لم يكن قرار الجامعة العربيّة قراراً عربيّاً. المُتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة فضح الأمر عندما طالب الجامعة العربيّة بقرار أقسى ضد سوريا في اجتماعها بالرباط. كاد أن ينشر قائمة المدعوّين مع أصناف الطعام في المآدب الرسميّة. يمكن القول إنّ الأمين العام الحقيقي للجامعة العربيّة منذ عودة نظام السادات ـــــ مبارك إلى الجامعة هو الأميركي الذي يشغل منصب مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ـــــ هذا دون التقليل من تهريج عمرو موسى لسنوات.الحكومة الأميركيّة هي التي تقرّر متى يجتمع القادة العرب ومتى يجب تأجيل اجتماعاتهم. حتى نصّ مبادرة السلام العربيّة صيغ في واشنطن وبالإنكليزيّة. ونبيل العربي، خرّيج المدرسة الساداتيّة ومفاوضات اتفاق الهوان، يأتمر بأمر قادة المجلس العسكري الذين يأتمرون بأمر الحكومة الأميركيّة والنقود النفطيّة. أتى القرار من الجامعة بتعليق عضويّة سوريا (وتعليق العضويّة مُهين لشعب سوريا، قبل النظام) بعدما يئست أميركا من إصدار قرار ملائم (لها، لا للشعب السوري) داخل مجلس الأمن. أي أنّ الجامعة العربيّة باتت أكثر طواعيّة لأميركا من الأمم المتحدة. إنّ فكرة إدماج إسرائيل (قبل زوالها المحتوم) في إطار الجامعة لم تعد بعيدة التحقيق. وقد عبّر وزير خارجيّة القمع البحريني عن ذلك قبل أعوام (والتملّق البحريني نحو إسرائيل أوتي ثماره عندما ساهم الصهاينة في واشنطن بتجميل القتل البحريني للمتظاهرين). قد تدخل إسرائيل إلى الجامعة وتخرج منها سوريا. مرحباً بكم في «الربيع العربي». وأبواق آل سعود وآل ثاني وآل الحريري (الملحقين) تسارع إلى التهليل بالعدد (18) في قرار الجامعة التاريخي للتدليل على شعبيّة القرار، وكأنّ تلك الأنظمة تملك ما يخوّلها النطق باسم شعوبها. عندما تكون دولة السودان ذات التاريخ العريق في جرائم الحرب العنصريّة ضمن المجموعة، تعلم أنّ أميركا دخلت (ولا تدخّلت فقط) في التصويت. مجرم الحرب المطلوب في الخرطوم غُفرت جرائمه، بعدما أهدى إلى دولة العدو الإسرائيلي شطراً من السودان، وقد يعرض شطراً من كبده لإرضاء واشنطن. والملك الخارج من قمع البحرين صار حجّة هو الآخر في التقرير في مسائل الحريّات. ولكن متى اتخذت الجامعة قرارات تاريخيّة أو جديّة؟ حتى قرار نبذ السادات لم يكن جديّاً (تأسّف ليبرالي عربي في مضرب الأمير خالد بن سلطان على قرار إخراج مصر من الجامعة وتناسى أنّ السعوديّة ودول الخليج شاركت في القرار آنذاك ـــــ حتى لو أبقت علاقة سريّة معها). أمراء النفط وملوكه وشيوخه باتوا القيّمين على الديموقراطيّة وعلى الثورات العربيّة وعلى الحريّات (سأل الرفيق الصحافي سام حسيني الأمير تركي الفيصل أمام جمهرة في واشنطن عن حقّه بالتنظير في شؤون الثورات العربيّة وهو يمثّل نظاماً فاقداً للشرعيّة). هل هناك ما يوحي السورياليّة أكثر من ذلك؟ أمراء النفط العربي وشيوخه حملوا لواء الاستعمار البريطاني والأميركي في الحرب الباردة، وحاربوا كلّ محاولات التحرير والاستقلال العربيّة باسم الإسلام آنذاك. ضد القوميّة ذات المنحى العلماني، هبّ شيوخ النفط وأمراؤه باسم الدين الحنيف ـــــ هؤلاء الذين يرتكبون موبقات وفواحش لا تتضمّنها قوائم الممنوعات في الكتب الدينيّة مهما كانت متزمّتة ـــــ كي يقوّضوا دعائم حركات التقدّم والاشتراكيّة ومساواة المرأة (العورة في عقيدتهم). هؤلاء كفّروا عبد الناصر وكلّ من حاول أن ينظّم العمل العربي المشترك من أجل فلسطين، وقدّموا سيوفهم المسلولة