«تتحمّص» النسوة، تلمع الأجساد والدهون والزوائد تحت قرص الشمس، والعيون مفتوحة لا تملّ، تبحث عن خطأ أو عيب أو ترهّل. لا مكان هنا للخارج عن القالب: صدر عارم، قدّ ممشوق، أفخاذ ومؤخرات مشدودة، بطن مبلوع وعضلات، جسد خال من الشعر يتهادى تحت نور الشمس. لا مجال هنا للخطأ: الهدف هو «الآخر»، كسب اهتمامه وجذبه، وكسب غيرتها اعتماداً على المفاهيم المقبولة للجمال و«الأنوثة». ارتياد البحر هو واحدة من مناسبات عدّة، تخضع فيها النساء للتمحيص (الذي يقارب التفعيص على مستوى تدخّل الآخر في شكلهنّ وأجسادهن). الأعراس، والأعياد هي أمثلة أخرى، كأنّها محطّات ضرورية في سيرورة المجتمع ـــــ المرأة، لتوجيه تلك الأخيرة أو لإعادة وضعها على سكة الصورة النمطية لجسدها ولنفسها.
وضع المرأة في قالب هو بالتأكيد أفضل طريقة للسيطرة عليها، ويكون في أخطر أشكاله عندما يصبح جزءاً من نظرتها إلى نفسها: عندما يصبح القالب داخلياً، وتصنّف نفسها كامرأة أو لا، بحسب ما يصنّفها النظامان الرأسمالي والبطريركي.
المرأة في قالب: النظامان الرأسمالي والبطريركي
لا يخفى علينا ما يُطرح الآن من تعريفات لماهية المرأة. فنرى عبارة «هكذا تكونين امرأة أو لا تكونين» في الإعلانات والكلام اليومي، وعبر نظرة المجتمع والدّين وفي المؤسّسات العامة، إذ إنّ المرأة لا تعرف القيادة، وهي وإن كانت تحمل شهادات عليا، لا تفهم في السياسة مثلاً، وإن فعلت فهي تكون «متل الرجال أو أخت الرجال»، كأنّ معرفة الرجال بتلك الأمور بديهية وعادية، وتأتي معهم «خلقة»، كما أنّ المرأة «الحقيقية» هي التي تهتمّ بأظافرها وتضع مساحيق تجميل ويكون شعرها طويلاً ناعماً أو تعمل على تنعيمه، وهي تهتمّ ببشرتها وتلاحق أسرار الموضة وتسعى إلى أن يكون مقاس خصرها 45 سم، ومؤخّرتها كبيرة وساقاها خاليتين من الشعر، وحاجباها منتوفين، وهي تعرف كل الشائعات عن الفنانين والفنانات، وتستمع إلى أغاني إليسّا.
لا أقول إنّ من تفعل ذلك ليست امرأة، لكنّني أقول إنّها ليست الشكل الوحيد للمرأة. فالمشكلة ليست في أن تختار المرأة أن تكون بهذا الشكل أو ذاك، بل في أن يخضع قرارها لتأثيرات خارجية من النظام الرأسمالي، من النظام الذكوري ومن حاجاتهما للسيطرة وقمع المرأة وتحجيمها.
فلنبدأ مع علاقة رأس المال بالنظرة السائدة للمرأة، كما يفعل بكل أشكال الاختلاف والتنوّع، يسعى النظام الرأسمالي إلى تسطيح الحاجات وتوحيدها. يحتاج المسوّق والمنتج إلى التقليل من الاختلاف في حاجات المستهلكة. فشكل الثياب ولونها ونوع العطر ولون البشرة وغيرها، كلّها بحاجة إلى أن تُوحّد، فتُقلّل من مصاريف الإنتاج. من حسابات الشركات المتعدّدة الجنسيات إذاً، تُنتَجُ مقاييس الجمال التي تجعلنا نساءً أو لا تجعلنا. فلا تظُني أنّ حُبّك للون «الروج» أو سخريتك من الفتاة التي ترتدي تنورة طويلة مزركشة يأتي من نظرتك الخاصة إلى الجمال أو رؤيتك الواضحة لمن تسمّينها امرأة، بل هو نتاج مباشر لموازين وضعتها تلك الشركات الكبرى، وعملت على تسويقها عبر الإعلانات والأفلام والفنون والمشاهير.
