق السلام بينها وبين الدولة اليهوديّة في إسرائيل، والذين يضمنون الأمن والسلام لجيرانهم». فيلدَوِّن الشعب العربي تلك الأوامر بحذافيرها لأنّ أميركا تختار بيننا من يلائمها في حكمِها لنا، وهي تقرّر بالنيابة عنّا ولا حول لنا إلا الطأطأة على طريقة حكّام العرب. كم هي غالية إسرائيل، وكم اتضح أنّ أميركا تضحّي من دون وجل بملايين العرب من أجل إسرائيل، لا بل لا يمانع صهاينة الكونغرس في زجّ العرب في أفران لو تطلّب احتلال إسرائيل ذلك.
ثار الشعب العربي في مصر، فأصيبت إسرائيل بالهلع. حتى «إليوت أبرامز»، الذي لا يزال يتلقّى صناديق النبيذ الفاخر من صديقه وليد جنبلاط حسبما قال قبل أشهر، أقرّ بحالة الهلع التي أصابت إسرائيل وطلب شيئاً من التروّي. وبعد تفكير، لم يطل الأمر بأوباما كي يحزم أمره. وقد دعا عدداً من عتاة الصهاينة لينضمّوا إلى عتاة الصهاينة الآخرين الذين يتولّون الملف الشرق أوسطي في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجيّة (أي الثنائي فيلتمان وشابيرو) وقرّر أن تباشر أميركا ومن ورائها إسرائيل إطلاق الثورة المضادة. إسرائيل سمحت للمرّة الأولى للنظام في مصر بأن يحرّك جنوده في سيناء (ربما لحماية حسني مبارك في مخبئه في شرم الشيخ). أما النظام الأميركي، فقد رتّب أمر خلافة عمر سليمان على عجل. يثور شعب بكامله ضد الطاغية، فيعد الطاغية بالتغيير ويعيّن مدير الاستخبارات العامّة خليفة له. كانت أميركا تصرّ على أنّ التغيير في أوروبا الشرقيّة يجب أن يبدأ وينتهي بانتخابات حرّة لا إكراه فيها. أما مع الحليف مبارك، فكلمة السرّ هي «الإصلاح»، أي يمكنه أن يفعل ما يشاء. ينسى المسؤولون الأميركيّون أنّ الشعب العربي يذكر أن أميركا أسبغت المديح، في عهديْ أوباما وبوش، على مبارك، وأنّ الأخير كان محجّة ضروريّة في كل المهمات السريّة لمبعوثي الحروب الأميركيّة. لم ندرك أنّ الحفاظ على النظام المصري الفاسد كان بمثابة شريان للحياة لإسرائيل، وهذا خبر سارّ إذ إنّه يساهم في فهم كيفيّة تقويض دعائم الكيان الغاصب.