هديّة للرجعيّة الأميركيّة لا في مواجهة الاتحاد السوفياتي فقط، بل بوجه حركات التحرّر والتنوير العربيّة أيضاً. أمراء النفط وشيوخه الذين يتربّعون على آبار نفط عملاقة ويتعاملون مع ثروات شعوبهم مثلما تعامل المُستعمر مع ثروات شعوبنا، يسخّرون مواردهم في حرب جديدة تُشنّ ضدّنا، وبالنيابة عنا، وبتهليل من برنار هنري ليفي (لماذا لا يصبح الأخير أميناً عاماً للجامعة العربيّة؟) إذا كان الاستعمار ينشر جناحه وينثر قنابله باسم الشعوب المُستعمَرة، فإنّ أنظمة الخليج التي تنتمي الى زمن يفصلنا عنه قرون ـــــ على أقلّ تقدير ـــــ تحمل اليوم لواء جديداً من القيم السامية التي تتعارض مع عقائدها ومع مسلك حكمها الجائر. هي اليوم تحمل لواء الثورات وحركات الشعوب العربيّة. عندما تقرأ مناشير أمراء آل سعود (لا تستحق تلك المناشير صفة الصحف احتراماً للصحافة) تقرأ وعظاً للشعوب العربيّة في الديموقراطيّة. طارق الحميّد ينشر تعليمات للجيش السوري، ظنّاً منه أنّ فكر أمراء آل سعود هو محرّك الثورات والتاريخ. إنّ ثورة تُناصرها حكومات قطر والسعوديّة والكويت ليست ثورة بالتأكيد (بصرف النظر عن حوافز الجماهير المُنتفضة). والنقاش الدائر اليوم حول جدوى أو عدم جدوى التدخّل الأجنبي من أجل التغيير هو النقاش الذي دار في الدول المُستعمرة قبل قرنين أو أقلّ. وذلك النقاش عاد وتجدّد عندما استعدّت الولايات المتحدّة لغزو العراق في 2003. لكن اللبنة الأولى وضعها المُثلّث المُتسلّط في الجامعة العربيّة في التسعينات: النظام السوري والمصري والسعودي في 1990. أي أن النظام السوري ضحيّة للعبة شارك هو في صنعها وطبخها وإمرارها في الجامعة العربيّة في 1990. حينها، كان النظام السوري في معسكر أميركا، وكان هناك توافق سوري سعوديّ مصريّ على ضرروة دعم الغزو الأميركي للعراق. ذلك الغزو غيّر أصول لعبة العلاقات الدوليّة في الشرق الأوسط. (هل نسي البعض أنّ النظام السوري كان جزءاً من المُثلّث العربي غير الخيِّر؟) رتّب حسني مبارك البيت العربي ومنع حلاً عربيّاً من الجامعة كي يسمح للولايات المتحدة بغزو العراق. تلقّى الأوامر ونفّذ. شاركت قوّات مصريّة وسوريّة في الغزو المشؤوم الذي شكّل علامة فارقة ومُشينة في التاريخ العربي المعاصر. كان ذلك بداية الهجمة الأميركيّة لتطويع المنطقة العربيّة قبل حقبة بوش. والنظام السوري كان موافقاً، وتلقّى مكافأة سعوديّة سخيّة (ينقل جيمس بيكر في كتابه «اعمل بجدّ، وادرس، ولا تتدخّل في السياسة» عن سعود الفيصل نظرته إلى وسائل إقناع النظام السوري). الطبخة الأولى أعدّت على عجل، فيما كانت القوّات الأميركيّة تتأهّب للتدخّل. ارتدى الأمير خالد بن سلطان ثياب الميدان، فيما جنى ملايين من العمولات على الصفقات العملاقة لنشر القوّات الأميركيّة. لكن غزو العراق تعثّر وجاءت النتائج خلاف ما أُعلن عنه. حتى ليبراليّو مضارب أمراء النفط يخجلون اليوم من الترويج لنموذج الديموقراطيّة (المزعومة) في العراق كما فعلوا في بداية الغزو في 2003. علي السيستاني يسرّب جملة أو جملتين من الأوامر من خلال ابنه، وتصبح الأوامر قرارات نافذة عبر حكومة الاحتلال الطائفيّة. الحكم الطائفي المُتسلّط في العراق، وحكم مجرمي الحرب في أفغانستان هما نتاج التدخّل الخارجي الآتي باسم الديموقراطيّة. والنموذج الليبي خرج من الفرن: ميليشيات الأوغاد الظلاميّين يتقاتلون في الشوارع والحارات، ووزير المال الجديد في حكومة الناتو الليبيّة يبدي استغرابه لوجود إنفاق حكومي في ليبيا (في برامج