تتبلور تلك المقاييس ليس استناداً إلى مقاييس الجمال في منطقتنا أو بحسب مفهومنا الخاص للجمال (نحن نساء العالم الثالث ورجاله)، بل تأتي بحسب أذواق النساء الأجنبيات، من لون البشرة والشعر إلى شكل الجسم، وصولاً إلى نظام الحياة. إلى جانب الهوس الدائم عندنا في إزالة الشعر من الجسم، ونحن متوسّطيّات شعرنا غامق وكثيف، تظهر في الهند مثلاً موجة تبييض البشرة. أذكر كيف شاهدت في جنوب الهند نساءً يبكين، وهنّ يتكلّمن عن مشاكلهنّ بسبب العنوسة أو هرب أزواجهنّ منهنّ أو شتم حمواتهنّ لهنّ لأنّ بشرتهنّ داكنة. لقد عمل الاستعمار طويلاً على تقوية النظرة الدونية إلى داكنات وداكني البشرة، ووضعهنّ في أسفل السلّم الاجتماعي، ثمّ أدخل الآلاف من المنتجات إلى الأسواق لتفتيح البشرة وتبييضها. لن أنسى شكل العيون الكبيرة، ولا اللون البنيّ كالقهوة، للفتيات في جنوب الهند. لون كلون الأرض، لا نراه إلّا إن أزلنا عنّا الحاجة إلى أن يكون الجمال أبيض ناصعاً. لا أسعى هنا إلى جعلهنّ «إكزوتيك»، معاذ الله، فكلّنا كأخوات نعاني من النظرتين الاستشراقيّتين: رفض ما نحن عليه من تنوّع واختلاف عن الأجنبيّ، أو ـــــ وهو الأصعب على الفهم ـــــ جعلنا «إكزوتيك» كالحيوانات المعروضة في حديقة الحيوانات، بل قصدت أنّ فيهنّ وفينا جمالاً نصبح غير قادرات وقادرين على رؤيته حينما يُجبِرنا النظام الرأسمالي على الاستهلاك، لنشبه عارضات الأزياء الشقراوات أو ممثّلات السينما. ولا ننسى إلى من تتوجّه كلّ طاقات التسويق والإغراء في عالمنا. هي المرأة البورجوازية التي تمتلك القدرة على الاستهلاك، القدرة على مجاراة متطلّبات الجمال المختلفة والمتجدّدة دوماً بتجدّد حاجة الشركات الكبرى إلى طرح منتجات جديدة. هكذا تهمّش أكثر فأكثر المرأة العاملة التي تنتمي إلى الطبقة الكادحة، ولا تستطيع أن تؤمّن لنفسها متطلّبات الأنوثة، وتصبح بذلك فوق فقرها واضطهاد المجتمع لها، أقلّ من امرأة. وبالتالي، تثبّت تلك الأفضليّة تقدّماً آخر للمرأة البورجوازية: هي لا تملك فقط أدوات الإنتاج، بل هي أيضاً المرأة الوحيدة. وليست آلاف منتجات التجميل الرخيصة المزيّفة الموجودة في السوق سوى دليل على محاولة المرأة التي تنتمي إلى الطبقة المعدمة، تقليد النساء البورجوازيات والرضوخ لمطالب النظام الرأسمالي بأن تكون هذا النوع المحدّد من النساء. وهناك الكثير من الدراسات عن تأثير موازين الجمال تلك على المرأة في سوق العمل. فإذا لم تتّبعي الإرشادات والتعاليم لتكوني جميلة بهذا الشكل، وتنتمي إلى تلك الطبقة المعيّنة، فإنّ معدّلات قبولك في سوق العمل ستكون متدنيّة جداً.