ولكن لا بدّ من كلمة عن مثقّفي النفاق من أدعياء الليبراليّة الوهابيّة. لا أتحدّث عن أبواق آل سعود فقط، هؤلاء الذين يتصنّعون تمييزاً بين الديكتاتوريّات العربيّة ودول الخليج ــ وكأنّها ممالك فاضلة. لكن هناك ضرورة للحديث عن مثقّفي بلاط آل سعود وآل الحريري وآل نهيان. هؤلاء هم أيتام حسني مبارك. هؤلاء لا يحقّ لهم كتابة كلمة في موضوع نظام حسني مبارك، بعدما أطنبوا في مديح حكمته وخليفته. مقالة في موقع «ناو حريري» بدأت بمصر في العنوان، وإذا بها دعوة للديموقراطيّة في سوريا وإيران (أتى الأمر من هاني حمّود للعودة إلى انتقاد النظام السوري، والكتّاب المُرتهنون لا يتجشّأون إلا بأمر). ولم تخجل حفنة من كتّاب آل سعود وآل الحريري من تدبيج بيان تأييد مُنافق للشعب المصري وكأنّ الشعب لا يذكر لهم مديحهم لمبارك، وزادوا في الوقاحة عبر الزعم أنّ مهرجان الطائفيّة البشع في 14 آذار هو مَن ألهم انتفاضتيْ تونس ومصر. «فشروا». الشعب في مصر وتونس لا يتظاهر بأمر من شيخ أو أمير نفطي ولا يهتف بحياة أصحاب المليارات. وجيزيل خوري التي كانت تكرّس برامجها عن مصر من أجل الترويج للطاغية مبارك ولسياساته، وعظت الشعب المصري ودعته إلى التمثّل بثورة «الأرز» السلميّة، حسب قولها. بقي لها أن تدعو الشعب المصري إلى ملاحقة العمّال السوريّين في مصر وطعنهم وإلى تعذيب العاملات الآسيويّات وقتلهنّ. العروبة في معيار فؤاد السنيورة وباقي جمهرة مُقرن في لبنان باتت صنواً للتحالف مع حسني مُبارك. هؤلاء هم أيتام حسني مبارك. نشرة «المستقبل» عنونت عن اعتداء «بلطجيّة» مبارك على المتظاهرين بأنّها «مواجهات». ولا ننسى أنّ آل الحريري حاولوا من خلال الشركات الأمنيّة اللجوء إلى أسلوب البلطجيّة، ولكن مَن يواجه إسرائيل لا يخاف بلطجيّة آل الحريري، فكان الإذلال الشهير يوم 7 أيّار.
هناك دلائل مُقلقة لإسرائيل. كفلت ردع كلّ الأنظمة العربيّة دون استثناء ونجحت حتى في وقف الخطاب العدائي (وكان السلاح الوحيد لأنظمة ما بعد 1948) ضدّها. لكن الحبل يضيق حول عنق دولة الكيان الغاصب رغم حصولها على كل أنواع أسلحة الدمار الشامل. نظام الطغيان العربي الرسمي يتضعضع وإن استطاع في أجزاء منه أن يستمر. غضبة الشعب العربي وصلت إلى العالم مدويّة. لم ينس الشعب العربي قضاياه. يحاول ليبراليّو آل سعود أن يجزموا (لطمأنة أنفسهم) أنّ لا مضامين سياسيّة خارجيّة لانتفاضة الشعب المصري، مع أنّ الهتافات ضد أميركا وإسرائيل وصلت إلى أسماع الصحافة الغربيّة، كما أنّ سفير إسرائيل السابق في مصر اعترف بأنّه ليس هناك مَن يؤيّد السلام مع إسرائيل في مصر إلا الزمرة المُحيطة بمبارك. هؤلاء أيتام مبارك وأيتام اتفاقات السلام مع إسرائيل. عندما ترى الليبراليّة المُتحالفة لسنوات مع طغيان مُبارك تشعر بالغثيان كلّما وردت كلمة ديموقراطيّة على لسان واحد من هؤلاء في إعلام الحريري وآل سعود، تشعر بأنّ عليهم على أقل تقدير التزام الصمت حتى إشعار آخر. أما جهاد الخازن، فينتظر موت الطاغية ليسرّ للقراء بكرهه له، بعد أن يكون قد كتب المدائح الطويلة فيه.
إنّ إعلانات موت الشعب العربي، وتبشيرات فؤاد عجمي على مرّ السنوات حول اندثار الهويّة العربيّة، تتناقض مع المشاهد الحيّة على قناة «الجزيرة». لكن حقيقة أهواء الشعب العربي ومشاعره تخيف إسرائيل وأميركا و... أيتام الطغاة العرب. سنكتشف أنّ العلاقة بين استمرار إسرائيل والطغيان العربي هي علاقة جدليّة.
* أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا
(موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)
33 تعليق
التعليقات
-
لماذا جملة واحدة في هذالماذا جملة واحدة في هذا المقال تدر معظم التعليقات؟
-
أخطأت في حق سوريا والسوريينشكراً لكل من دافع عن سوريا ونظامها المقاوم وعلى رأسها الدكتور بشار حفظه الله دائماً قالت المذيعة كوثر البشراوي في مقابلة مع الأستاذ عماد مرمل في برنامج حديث الساعة،"أن الشعب السوري لم يهن في كرامته كما أهنّا جميعاً نحن العرب...."
-
احب ان اذكركاستاذ اسعد لا فض فوك انت يساري عتيق وقلم يبحر ويغوص وصراحتك المعهوده لا غبار عليها ولكن لن ازيد على ما استفاض به الاخوه من شرح لظروف المنطقة وظروف سوريا تحديدا ونحن نعلم بما انك تناصب العداء لكل الانظمه لم تحب ان تكون نقطه في سجل رفضك وعدائك هذا ما اريد ان اقوله انك كما يبدو لا تغربل كلماتك حين تكتبها بل تترك لقلمك ان يجرجر الكلمات فوق اوراقك البيضاء ولو فاض في القليل من الاحيان حبره الاسود ولطخ بعض صفحاتك الناصعه. لا احب ان اذكرك بما قام به الرئيس الشباب للامه العربية والفارسية والتركية الان قبل ان يبادر سوريا اليس هذا النظام وبعد سقوط السوفيات كان من المقدر له السقوط كما سقطت منظومة الاشتراكية ولكنه صمد واستبدل الروس بايران رغم ضعف امكانية ايران في حينه ولكن العبره في هذا ان النظرة الاستراتيجية لحافظ الاسد تساوي الوحي فهو بهذا التحا لف دعم وقوى ايران في وجه اعدائها واعدائنا وقوي معها لانه يعرف ان في الاتحاد قوه وها هو ابنه يكمل الرسالة التي يبدو العالم كله قاصرا عن فهم ابعادها نجت سوريا من السقوط بتحالفها مع ايران وتنسج الان خيوط شبكت البحار الخمسة وتتحالف مع تركيا وما ينطبق على ايران ينطبق على تركيا كم استفادت سوريا من ايران على الاقل في ادخال العمله الاجنبيه كاحتياط ومع تركيا الان وغيراها من البلاد البعيده وقد اثمر هذا التحالف اعترافا بدولة فلسطين وهذا الاعتراف حصل ليس بفضل جهود امريكا ولا ابو مازن انه فقط بجهود الدبلوماسية السورية فقط وانت تقرأ وتحلل وكل هذا الحصار المضروب على سوريا اين انت منه الا تراه ... فلمصيبه اعظم يبدو لن تتسع الصفحات لايجابيات هذا النظام لذلك اكتفي بهذا القدر راعلم انك تعلم اكثر مني بهذا ، فلموضوعية تقول نعم سوريا مثلها مثل كل الدول عندها ازمات ولكن ليس لحدود الافلاس وتذكر ان دولا اوروبيه افلست للان وامريكا اولهما ولكن الغرب يدعم الدول المنظويه تحت علم الاتحاد فاين نحن العرب من هذا وخزائن الارض تكاد تطفح باموالنا المهربه اليهم.