اجتماعيّة) ويُبشِّر شركات الغرب وحكوماته بنيّة حكومته إلغاءها. وشركات النفط العملاقة هرعت لقطف الثمار، وطمأنهم الوزير الى أنّ حلفاء الناتو وقصفه سينالون حظوة. وقد وعى بعض قادة المجلس الحاكم الأخطار المحدقة، وحذّر أفراد من غير الإسلاميّين من السطوة القطريّة. لكن مصطفى عبد الناتو طمأن جنود جيش الإسلام الناتوي الى أنّ تعدّد الزوجات عائد لا محالة. ومع ذلك هناك من يتصنّع نسيان التاريخ ويعيد اجترار مقولات ومفاهيم وضح بطلانها في العراق وفي ليبيا، وحجّة حماية المدنيّين باتت معروفة. لكن أن يرفع متظاهرون في سوريا أو في أي مكان آخر شعارات عن التدخّل الخارجي وعن الحظر الجوّي هو استبطان لا لبس فيه للاستعمار. ألم تستعمر أميركا العراق بالتدريج في مسيرة بدأت بفرض الحظر الجوّي (بعدما قتل صدّام من قتل في 1991) وفرض عقوبات جائرة؟ والمجلس الوطني السوري دشّن عهده بالتحوّل إلى مجلس في يد الناتو (ووكلائه المحليّين). وقطر هي الوكيل الرسمي للناتو، والصهاينة والمسؤولون الأميركيّون باتوا يغدقون المديح على محطة «الجزيرة» التي كانت لسنة خلت مُتهمة بالإرهاب. إنّ كلّ المطالب المُتعلّقة بالحريّة والديموقراطيّة تتناقض مع أي قبول أو صمت عن نوايا التدخّل الخارجي بأي شكل من الأشكال. وهناك من لا يتورّع عن سوق حجج وذرائع لتسويغ التدخل الخارجي: وهي الحجج نفسها التي استخدمها سعد حدّاد وأنطوان لحد في تسويغ تحالفهما (الذيلي طبعاً) مع إسرائيل. إنّ الانتفاضات العربيّة تواجه مستويين من الثورات المضادة: تقود الولايات المتحدة بالاشتراك مع إسرائيل (وبتوكيل لقطر والسعوديّة) الثورة المضادة الإقليميّة التي تهدف إلى الحفاظ على كلّ الأنظمة الموالية لأميركا في المنطقة. وهي تهدف إلى تمييع الثورات وإجهاضها حيث تدعو الحاجة في دول فقدت فيها أميركا طغاتها (مصر وتونس مثلاً). المستوى الآخر من الثورة المضادة (الذي قد يتوافق أو يتعارض مع المستوى الآخر من الثورة المضادة) يقوم به النظام السوري أو أي نظام آخر يواجه انتفاضة للبقاء في السلطة. أي أنّ تحقيق الانتفاضة في سوريا أو في غيرها يتطلّب محاربة ثورتين مضادتين، وذلك ليس بالهين. لكن المعارضة المرتبطة بالسعوديّة في سوريا لا تستطيع تدعيم حججها عن حاجتها للاستعانة «بالشيطان» لحماية الشعب ـــــ هي مثل الطغاة تتكلّم باسم الشعب. لقد ارتبطت بالخارج قبل شهر آذار من العام الحالي. قد يكون مأمون الحمصي أفصح عن الكثير، عندما انتفض يدافع عن سعد الحريري بعدما سُئل في العام الماضي عن خبر تلقّيه مساعدات من الحريري. انتفض الحمصي ونفى أن تكون عائلة الحريري تتعامل بالمال. كان يجب أن ينفي أيضاً أنّ يوسف القرضاوي يتعامل بالفتاوى. إنّ وضع المعارضة السورية المُتمثّلة بالمجالس التي يسيطر عليها إخوان السعوديّة وإخوان قطر لا يحتمل التأويل: لم تنبت عفواً في لحظة تاريخيّة كما نبت مجلس مصطفى عبد الناتو في ليبيا. المفارقة أنّ حمد بن جاسم هو الذي أخرج مسرحيّة تدخّل الجامعة العربيّة في الشأن السوري. الوزير الذي دعا يوماً العرب إلى التوسّل لأميركا من أجل أن تخفّف عداءها للعرب، وهندس التطبيع القطري مع إسرائيل أصبح الناطق الرسمي باسم العروبة. وشريك السعوديّة في الاجتياح الخليجي للبحرين لقمع انتفاضة شعبيّة أصبح وكيلاً في الشأن الديموقراطي في العالم العربي برمّته. حمد بن جاسم أصبح حجّة في العروبة مثلما هو حجّة في التطبيع مع إسرائيل. استطاعت قطر أن تستفيد من شيخوخة أمراء آل سعود المنشغلين بالخلافة كي تتنطّح لاحتلال موقع القائد للنظام العربي المستبدّ. ستكون لحظة هامّة في التاريخ العربي المُعاصر. كان يمكن التنبّه لما يجري رسمه عندما وافقت الجامعة العربيّة بترتيب عربي وبحماسة من مهرّج الدبلوماسيّة العربيّة، عمرو موسى، على توكيل حلف الناتو، أمر قلب النظام الليبي. هل من فاته مغزى توكيل الجامعة العربيّة لحلف الناتو أمر قلب النظام الليبي؟ وهل من لاحظ أنّ حلف الناتو الذي رمى القنابل والصواريخ على رؤوس الشعب الليبي بذريعة حماية المدنيّين، بقي في ليبيا بعد قلب النظام دون ذريعة هذه المرّة؟ الجامعة العربيّة التي تبنّث ميثاق الدفاع العربي المشترك، عادت وأوكلت للناتو محاربة دولة عربيّة باسم دول عربيّة. من عدّل ميثاق الدفاع العربي المشترك؟ القرار لم يكن عاديّاً من جامعة يكاد العرب ينسون وجودها. لم تواكب الجامعة حدثاً عربيّاً معيّناً إلا قصّرت. لم تكن يوماً تعبيراً عن الرأي العام العربي. ولم تكن حتى تعبيراً حرّاً عن مصالح الأنظمة. إنّها أصغر من ذلك بكثير. الجامعة أنشأها الاستعمار البريطاني لقطع الطريق على حركة عربيّة قوميّة جامعة (كما أنشأ النظام الناصري منظمة التحرير الفلسطينيّة لكبح جماح العمل الفلسطيني الثوري). وكانت الجامعة في حقبة الحرب العربيّة الباردة ـــــ كما سماها مالكولم كير في كتاب له بهذا الاسم ـــــ مسرحاً لصراعات وخلافات وحروب. كان المعسكر الشخبوطي يعطّل كل إمكانيّة لبلورة قوّة عربيّة ضد إسرائيل. لكن دور الجامعة تغيّر منذ 1990، عندما استولت الولايات المتحدة عليها بعد انتهاء الحرب الباردة. كان ذلك في اجتماع الجامعة بعد غزو العراق للكويت كما أسلفنا. اليوم، يجتمع القادة لإصدار قرارات تطلبها واشنطن، مثل قمّة بيروت المشؤومة. لكن مطالب أميركا تزداد وتكبر، وهي منسّقة مع إسرائيل. القرار العربي الرسمي عن سوريا ينذر بمرحلة مقبلة من الثورة المضادة: الجامعة ستحمي الدول العربيّة المستبدّة من التي تنضوي في إطار تشكيلة خيمة مجلس التعاون الخليجي (الذي سيتوسّع نحو المغرب أو الصين أو السند على أن تكون الحكومة المعنيّة قامعة وموالية للسعوديّة)، وهي ستعمل بالاشتراك مع أميركا وإسرائيل على قلب تلك الأنظمة التي لا تنضوي تحت خيمة القمع السعوديّة. الجامعة العربيّة تطهّر نفسها من دول عاصية على الإمرة الخليجيّة. من المُحتمل أن تخرج دول من الجامعة وتدخلها دول أخرى، ومن المحتمل أن لا تكون العروبة أو النطق بالعربيّة شرطاً. قد يتغيّر اسم الجامعة بعد حين، لأنّ الاسم العربي لا يعني شيئاً للأنظمة الشخبوطيّة، وهو يثير حساسيّة الصهاينة. قد تصبح «الرابطة المتوسطيّة» وقد تنقل السعوديّة وقطر مقرّها من القاهرة إلى تل أبيب، طمعاً بمزيد من التطبيع. إنّ حجم المؤامرة كبير جدّاً وأخطارها تتعدّى حدود النظام المستبدّ، وكلّهم أنظمة مُستبدّة. مات القذّافي بعد تعذيبه واغتصابه من قبل عصابات الناتو الديموقراطيّة، لكن ليبيا ليست بخير، وخطر السيطرة الأجنبيّة وخطر العصابات الإسلاميّة الظلاميّة لا يزال ماثلاً. النظام السوري لا يستحقّ الدفاع عنه أبداً. إنّه يعاني نفاقاً وقمعاً وازدواجيّة وانغلاقاً وجبناً، ومن عنصريّة تفوح من إعلامه المبتذل الذي يختزن العنصريّة المشرقيّة نحو أهلنا في الخليج: تعبير «العربان» يرد على كلّ شفة في شاشات النظام. اكتشف فجأة أنّ قطر غير ديموقراطيّة وأنّ لتركيّا طموحات عثمانيّة. وهو لا يزال يتملّق النظام السعودي، بالرغم من قيادة السعوديّة للمؤامرة الجارية إقليميّاً بالنيابة عن الراعي الأكبر. ينقل سامي كليب في «السفير» ما يأتي: «تلك الرسالة «الحميمة» التي بعث بها الرئيس الأسد الى الأمير نايف بن عبد العزيز بعد تولّيه منصب ولاية العهد في السعودية مؤكداً له فيها عمق التقدير لشخصه ودوره في حل المشاكل الإقليمية». والنظام اكتشف لتوّه أنّ الجولان محتلّ، وهو لا يملك أي خطة لتحريره، باستثناء ضخّ الممجوج من الشعر. إنّ حق الشعب السوري في التحرّر من الظلم لا نقاش فيه، لكن حجم التدخّل الخارجي في الموضوع السوري ـــــ وقد ساهم المجلس الوطني السوري في زيادة حجمه ـــــ يحوّر وجهة الانتفاضة السوريّة الشعبيّة. قد يكون المجلس نجح (مع رعاته الخارجيّين) في الاستيلاء على الانتفاضة السوريّة، خلال ضح شعارات التدخّل الخارجي بتلاوين مختلفة. الموضوع السوري في بعده الخارجي (عربيّاً ودوليّاً) لا علاقة له البتّة بحريّة الشعب السوري. تعلم ذلك عندما تشاهد اهتمام محطة العنصريّة والطائفيّة والصهيونيّة، الـ«إم.تي.في»، بتطوّرات الوضع السوري، وعندما تبعث المحطة المذكورة بمندوب لتفقّد وضع اللاجئين السوريّين في لبنان. تعلم أنّ ذلك لا علاقة له بقضايا الشعب السوري. تعلم أنّ مجلس التعاون الخليجي يُجمع على قمع، لا على حريّة، الشعوب في أي مكان في العالم. عندما تشاهد وفداً من عتاة العنصريّين في 14 آذار يتفقّدون لاجئين سوريّين في وادي خالد تعلم أنّ القضيّة ليست ما يُعلن. وعندما يستيقظ وليد جنبلاط، الذي تحالف مع النظام السوري في أوحش حقباته وأكثرها دمويّة، على حق الشعب السوري في الحريّة ـــــ فيما هو يستجدي الملك السعودي كي يسمح له بجلسة طأطأة ـــــ تعلم أنّ وراء سوريا ما وراءها، وأنّ الرجل انخرط في فصل تآمر صهيوني جديد. وعندما ينطق الملك الأردني المحاصر بغضب شعبه بآراء في احترام حريّة الشعب السوري، تتبيّن ورود أوامر جديدة من مربّيه. لم يكن لهذه الجامعة العربيّة دور. جامعة ولدت هرمة ولم تزدها السنوات إلا شيخوخة. براميل النفط تقود العالم العربي. يريد أبواق أمراء آل سعود وآل ثاني أن يقنعونا بأنّ مجلس التعاون الخليجي لا يمثّل كل الدول العربيّة، بل يمثّل الرأي العام العربي. عبد الرحمن الراشد (كاتب في جريدة الأمير سلمان ومدير محطة صهر الملك فهد) يذكر في مقالاته عبارة «الأنظمة القمعيّة»، وهو يعني النظامين السوري والليبي البائد فقط. كاتب آخر في جريدة الأمير خالد بن سلطان يعود بالتاريخ القهقرى ليقول إنّ الأنظمة الشخبوطيّة هي الإجماع العربي منذ سنوات عبد الناصر الذي عكّر الصفو العربي «الليبرالي النفطي». الجامعة توحي أنّها تساهم في تعزيز انتفاضة الشعب السوري، فيما هي تستولي على الانتفاضة لتقودها في غير وجهتها الحقيقيّة والشعبيّة. إنّ الانتفاضات لم تثمر بعد: والدور القطري في تونس يوحي إصراراً على سرقة مآثر ثوّار تونس. الشعب السوري يعاني القمع والحصار والخداع، فيما يجول ممثّلون للمجلس الوطني السوري (مُنتقين بعناية من قبل الإخوان) في عواصم دول لم تأبه لمعاناة الشعب السوري يوماً. ماذا تقول لشعب مُنتفض؟ هل تقول له أن يتوقّف في ما يمكن أن يؤدّي التوقّف إلى إطالة أمد نظام متسلّط؟ هل تعترف لشعب منتفض بأنّ انتفاضته سُرقت منه وأنّ ما يعدّه الإخوان وحلفاؤهم الداخليّون والخارجيّون لا يبشّر بالخير؟ هل تساهم في دعم نظام لا يستحق البقاء؟ كيف تقول لمن يظنّ أنّه منخرط في ثورة أنّها ليست ثورة؟ تستطيع أن تستشهد بالمثال المصري وأن تشير إلى تربّع الطنطاوي. لكن الاستكانة لا تجوز. دخلنا في «لحظة الحماسة» الجماهيرية ولا يجوز الخروج منها. الثورة المضادة لا تريد الفوضى. الفوضى قد تصبح حاجة ضروريّة مؤقّتة للعبور إلى ما بعد الثورة المضادة. التاريخ لا يتوقّف، لكنّه قد يتراجع. * أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا (موقعه على الإنترنت: angryarab.blogspot.com)