يدخل النظام الرأسمالي إذاً في تقرير ما يجعلنا جميلات، مغريات، نساء. وهو إذ ينتج أرضاً خصبة للاستهلاك، يتدخّل في صميم ماهية المرأة وصورتها ونظرتها إلى نفسها.
يأتي ثانياً في هذه الصورة النمطية للمرأة تحديد ماهية المرأة عل نحو واحد فقط. كأنّ هناك مسؤولاً (أو مسؤولة، فالذكورية ليست حصرية على الرجال) في الدولة، يجلس وراء مكتب كبير من الجلد الأسود ـــــ وهو الوحيد الذي لا يرتشي على فكرة ـــــ نمرّ عليه كل يوم فيقول: امرأة، لست امرأة، امرأة، امرأة، لست امرأة... فالخانة عنده ضيّقة صغيرة محدودة، وهو يتحكّم بسهولة وصرامة في من تدخلها ومن ترمى خارجها، فتصبح دون أن تعي خارج المقبول وخارج النظام. وانظرن معي كم هو عادل أن يحصل هذا. فمن له الحق في أن يقول للمرأة ـــــ أو للرجل «أنت لست امرأة ـــــ أو رجلاً»، أن يقول لها وله إنّها وإنّه غير ما يحسّان به. فأين المشكلة في أن تقول وتحسّ بأنّها امرأة بشعرها القصير المجعّد أو بشرتها الداكنة أو ثيابها «اللي مش عالموضة»، أو كلامها في السياسة أو أظافرها غير الملوّنة؟ أنا أقول لكن ولكم أين المشكلة. المشكلة في كسرها، ببساطة شعرها وكلامها ويديها، للقالب، وإظهار أكذوبة النظام البطريركي وإمكان الخروج منه، تماماً كما في فيلم «مايتركس»: الخروج من النظام والنظر إليه من الخارج ورؤية هشاشته. فتقف المرأة على تلّة عالية والهواء يلعب بشعرها ويطيّر ثيابها الرقيقة، فيظهر شكل ردفيها العريضين والمنحنيات، كما لم يسمح لها النظام البطريركي يوماً بأن تفعل. يقف جسدها حرّاً فوق أنقاض ما نراه من الداخل قوياً متعجرفاً، فترسل ضحكتها بقهقهة الغانية، وتكسر بها الحدود. يرفضها لأنّه يهابها ويهاب قدرتها على الاستيقاظ من الكذبة والخروج من القطيع، فتكون أمّاً متى أرادت، أو تكون عاملة أو تكون عاطلة من العمل، وتكون نحيلة أو ممتلئة أو تكون فاسقة أو تكون صنماً: تختار ما تريده بحسب حاجتها.
ثالثاً، ما يريده الرجل والمرأة، العاملان ضمن النظامين الرأسمالي والبطريركي، هو السيطرة على المرأة. فمن يضعها ضمن خانة واحدة، فتصبح إمّا امرأة أو لا، يستطع عندها أن يتحكّم في ما تفعله، والأهم في ما تنتجه من معرفة. فتلك التي «لا تندرج تحت خانة المرأة» لا يمكن أن تعمل «من أجل المرأة»، وبناءً عليه فإنّ ما ذكرناه سابقاً عن خروجها من القطيع ورؤيتها للنظام من خارجه، واكتشاف الكذبة، ومن ثم محاولة نقلها إلى الداخل لخلق الثورة، تصبح كلها مستحيلة. فتلك التي لا ترتدي كعباً عالياً مثلاً، لا يمكن أن تكون امرأة، ويكون غياب تلك الأنوثة المفترضة عائقاً أمام تواصلها مع النساء الأخريات، ونقل أفكارها عن القمع والذكورية في مجتمعاتنا. وهي من جهة أخرى، باتّباعها مقاييس هذين النظامين، تقع تحت سيطرتهما، ليس بالمظاهر والشكل الخارجي فقط، بل أيضاً بأسلوب العيش والأهداف التي يرسمها النظام البطريركي لها ولمجتمعها. تكون عندها وبكلّ سهولة، من اختيارها لدراستها وانتقائها لعملها وتأسيس أسرة وتربية أولادها، تكون في كلّ تلك الخيارات تابعة لمقاييس النظامين، من اتّباعها لدين معيّن ورؤيتها أنّ الزواج والعائلة أمران بديهيّان لنهاية سعيدة. الله موجود وهو مذكّر، وحوّاء افترت علينا، والأنبياء كلّهم ذكور، والمرأة تابعة للرجل في مجتمعاتنا: كلّ هذه أمور عادية لا تستدعي السؤال والتفكير، وعندما يقول لها زوجها «اصمتي، ما بتعرفي»، تصمت وتقنع نفسها بأنّها حقّاً لا تعرف.