-
رد على السيد اسعدالسلام عليكم ورحمة الله اتمنى من السيد اسعد كتابة مقالة عما يحصل للعرب من جراء اللملوك والروئساء العرب ياسيدي الكريم انا مواطن سوري وافتخر ان اكون سوري اولا عندما اشاهد ان امراء الخليج يقدمون المساعدات للغرب ارفع راسي للان الشعب العربي لا ينقصه شئ ترى هل يدرون ان بعض الاشخاص (العرب) لا يملكون ثمن لقمة عيش ثانيا عند ما استشهد المرحوم رفيق الحريري وقفت السعودية الى جانب الاعداء لسوريا من اجل اسقاط النظام هي وبعض الااعراب يا ترى ماذافعلت ايران الشيعية وقفت الى جانب سوريا ياسيدي ايران التي يتحدثون عنها بانهاشيعية بل هي بنظري دولة اسلامية وفية للاسلام وفية للعرب عاشت سوريا عاشت ايران عاشت قطر عاشت المقاومة الاسلامية عاش بشار عاش حمد عاش حسن نصرالله عاش احمدي نجاد سوري وافتخر يتبع
-
مقالة رائعةمقالة رائعة
-
ألأستاد أسعد: أنا معك في كلألأستاد أسعد: أنا معك في كل ما دهبت إليه، و لكني لا أوافقك البتة بخصوص سوريا قلب العروبة النابض حفظها الله من غدر أشياه العرب قبل غيرهم. الأمر الوحيد المطلوب من أي نظام في سوريا هو دعم المقاومة و توفير مجال حيوي لها و عدم حصارها كما فعلت كل الأنظمة العربية الأخرى دون إستثناء. و كدلك التحالف مع إيران و التوفيق بينها و بين تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية و تفادي الفتنة التي تعمل أبواق أعداء الإسلام يثها تحت غطاء الدفاع عن الستة و الصحابة حسب زعمهم، و الإسلام و الصحابة منهم براء. إن أي دخول لسوريا في حرب مباشرة مع إسرائيل معناه الإنتحار و تمكين الغرب و أشباه العرب منها لا قدر الله، و هدا ما يرمي له أعداء الأمة. الله يحميك و يحفظك يا سوريا الحبيبة و حفظ معك إيران و تركيا و حزب الله و حماس، و سهل خلاص مصر و تونس من عقالهما سندا للمفاومة.
-
أقرأ أسعد أبو خليل لهدف واحدأقرأ أسعد أبو خليل لهدف واحد فقط هو لأعرف من هم على لأئحة المتهمين بالخيانة فهو نصّب نفسه داعية وملاك يحاسب شتّام درجة أولى ..تفوق على وئام وهاب هذه من صفات الضعفاء
-
سوريا لم تستسلم يا استاذ اسعدسوريا لم تستسلم يا استاذ اسعد ولم تبع القضية ولا المقاومة ولم تهن شعبها ولم تركع ولن تركع ولم تغلق الحدود ولم تدمر الانفاق ولم تشيد الجدران الفاصلة ولم تسلم المعارضات الى الجلادين ولم تفرط بالجولان ولا بالاراضي المحتلة ولا بالجنوب ... لسنا ملكيين اكثر من الملوك ولكننا بتنا ملكيين عندما باع الملوك القضية و من اجل الاصلاح فلا بد منه بس قول لمن يستضيفك عنده ان يحل عن ضهرنا وضهر المنطقة عندها تذبل اسرائيل بدون قتال كورقة الخريف وتنصلح حالنا بدون وصفات بحص من الخارج أما في ظل الحصار الاميركي للانفاس في شرقنا الحزين فمن يريد تطبيق ديمقراطية أميركا المقلوعة العين فهو خائن وهنا أصاب الجميع وأخطأ الاستاذ اسعد الذي وبعد كل هذا لا أستطيع أن أكن له سوى الاحترام فكما يقال الاختلاف لا يعني الخلاف
-
( بتصرف ).. صدق أسعد ...و ( بتصرف ).. صدق أسعد ...و أخطأ الجميع يسلم لي عينك شو اصلي و اورجينال ... بارك الله لنا بك..