23 تعليق
التعليقات
-
والله واجا الزمن اللي صرناوالله واجا الزمن اللي صرنا نحنا السوريين نتهم فيه بالشوفينية ما بعرف لازم ابكي ولا اضحك ولا شد شعري ولا جيب سكين واطعن نفسي الشوفينية بواسطتها فعلا انا سوريا ما بدعم غير المجوس الذين ينتمي اليهم الفلسطينيون والسودانيون واليمنيون والموريتانيون والعراقيون المقاومة بالعراق مجوسية مو وحماس وعلي ناصر محمد والجهاد مجوس .اغربوا عني دعوني لقد لوثتموني ايها المذهبيون البائسون.اذهبوا الى اموالكم ودعوني اذهبوا الى فضائياتكم ومولاتكم ودعوني اذهبوا الى مهرجاناتكم وادفعوا لجميلات هوليود ما شئتم ودعوني .تآمروا علي واقتلوني لكن لا تكلموني دعوني .دعوني اغني فلسطين داري ودرب انتصاري ولحنا ابيا على شفتيا كما كنت اغني وانا طفلة في السادسة ادرس في قريتي السوريةالفقيرة اول دروسي عن فلسطين
-
سنين طويلة ونحن نسمع السخريةسنين طويلة ونحن نسمع السخرية منااينما ذهبنا في بلاد العرب العظيمة باذاننا ولا نرد ونتجاهلها ونتصرف بكبر لكن وقتها ما كان دمنا عالارض .الان هذه الدول العربية الرائعة تتحفنا وتحاصرنا بشيوخ الفتنة وفتاويهم وصدق او لا تصدق انها تغطي مجرمين وتعطيهم كارت بلانش لمزيد من القتل لا كل ما قتلوا احد تتاهب لالصاق التهمة بالجيش يعني اقتلوا وانا اغطيكم على مبداusual suspectورغم ذلك لا يحق لنا ان نحزن او نغضب حتى على من يرسل السلاح والمال الذي يقتلنا يعني علينا ان نموت ونقطع ولا يحق لنا حتى ان نغضب اليس ذلك ظلم استاذي ازعجتك كلمة العربان اكثر مما ازعجتك افعال العرب العظماء الشرفاء الاحرار الديمقراطيين الحضاريين .انا سورية فقط وليزعل من يشاء
-
اللي ما بيحب حدا وما بيلاقياللي ما بيحب حدا وما بيلاقي شي منيح بحدا متل اللي بيحب الكل وبيقول عن كل شي منيح .نفس الشي لا موقف في زمن صعب هذه هي الخلاصة التي لن تنشر لان اللي مو عاجبو حدا منيح احسن من اللي بياخد موقف بتضل تستقبلوا الجزيرة .اعذروني رايحة البس جاكيت صوف لاتدفى لان في بلدي الغير ممانع والغير مقاوم واللي ما الو 60 سنة بيفوت الناس كلن لعنا بلا فيزا ولا بيحضن الفقراءالمهجرين بقلبو مو بخيم حيوانات السيرك تبع الفرجة اللي عمللنا ياها اردوغان وكونيللي .ببلدي اللي ما علم العرب ببلاش ولا بعت للسودان بالمجاعة قمحة .ببلدي هاد انا بردانة بس فخورة
-
تسأل : "ماذا تقول لشعبتسأل : "ماذا تقول لشعب مُنتفض؟" ؟؟؟ ومن قال لك يا حضرة كاتب المقال أن الاحتجاجات المزعومة في سوريا تمثّل كل الشعب السوري أو حتى أغلبيته؟؟؟ بل على العكس, الأغلبية الساحقة من الشعب السوري هي مؤيدة للقيادة السورية ولبشار الأسد, والملايين التي تتظاهر باستمرار تثبت ذلك. أرجو أن لا تجعل من أمنياتك حقائق وهمية تحاول اقناعنا بها على أنها واقع لا يقبل الشك. فهذا أهانة لعقل القارئ. وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن النظام السوري. صدّق أو لا تصدّق. غريب, أنت تنتقد تلفزيون الجزيرة لعدم مصداقيته وفي نفس الوقت أنت تسوّق لما تحاول تلك المحطة الصهيونية اقناعنا به ألا وهو أن الأغلبية الساحقة من الشعب السوري تنتفض ضد النظام (وهو ما تكذّبهة الملايين المؤيّدة للنظام يوما بعد يوم, شئت أم أبيت يا أستاذ أسعد)!!!