من جهة أخرى، إنّ هذا التقويم الظالم لماهية المرأة لا يمكن أن يختصرها وأن يصبح المثال الأوحد لتعريفها، لأنّ المرأة بكينونتها مخلوق متعدّد متنوّع ملوّن، يستطيع الرقص خارج السرب. هي كالمدينة، تفاجئ بما تُظهر وما تخبّئ، لها ألف وجه وألف رائحة وألف لون. كالمدينة إذاً، تفاجئ وتدور وتتغيّر وتكون بما تشير عليها أهواؤها ورعونتها. وهو لا يريدها هكذا، يخاف المجهول والمفاجأة ـــــ فهي أشياء لا يمكن السيطرة عليها، ويصعب على الرجل استيعابها إذا ما أراد فهمها وتحليلها ضمن الأدوات المتاحة عبر النظام البطريركي المهيمن. تماماً كما أخرجت حواء آدم من الجنّة المفترضة، وبحسب الأسطورة بأن أغوته فجعلته يأكل من شجرة المعرفة وأصبح بعدها يعي معنى الجسد والجنسانية والشهوانية، لا تزال المرأة تُسجن خارج جسدها وخارج أحلامها لأنّها تملك الأدوات والمعرفة للثورة على السلطة.
عدوّ المرأة
من المستحيل اختصار المرأة في قالب أو خانة أو وفق قوانين نهائية. فهي وإن وضعنا لها قوانين، ستكسرها حتماً لترينا أنّ هنالك «ممكناً» خارجها. وهي تذوي وتزول كينونتها إذا ما خضعت لأي من النظامين اللذين ـــــ كمن اكتشفا أصل الثورة وسبب خروج الإنسان عن قوانينهما ــــــ يسدّدان إليها الضربة تلو الأخرى لتحجيمها وجعلها تابعة طيّعة. وهي كانت منذ البدء أصل الرفض للممنوع وغير المقبول.
من المفترض أن تجعلنا أسطورة «الخطيئة الأولى» نرتعد من الغضب وندين فعلتها. هي، ليست حوّاء فقط، بل المرأة، كل النساء، أخرجته وأخرجتنا جميعاً، نساءً ورجالاً من الجنّة. فلننظر إلى القصّة مرّة أخرى: أية جنّة هي تلك التي لا معرفة فيها ولا جسد بلحم ودم ومشاعر؟ أيّ ذنب اقترفته هي ـــــ ونحن معها ـــــ بأن قادته إلى المعرفة وجعلته يراها هي ويرى نفسه ويفهمها؟ رأى شعرها والعينين وتدويرة الخدود والفم واللسان، وخطّ رقبتها ينزل إلى الأكتاف. رأى النهدين والبطن المدوّر والأرداف العريضة الجاهزة للخلق، ورأى المدخل إليها، هي المرأة الأولى، التي وإن خُلِقت من ضلعه، فهي قادته إلى الشجرة والتفاحة والمعرفة والوعي والرؤية. جعلته يرى، وجعلت من نفسها أوّل ما يراه. تلك هي حوّاء، وتلك هي ما نحن عليه في الجوهر، المرأة التي تقود إلى الضوء وتُرجم ممّن لم ير بعد، لكنّها بحركتها تلك ـــــ بوضع يده في يدها وأخذه إلى المعرفة ـــــ تعرّف حركة الكون كلّه، وفيه حاجتنا وتوقنا الدائم الحارق الذي يتآكلنا من الداخل، إلى المعرفة. هي المتعدّدة الأشكال المتغيّرة دائماً، وهي التي تختصر في نفسها كلّ مرّة أساطير حوّاء والنساء كلّهنّ.