-
أخطأت يا أستاذ أسعد وإن ليس عن قصدأثلجت ثورة قلمك قلبي بالسعادة حول مصر وتونس ولم تسكت على حاملي راية ثورة الأرز كتبت ما كنت أشتاق لسماعه، ولكن، بإيحائك حول النظام في سوريا !!! أخطأت، إنتبه وإن ليس عن قصد أنت بهذا تخدم إسرائيل ووالدتها أميركا، أيها الأستاذ العظيم الكبير ذات الخبرة الواسعة إن كنت تؤمن بالمقاومة في لبنان فسوريا لها دور كبير فيها، وإن كنت تؤمن بالوقوف بوجه إسرائيل فسوريا وقفت ونفذت وحاولت ولكن ليس بتهور. لا تتهور أو تتكلم عن كرهك للنظام في سوريا خاصة في هذا الوقت، ولا تستعمل سلاح الإعلام والأنترنت، تكلمت عن الشباب وعن الثورة والوعي أنا من لبنان وأعي وأدرك أهمية النظام في الشام وكل من يوحي حوله في هذه اللحظات ليس بثوري أو وطني بل يخدم إسرائيل وخطة الشرق الأوسط الجديد.
-
بعض الملاحظات على ملاحظاتك يا دكتور أسعدأولا, أشد على أيادي من دافع عن النظام في سوريا وأوافقهم الرأي بأن النظام السوري تصرف بمنتهى الذكاء لمصلحة سوريا و الأمة العربية فالبدائل المتوفرة كانت تتراوح بين الهزيمة وبيع القضية. ثانيا, عدم فتح جبهة الجولان (والذي هو بنظري تصرف حكيم في ظل موازين القوى)لا يلغي كل الإيجابيات التي تحققت منذ هزيمة و ترحيل منظمة التحرير من لبنان في العام 1982 بفضل صمود سوريا السياسي وتحالفها مع كل الجهات المناهضة للكيان الغاصب. النظام السوري له دور أساسي في إنتصارات المقاومة في لبنان و صمود المقاومة في فلسطين. وهذه النجاحات كان لها تأثيرها في كسر حاجز الخوف و رفع معنويات الشعوب العربية و التي لها دور جزئي و ربما أساسي في ما يحدث اليوم في تونس ومصر وأماكن أخرى من الوطن العربي. ثالثا, نعم النظام في سوريا بحاجة الى إصلاح ولكن الأنظمة في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة بحاجة أكثر الى الإصلاح لكي لا تكون قادرة على خداع شعوبها واستعمال شبابهم وطاقاتهم لقتل ملايين البشر حول العلم ونهب ثروات الآخرين ودعم قضايا شريرة كالمشروع الصهيوني. رابعاًً, العيوب الموجودة في النظام السوري (كما كل الأنظمة العربية) مرتبطة بمسار تاريخي كانت فيه الأمة العربية في حالة غياب عن الوعي بعد 900 عام من الاستعمار الصليبي والمغولي والمملوكي والعثماني مروراً بالقرن العشرين والهجمة الصهيونية الغربية التي لا تزال مستمرة. نحن لا نزال في الحفرة التي وضعنا فيها البريطانيون و الفرنسيون بعد معاهدة سايكس-بيكو وإن لم نكن في قعرها. ما تريد ان تراه في النهاية يا د. أسعد محق و نبيل ولكني أجزم بأنه وحتى قيامة أهلنا في مصر فإن سوريا بنظامها وتوجهاته تبقى الأمل والرهان لغدٍ أفضل لهذه الأمة المضطهدة التي كبت في غفلة عن الزمن منذ قرون وتحاول أن تنهض الآن. (لبناني من الحنية - إيه ما غيرا!)
-
عليه التوقف عن عروضه المسرحية البائخة !أحيلك الى مقال ابراهيم الأمين في العدد ١٣٢٨، ومع أني أتفق مع كثير من كتاباتك، الا أنني أفضل أن أضيء شمعة بدل أن ألعن الظلام ألف مرة من وراء المحيطات في كاليفورنيا أو غيرها. كفاكم تبجحاً وتنظيراً علينا نحن البسطاء. أليس تحضير حصاة لطفل يرميها في وجه الجلاد أهم من جميع هذه التنظيرات؟ وأكرر مقولة ابراهيم الأمين: "أشعر بقوة بأن عليّ القول للحكواتي محمد حسنين هيكل (وأنا أزيد عليه أسعد أبو خليل) إن عليه التوقف عن عروضه المسرحية البائخة. أن يصرخ لمرة واحدة أمام أحفاد ناصر، أو أن يصمت مثل كل مريديه في مزرعة لا بد أن تصل إليها أيدي الثوار وتعيدها إلى فلّاحي النيل!"