-
من مصر البشايرالثورة التي تندلع من جديد في مصر من شانها تحقيق انتصار الثورة النهائي في مصر وبالتالي هزيمة المحاولة الاميركية ومن خلفها الصهيونية لاحتواء الثورة العربية، وسيعني ذلك ايضا اندحار المحاولة الاميركية لاحتواء وقيادة الحراك الشعبي في سورية وتوجيهه لمصلحة اميركا وليس لمصلحة الشعب السوري. اندحار المشروع الاميركي قريب، وقريب ايضا استرجاع الثورة السورية الحقيقية لزخمها ورجوع الثورة السورية الى اهلها الحقيقيين ..عين خير.. لاحظ ان النظام السوري لم يعلن حتى عن ترحيبه بالحراك المصري الذي لن يؤدي الى اسقاط حكم العسكر فحسب بل سيؤدي ايضا الى اسقاط جامعة الخيانة المسماة جامعة الدول العربية والتي تستدرج التدخل الغربي الذي يعني اعطاء قيادة الثورة العربية لاميركا ومن خلفها اسرائيل. المرحلة الثانية من الثورة العربية بدات في مصر وبدات ايضا في سورية حتى قبل ان تكتمل المرحلة الاولى. على المقاومين ان يعلنوا ذلك بوضوح.
-
الشبه واضحيذكرني الأستاذ أسعد أبو خليل بإحدى شخصيات مسرحية فيلم أمريكي طويل للعبقري زياد الرحباني .. ذاك المحلل السياسي الذي تسأله الحجة عن الأمور فيتذاكى ويقول لها :"ما حدا عارف شي من شي " فيجن ويدخل مستشفى الأمراض العقلية لأنه شعر أنه بالفعل "مو عارف شي من شي " ... أستاذ أسعد أبو خليل ..الرجاء أن تدع سوريا بحالها وترجع إلى انتقاد السياسيين اللبنانيين ... أود أن أعرف ماذا تدرس في جامعة كاليفورنيا .. فلتترك أمريكا وتجرب العودة إلى بلدك الحبيب لبنان ,لعل تلاميذه أحق بهذه الموهبة الفذة في التحليل ... غير المخبري .
-
هل يعرف اسعد ابو خليل سورياهل يعرف اسعد ابو خليل سوريا هل زارها يوما هل يعرف بجغرافيتها هل كان موجودا فيها خلال الاحداث في الاشهر الماضية هل زار حمص هل يعرف اين تقع بانياس او درعا انه ينتح من مخيال انعزالي ( لبناني يعتقد ان خلف جبل لبنان شوية بدو ) و لكن بنكهة يسارية
-
حبيت رد مايتناسب معحبيت رد مايتناسب مع فوضويةالعربي الغاضب ومع ماورد في المقال وخصوصا الجزء الأخير منه(مع كل الاحترام والتقدير له طبعا): "فيك تاكل مكدوس وفيك ماتاكل مكدوس .!!"مع احترامي أستاذ أسعد بعد قراءة هالمقال مابعرف ليش اتذكرت أسعد ( بالصدفة نفس الاسم!!)(نضال سيجري), في أحد المشاهد في ضيعة ضايعة بهالعبارة ,فيكم تكملوا ثورتكم بس ترى ثورتكم انسرقت منكم ورح يحصد ثمارها حمد والخليج وأمريكا بس أنتو ولا يهمكم كملوها لأنو إذا ماكملتوها رايحة عليكم ع الآخر على أيدي النظام القمعي ,صحيح انتو مارح تحصلوا على شي بالنهاية بالحالتين بس ترى التاريخ لازم يسجل اسمكم ,بس انتبهوا حتى التاريخ ترى ممكن يرجع للوراء,يعني ممكن يسجللكم اسمكم على صفحاته السوداء كأسماء (وأضيف من عندي بقراءتها الخاطئة لـ اللحظة المفصلية لانطلاق ثورتهم),أو ربما لأنهم الحلقة الأضعف بمجريات الأحداث تسببت بالعودة بالتاريخ إلى الوراء. هل وبعد كل التفصيلات اللي وردت بالمقال ,يعني فيه أمل ولو ضئيل بأن الثورة ستأتي أُكُلها ولن تأكل أبناءها مثلا ؟؟ الخلاصة :التاريخ رح يذكركم إما لعنا أو شكرا وكملوا وانتبهوا بدكم تكملوا باللي بقيوا ومش ع اللي بقيوا ,وكملوا عشان إنو الكتب هيك بتقول ,وحركة التاريخ كمان ,المارد استيقظ وطلع من القنينة مابيعود فيك ترجعو عليها لأنو بيصير أكبر منها بكتير ومابقى بتعود تساعه .. أستاذ أسعد وصفت نفسك بالفوضوي وهالمقال أكتر مقال أحسّه يتطابق كليا مع توصيفك, اتخربطت الدني فوق راس القارئ الثائر وغير الثائر ولاحقا وبعد الانتهاء من هالطبخة(الثورةوليس تقليلا من قيمتها طبعا ) منعود منشوف إذا هيي قابلة للأكل أو مصيرها الزبالة..