* كاتبة لبنانية
23 تعليق
التعليقات
-
الذي ينقض كل هذه الهواجسالذي ينقض كل هذه الهواجس والمخاوف هي الإحصاءات التي تجرى مؤخراً على الرجال الأميريكيين ( المعروفين على أنهم الأكثر سطحية في العالم)، والتي تبين تفضيل الرجل في اللاوعي وانجذابه إلى المرأة من دون "روتوش"، وإلى التي تكون لها شخصية مستقلة. أكثرهم يعترف بأنهم لا يلاحظون هذه "العيوب المسمّاة"، إلى أن تشير إليها المرأة بنفسها. وإذا أصابها الهوس بها، فهذا الهوس ينتقل إليه وفي المقلب الآخر، غالباً ما نجد رجلاً واقعاً "على رأسه" في حب امرأة عادية المظهر، ولكنها مميزة الشخصية ، ونتسائل عن السبب؟؟ تكوين الرجل يجذبه غريزياً إلى المرأة بشكلها القالبي الطبيعي، وتركيبة دماغ الرجل أظهرت أن عقله يبرز موطن الجمال في المرأة عند النظرة الأولى، ولكنه لا يسجّل "العيوب"، بينما يعمل عقل المرأة بالطريقة العكسية، أي أنها حال أن تنظر إلى المرآة ، لا ترى سوى ما تظنه عيوباً أما بالنسبة للانتقائية السائدة، فهي تعود بأسبابها الرئيسية إلى ما فندّته الكاتبة، والثانوية إلى محيط الرجل وتربيته التي أقنعته بأن الحصول على "الكمال" هو من حقه، في الوقت الذي لا يبذل فيه الكثير من الجهد للمحافظة على مظهره الخاص، وفي الوقت الذي لا تنفع فيه هذه العمليات التجميلية ، جراحية كانت أو غيرها، في تغطية المشاكل بين الثنائي، أو الاحتفاظ بالشريك، سوى لمدة مؤقتة لا بد إذاً، من إعادة النظر، والتي ستأتي بشكل تلقائي مع الوقت وتثبت الناس من عدم جدوى محاولة إصلاح القشور
-
اعترض على نشر صورة وهي غيراعترض على نشر صورة وهي غير افتراضية لامراتان في مكان محدد في لبنان. قد تكون هاتان المراتان مع مضمون المقال جملة وتفصيلا.
-
كتير حبيت جرأتك في المقال ياكتير حبيت جرأتك في المقال يا أستاذة جنى اللي بتزداد بكل مقال جديد بتكتبيه يا ريت كنتي أفسحت المجال اكتر لمعالجة مباشرة لتركيبة الثنائية الجندرية أي متل ما بتعرفي بالتأكيد اصطناعية فكرة "الرجل" والمرأة" وشوية تأمل بخصوص تركيبة الهوية الذكورية وكيف يعرّف الرجل بكل ما "ليس أنثويا" أو العكس كما تفضلتي بكل بلاغة, بالزبط كما يعرّف الرجل الأبيض نفسه في النظام العنصري بكل ما هو "غير أسود" من ملامح وثقافة وعادات الخ. وهذا لأنه ما فينا نهدّ هالنظام الرأسمالي العنصري الظالم بدون من نفكفك مفهوم الرجولة والذكورة ولامنكون ما كسرنا هالثنائية وحطمناها وزتّيناها لمزبلة التاريخ مع كل الأفكار الباهتة الأخرى التي نرزح تحتها منذ ألوف السني.