-
"ماهكذا ياأستاذ أسعد تورد الابل" "ماهكذا ياأستاذ أسعد تورد الابل" الاستاذ اسعد: ارجو ان تسمح لي,ولست انوي التهجم ابدا,كما احترم وأويد رؤيتك وقناعاتك التي تعبر عنها فيما تكتب, الا انني اجدك تتعامى عن حقائق سياسية في دعمك وتأييدك للمقاومة نهجا وثقافة.ففي اطار المشهد العربي المتخاذل والمتواطئ (وقد كشفت الثورة المصرية والردود التفاعلية لحكام مصر والادارة الامريكية وبعض الجهات الاقليمية عمق وبشاعة تورط حكام اكبر دولة عربية في خدمة المصالح الامريكية والاسرائيلية,كما كشفت يوميات الثورة عن طبيعة هؤلاء الحكام "البلطجية"المجردين من الاخلاق الوطنية والمستعدين لارتكاب اي جريمة لارضاء مشغّّليهم ..)في اطارذلك المشهد "الطوفان"وقفت سوريا وايران يحتضنان مقاومة شعوب فلسطين ولبنان والعراق دعماً وتأييداً.. مما اسهم في التعثر والانحسار الذي اصاب المشروع الغربي في العراق ولبنان وفلسطين حيث وجد ت "سلطة" ابو مازن نفسها غيرقادرة على النهم الاسرائيلي لمزيد من التنازلات في ضوء "صمود" حماس في وجه محاولات القضاء عليها عسكريااو اضعافها بالحصار والتجويع ..فدخل,وادخل سلطته,ورعاته من العرب وغير العرب,في مأزق (ولاابالغ )اعتبره المقدمة الاساسية والموضوعية لولادة المشهد التونسي اولا ثم المصري..دون ان انسى الاشارة الى اهمية العامل الذاتي لكل بلد والتي تبعا لها سيتحدد من التالي.ان دخول القضية المركزية للصراع في نفق مسدود على النحو الذي تعاقبت فيه الاحداث منذ "اوسلو1993"افقد النظام العربي الرسمي آخر مبررات وجوده . ان تجاهل هذه الحقائق السياسية ,والتعامي عن الاثمان التي تدفعانها دمشق وطهران(محور الشر)من عقوبات ومحاولات عزل وتآمر عبر تجنيد وحشد ادوات المشروع الصهيوامريكي يجعلني استشف وراء وراء ماتراه موقفا ثقافيا ,واعذرني,لاسياسيا .وإن كنت اتفق معك في الرأي بأن لاشرعية ديمقراطية لكل هذه الانظمة . والديمقراطية ,بما هي حصيلة تطور وليست "وصفة"فإنني لاارى للاصلاح طريقا واحدا وحتميا يمر في دمشق كما يمر في القاهرة وعمان.
-
كبير يا استاذ اسعد سلم ايدككبير يا استاذ اسعد سلم ايدك
-
أبو خليل، قبل شهور قليلة كنتأبو خليل، قبل شهور قليلة كنت تفتي بسحب كلمة الديمقراطية من التداول. شو اللي جد حتى صارت "كلمة ديموقراطيّة تخيف المُستعمر الأميركي وإسرائيل على حدّ سواء"؟
-
حل عن ضهر سوريا وسوريينيعني بدك تقنعني انو اذا حاربت سوريا رح تربح الحرب ياشاطر ما كانو حاربنا العالم كلو اشقاء واغراب نحنا شعب بميّز.. نحنا مبسوطين كتير من رئيسنا كتير كتير يلي عم بمر فيه الوطن العربي مرينا فيه من زمان وتعلمنا من التاريخ قريب مو البعيد واذا بدك اسبتلك كلامي بنصحك تحضر مسرحيات صديقك محمد ارناؤوط نحنا صار عمر نا فوق سن الرشد السياسي وبظن الكل اعترف الصديق والعدو وسلامتك
-
تحية غلى الأستاذ اسعد أبو خليل وإلى جريدة الأخبارنعم إنه الزلال الذي زلزل عقول الذين كانوا يراهنون على أنهم خدروا الجيل العربي الجديد، ووصفوه بجيل الميوعة، وكرة القدم، والانترنت، ولكنه فاجأهم، فها هو يهز عروشهم ويزلزل الأرض تحت أقدامهم... ويشعلها في تونس ويفجرها في مصر... وستمتد إلى كل الوطن العربي... ولن يسلم منها أحد من الطغاة، واني لآراها بداية النهاية لإسرائيل. وكما قال الأستاذ أسعد أبو خليل... سنشعر بالشفقة على شلة الصحفيين المطبلين والمزمرين... وسنرتاح من تقيأهم كل يوم على صفحاتصحف ومجلات، لا تصلح إلا لتنظيف الزجاج.
-
تنكأ الجرح العظيم أسعد ابو خليل تنكأ الجرح... والجرح غائر... وإلى متى ستبقى أمريكا تتحكم بالمصائر؟؟؟ إن تراكم سنين الذل والهوان، والعمالة، والجهر بها... ولم يحسبوا كما قلت للجيل الجديد من الشعوب العربية, الذين اتهموه بالميوعة، وجيل الانترنت... فها هو يشعلها في تونس... ويفجرها ثورة بمصر... والعدوى ستنتقل ألى كل مكان. الشكر لأمريكا لأنها أعطتنا الوسائل الكفيلة بالقضاء على مؤمراتها, ازالة اسرائيل من المنطقة.
-
بما أن الحرب خدعة استاذ اسعدبما أن الحرب خدعة استاذ اسعد وانا اكن لك كل الاحترام هل لديك قراءة منطقية وواقعية لصمود سوريا في عهد الرئيس الراحل حافظ و الرئيس بشار كل هذه المدة في هذا العالم المضطرب المجنون أم أن الانتقاد الساخر هو الطريقة الوحيدة للتعبير عن انتقاد الانظمة نقول ان الانظمة ليست ملائكية فكل من على هذه الارض بشر يصيبون ويخطئون وصحيح أنك لا تحب النظام السوري وهو حق لك ولكن أليس السخرية من قائدي هذا النظام إهانة لكل من يقف معهما في نفس الصف ويفضلهما على نفسه وماله وولده لعب كثيرون (14 آذا ر مثلا) على لعبة التفريق بين الشعب السوري والنظام ( وكأننا أغبياء ومعزولون عن العالم) ولكن عندما توفي الرئيس حافظ نحن من كنا في الشوارع ونحن من طالبنا بالرئيس بشار مع أن اغلب الناس لم تكن تعرف عنه شيئا ونحن من حوصر وضيق عليه في لقمة عيشه ونحن من عاني مع رئيسنا الشتم واللعن والتخوين لسنا بحاجة لأحد من الخارج كي يعطينا النظريات (وهذا الكلام موجه للكل وليس لك بالذات) عن الحرية والديمقراطية لدينا مشاكلنا ولدينا مطالبنا ولكن في ظل حافظ الاسد وبشار الاسد لم نفقد كرامتنا ولا ثقافتنا ولا هويتنا ولا لغتنا ولا مبادئنا غير أننا نشاهده معنا في المطاعم والشوارع وفي قرانا كأي شخص منا ومن أجل الجولان هل كان الاسد ليقبل بعودة الجولان وذهاب سوريا بالكامل في الركب الاميركي الاسرائيلي كما فعل السادات بعودة سيناء وذهاب مصر الى كامب ديفيد عارية من كل شيء
-
مقال رائع يا دكتور أسعد...مقال رائع يا دكتور أسعد... تحليل منطقي للعلاقة بين إسرائيل و الطغيان العربي....