-
انماط تفكيردقيق معظم ما جاء في التحليل ولكنه منقوص. لا لعدم صدقه ودقة التحليل بل لكونه يغفل في وضع الاصبع على المشكلة الحقيقية التي تنبع بنظري في انماط تفكيرنا العام وليس تجاه النساء بشكل محدد. النظام الرأس مالي والذكوري يتحكم في انماط تفكيرنا وقد تكون، ولا اجزم، النساء من ضحاياه ولكنهن ليست الوحيدات. الا يفرض النظام الرأس مالي والمنظومة الذكورية نمط وحيد واوحد "للذكر" في مجتمعنا؟ الا يتوقع من الرجل ان يملك شقه ومعاش وسيارة ليكون "الرجل الناجح" ؟ كما في حالة النساء كذلك الرجال عليهن ان يظهروا في شكل معين وان يتابعوا موضة الملابس والازياء ليكونوا في خانة "الرجل" اللائق والمقبول لا اريد من هذا التعليق التقليل او الاختلاف مع ما جاء في المقال اذ اوافق على معظمة ولكن ما اردت هو ان اشير الى اهمية ان نتقدم في تحليلنا من نمط الثنائيات - رجل امرأة شرق غرب- وان نوسّع فكرنا ليرى تأثير المنطومات الراس مالية والذكورية بالاضافة الى القوى الاستعمارية على انماط تفكيرنا جميعا وتأثيرات هذه القوى على المجتمع عموما وليس على النساء فقط.
-
متى سندق جدران الخزان كمامتى سندق جدران الخزان كما تدقها جنى بهكذا مقال, كي يسمعنا الكائنات الحرة في الفضاء اللامتناهي خارجه؟
-
ممنوعيجب ان تكون المرأة خارج أي نقد لسبب بسيط جدا هو ان كل نقد لها هو اهانة وهو عكس الطبيعة فالمرأة هي المرأة ولا شيء غير ذلك.لو استجابت المراة لكل نقد على انه عيب من عيوبها ويجب تصحيحه فعندئذ ستفقد المرأة "المرأة" وساعتها يا رجال يا شاطرين شو منعمل وهل تتصورون حياة بعد ذلك؟فلذلك منشان الله تركو المرأة تعمل شو ما تريد لأنو صدقوني انو اذا بتتلافى المرأة الملاحظات بتبطل حلوة وما بتعود مرأة. هيي هيك .يا رجال من اول الخليقة الى الآن لم يعثر بكل التاريخ البشري ولا يوجد ولا أنثى فيلسوفة بل اكثر من ذلك فان الله سبحانه وتعالى لم يرسل اي رسول من الاناث ولم يجعل اي انثى نبيا أليس في ذلك حكمة وغرض ومعنى؟؟؟. يارجال الله خلق المرأة من جنس الملائكة يعني هى اسمى من البشر وأقل من الله فكيف تكفرون؟ماقلته موجه للرجال واما للمرأةأقول كوني كما انت كما تشتهين ان تكوني فلا تحاربين نفسك.