-
يا استاذ اسعد حاربت سوريايا استاذ اسعد حاربت سوريا ومصر وخسرتا الحرب بسبب خيانة السادات ولم يجد بعدها المرحوم حافظ الاسد احدا يثق به من العرب فنحالف مع طهران التي لم تنته من حربها مع العراق حتى نهاية الثمانينات ومع المقاومة في لبنان ان لم يحارب النظام في سوريا لوحده واختار دعم المقاومات فهو غير مرتاح من منتقديه وان حارب وحيدا وخسر ألم تكونوا ستقولون بأنه أخطأ خطأ استراتيجيا وحارب لوحده ولم يستطع تقدير الموقف من الجبهات فيك تعطيني بخبرتك الطويلة والمعروفة حل لهالاحجية ام انه يجب دائما تسمية النظام السوري بعد كل كلمة عن العرب للتمييز بأنه لا يختلف عنهم اعرف بأنك لا تدافع عن الانظمة وهذا حق لك كيساري قديم ولكن لمَ تتجاهل بأن الملايين من العرب الذين تحبهم والسوريين ايضا يفضلون ويحبون هذا النظام على مواقفه نفسها التي ينتقد عليها اما الحريات والوضع المعيشي فهو مطلب محق عند الجميع محب ومنتقد
-
نسيت أيتام مبارك من زمرة السلطة الفلسطينيةتمنع السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية الفلسطينيون من التظاهر تضامنا مع الشعبين المصري والتونسي بينما تسمح بمظاهرة مؤيدة لمبارك لا يعلم احد من هم متظاهروها كانت تنظم في نفس الوقت الذي قمعت فيه المظاهرة التضامنية مع الثورة المصرية.....فجماعة محمود عباس لا يفوقهم احدا يتما وألما لرحيل مبارك
-
كالعادةممتاز كالعادة (المقال) وظهر ما كان معلوم ومكتوم تحالف الانظمة العروبية مع اسرائيل
-
السيد الكاتب مع أني أؤيدالسيد الكاتب مع أني أؤيد الكثير من أفكارك و مبادئك إلا أن الواقع لا يسمح بتطبيقها بالشكل الذي ترغبه. فهناك الكثير من العوامل و التوازنات التي يجب أخذها بعين الاعتبار و عليك أن تعمل ضمن مجال بعيد عن تهديد الأمن الوطني و القومي. فمثلا أنت لمحت الى أن سوريا كان يجب أن تفتح جبهة الجولان و أنا أرى أنه لو حدث ذلك لأدى إلى إنهيار تام و مديد لكل الوطن السوري في ظل تكالب العديد من الأقربين و الأبعدين من بعض اللبنانيين إلى نظام الأردن و صدام و مبارك و خادم الحرمين ناهيك عن أمريكا و الغرب و اسرائيل أما الآن فيبدو أن التحرير الكامل آت في الجولان و فلسطن و لبنان و ستعود الحقوق كاملة بفضل جبهة المقاومة التي سوريا أساس فيها
-
أسعد العظيم.. أمير العرب الغاضبينلم أدمن كاتباً كما أدمنت على أسعد وأنا قارء شره. وعلي أن أشير إلى أن إبن أبي خليل ثبت يساريتي، وألهمني البوح نقداً والتعبير غضباً عن حقي الذي دفنته في بوادي اللاشعور. وأمني بعد إذ كدت اتيه بين غابة الابراج البرجوازية والسرب الشهوية نحو ميداين الوعي الثوري. إن أفكاره وصوته ليعيش معي كما هو صوت نصر الله وفكر أبي اليساري الأول في حياتي. وأنا جد سعيد لأن أقرأه كل يوم وهو يعلق على إنتفاضة المصريين والتوانسة والفلسطينيين. تحية إكبار لأمير العرب الغاضبين.