-
شرعة الحبشرعة الحب يا امرأة خالفت القوانين وداست على الدساتير رسمت الخرائط تجاوزت الحدود على صفحات عينيك تفتحت سهول خصبك تفتحت على بحار مداكِ تفتحت على زرقة سمائك تفتحت على حر صيفك تفتحت على برد شتائك تفتحت على خمرة خريفك تفتحت على الوان ربيعك **** يا امرأة قادت الثورات ووضعت شرعة الحب قصائدك آيات يتلوها اهل الحب عشاق مدمنون **** يا أمرأة عجزت القواميس عن ادراك معناها واختلفت في تفسيرات فحواها لك معانيك الخاصة لك قواعدك الخاصة لك نحوك الخاص فيك كل المعاني تخرُجين على النصوص تكتبين بأبجدية هي خاصتك تستعيرُ رقةَِ النسمة وهمس الليلِ ولمعان البرق وغضب الرعد ودفء الشمس **** يا امرأة لم تخُنِ العهود لم تتأخر عن الوعود في عالم يسكنه الجحود ويريد تكريسَ القيود **** يا امرأة دحرجت التيجان وجعلت رايتها خفاقة فوق القلاع والحصون مدافعة عن الحب عن قيمه بعيداً عن التلاسم وفتوى الجاهلين عباس علي مراد سدني
-
شكرا جنى على المقال الرائعشكرا جنى على المقال الرائع والتحليل الرشيق. عندي تعليق: النظامان الرأس مالي والبطريركي يحدّدان شكل وماهية المرأة وفق مصلحتهما والأهم، كما ذكرت، لمنع ثورتها ضدّهما. لكن الم تقعي في الذي كنت نتبّهين منه، عندما قلت "تلك هي حوّاء، وتلك هي ما نحن عليه في الجوهر، المرأة التي تقود إلى الضوء وتُرجم ممّن لم ير بعد، لكنّها بحركتها تلك، بوضع يده في يدها وأخذه إلى المعرفة، تعرّف حركة الكون كلّه، وفيه حاجتنا وتوقنا الدائم الحارق الذي يتآكلنا من الداخل، إلى المعرفة". أعتقد ان هذا تنميط آخر للمرأة، ولو كان تنميطا في قالب غير القالب البطرركي والرأس مالي. ولو كان هذا القالب هو قالب الثورة ذاته. فأنا اعتقد ان مفهوم دور المرأة وماهيتها، هو التنميط الأكبر، لا حدود للنساء: تلك التي تقود للمعرفة وتلك التي ممم تحب فقط الأكل. واوافقك تماما أن الهدف المشترك لهذه الشريحة من الانسان، الآن، هو عرس الثورات على الراس مالية والبطريركية.
-
عزيزتي الكاتبةتعجبني جداً هكذا مقالات تكشف الخديعة الكبرى للنظام الرأسمالي فيما يتعلق بالمرأة ، تلك الخديعة التي تمر بصمت مريب وتواطؤ محيًًّر، فكأن الحديث عن هذه المفارقة الغريبة "والغربية" بين الدعوات القوية صوتياً لتحرير المرأة والممارسات الأقوى بكثير فعلياً لتنميطها أمر محرّم الانتشار ومقصور على مجال ضيق من الباحثين والمختصين. لكنني - مع احترامي لكل ماذكرت الكاتبة - أعتب عليها ختام مقالتها وربط الدين بعداء المرأة بالاستناد إلى فكرة أسطورية لاأساس ديني ثابت لها. نعم أنا أؤمن أن كثيراً من الفكر والتفسير الديني كان-ولايزال- منتقصاً ومعادياً للمرأة ،ولكن ربط العداء ب"الخطيئة الأولى" على هذا الشكل إنما هو محاولة في نظري لتعريف "عدو المرأة" على أنه " الله" أو الرب في النص الديني. وهذا سيجر المرأة إلى نوع آخر من التنميط يصورها كمخلوق متمرد ثائر غاضب من كل شيء ومعادٍ لكل شيء بدءاً من المجتمع الذكوري مروراً بالفكر الديني " والرأسمالي أيضاً" انتهاءاً بالرب. هذه المقاربة ليست طريقاً صحيحاً لتتصالح المرأة مع نفسها. وفكرة الخطيئة الأولى ( أقله في النصوص الإسلامية الثابتة) ليست صحيحة أبداً من ناحية " لصقها " بحواء ، بل على العكس حيث يتوجه النص إلى إشراك الزوجين كليهما باللوم في بعض المواضع يخص " آدم " وحده في مواضع أخرى ، كما في "فوسوس إليه الشيطان" و" عصى آدم ربه فغوى" ، ولم تخص " حواء " وحدها بالخطيئة في أي موضع. أرى أنه كي تتحرر المرأة حقاً ينبغي أن تتصالح مع نفسها، بمعنى أن تقبل نفسها كما هي " بتعبير غير ديني" أو كما خلقها الله " بالتعبير الديني" ، وهذا لن يتأتى عبر تحويل سخطها على "خلق الله" إلى سخط على الله.
-
مقال عميقشكراً جنى على هذا التحليل الجيد ومقاربة الموضوع من منظار منطقي وتحليلي
-
مقال رائع جداً ودراسة معمقةمقال رائع جداً ودراسة معمقة للموضوع
-
ألم يأن وقت مكاشفة الحقيقةألم يأن وقت مكاشفة الحقيقة لهذا الشرق اللعين، وإلى متى ستحكمنا قصص اليهود القديمة وروايات ذكورهم عن الخلق والتكوين، ألم يحن موعد استيقاظ الإنسان في هذا المكان، ووضع حدٍ لحكايا الذكورة المقدسة وخصوصاً عندما تشاء الولادة من الأضلاع. مقال رائع شكراً لكِ جنى نخال.
-
وراء كل رجل عظيم امرأةوراء كل رجل عظيم امرأة ووراء سقوط كل رجل عظيم امرأة أخرى عادةً :) شكراً لكاتبة المقال الجميل والله يرزقنا امرأة أي امرأة !! :)
-
نرجو عدم الإنتقاص من أنبياء الله تعالىنتمنى من الكاتبة أن تحترم عقيدة المؤمنين بنبي الله آدم -عليه السلام - وطهارته من كل ذنب ودنس -وفق عقيدة المسلمين على الأقل- وأن لا تضعه في سياقات تنزله منزلة البشر العاديين، هذا إحتراماً لمشاعر المؤمنين. كما أنه لا يجوز إطلاقا أن تعرض صورة مسفه لنبي وزوجه بشكل يحقرهما وينتقص منهما ويستفز مشاعر من يؤمن بهما، فعبارتك :"رأى شعرها والعينين وتدويرة..." فيها استهانة واضحة بمشاعر المؤمنين وإهانة واضحه لنبي الله المعصوم عن كل ذنب وخطيئة ولزوجه الكريمة. أما عبارتك "وأصبح بعدها يعي معنى الجسد والجنسانية والشهوانية" فواضح أنها تستند إلى تراث طائفة معينه من الناس والمسلمون يرفضون هذا المعتقد ويرون فيه تنقيص لنبي الله. ولكن الكاتبة ساقته وكأنه حقيقة ثابتة وراحت تحاسب الدين والمتدينين عليها. ويتأكد أن الكاتبة تنقل من تراث طائفة دون اخرى ,ثم تعمم الفكرة على أنها مما يؤمن به كل أهل الأديان, كلمتها "الخطيئة الأولى"!!! استاذتي، لا يرى المسلمون أن نبي الله آدم -عليه السلام- إرتكب أي "خطيئة" فهو أصلا كان في جنة غير "جنة المأوى" التي إليها مآل الصالحين. وجنته تلك ليست أصلا من "عالم التكليف" حتى يقال أنه "أخطأ" أو "أذنب". نعم هو خالف "الأولى" وهذا ليس من الذنب في شيء، والبحث متشعب لا يسع المجال لطرحه, فقط أردت الالفات إلى أنه لا يحق لأحد أن ينتقص مشاعر المؤمنين، والنقد المحمود هو أمر أخر غير هذا.
-
مقالات الكاتبة جنى دوماً فيهامقالات الكاتبة جنى دوماً فيها شيء ما يشد للمتابعة والغوص بما تفكر وتكتب وتدمي .. وجهة نظر طيبة وتستحق التفكر كثيراً