-
مع احترامي لنواياكأنت ومع احترامي لنواياك ومعلوماتك الغزيرة تخرج باستنتاجات لا علاقة لها بالواقع. النظام في سوريا كما كل الانظمة ليس شيئاً متجانساً وان كان به فاسدون فإنه يبقى صاحب الفضل الاكبر في الحفاظ على قضية فلسطين حية و يمثل القيمة الأكبر في القوى المدافعة عن الامة. أنت ياسيدي تعيش في عالم خارج العالم العربي (وأنا لا أعني جغرافياً). عالم عشت فيه أنا ردح من الزمن وأعرفه مثلك وأحترم خياراته وقيمه وأوافق على الكثير منها مثلك. ولكنه ليس عالمنا العربي وقيمه ليست قيم أهلنا(على الأقل في الزمن الراهن والمستقبل المنظور) الذين تكتب مدافعاً عنهم فإذا بك تنتقد أغلبهم بأقسى العبارات وإن يكن بتهذيب. كلامك لن يساهم في دفع الأذى عن الأمة العربية ولا في تحرير فلسطين ولا حتى في نشر ما تراه (وأوافقك الرأي-نظرياً)حالة وعي أعلى. سوريا وحزب الله وايران وحماس والناس الذين يقفون خلفهم هم من يحمل عبء الدفاع عن الأمة بوجه أشرس وأخبث وأشر عدوان في تاريخ الشرق العربي. هناك أمران أتمنى عليك أن تتفكر فيهما قليلاً: أولاً لمواجهة الوضع الاستثنائي الصعب الناتج عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين ليس هناك غير الدين مصدراً للقوة لخوض صراع طويل يؤدي الى النصر في نهاية المطاف (وأنا أقول ذلك وأنا علماني) فأتمنى أن تكف عن إنتقاد المتدينين تصريحاً وتلميحاً.ثانياً, بعد ألف عام من حملات التدمير الصليبية والمغولية والمملوكية والعثمانية فالصليبية مجدداًفالصهيونية-الغربية,أعتقد أننا يجب أن نتفهم الوضع الثقافي المتردي المتغلغل في المجتمعات العربية. فكر في هذا وأنت توزع إنتقاداتك فنحن لو جمعنا كل الذين تنتقدهم لما بقي من هذه الأمة سوى نفر قليل. مع إحترامي,
-
مبادرة تنحي الاسدتلبية لتطلعات الشعب العربي السوري الذي يريد ويرغب ويتوق للحرية والعيش بكرامة على كل شبر من ارضه،هذه التطلعات التي لايختلف عليها سوريان وطنيان،والتي عبرت دول العالم قاطبة على الوقوف الى جانبها حتى النهاية فان الرئيس بشار الاسد سيتنحى نهائيا عن جميع مناصبه في ذات ونفس اللحظة التي تعود فيها اراضينا المحتلة من لواء اسكندرون حتى الجولان حرة. هل انتم قادرون تستطيعون تريدون ترغبون هل تجرؤون بادرو بنصف هذه الضغوط بربع هذه الهمه بقليل من هذا الرياء.
-
الحطيئة الجديد(مختار حلوم سابقا)وضعتك يا بروفيسور أسعد فترة تحت الاختبار عسى تلجأ بكتاباتك ومواضيعك الى الوضوح في الذي تكتبه ليفهم القاريء ما تريد ان تقوله وما أشبهك بالحطيئةالشاعر الهجاء فالقاسم المشترك بينك وبينه الموهبة فعندك الكتابة وعند الحطيئة الشعر ورمز كلتا الموهبتين القلم طبعا وجه الشبه بينكما هو الهجاء فلم اعثر على ايجابية واحدة في أي موضوع كتبت بل كل ما تكتبه هجاء في هجاء أيا كان الموضوع وزميلك الحطيئة لم يعثر له في كل ما وصلنا منه أي شعر غير الهجاء.أرجو ان لا يكون لك "زغاليل بذي مرخ"وأرجو ان تستمر بالكتابة في جريدة الاخبار على أمل أن لا يكون عنوان مقالك القادم "أرى لي وجها."ملاحظة:كلمة وجهاالمقصود فيها قلما.وتقبل مني كل الاحترام مهما بلغت المسافة بيننا في الرأي.
-
الشرط الأول لربح أيَّة حرب أنالشرط الأول لربح أيَّة حرب أن تحدد عدوك.. وتعرف أصدقاء هذا العدو .. لتحذرهم .. أو تحيَّدهم على الأقل .. إذا استطعت .. ولكن أستاذ العلوم السياسية .. يريد أن يستعدي العالم كلَّه .. ويخوض حربه معهم .. توقعت وأنا أقرأ تحليله لخلفيات قرار الجامعة العربية .. المكتوب بالحبر الأمريكي .. أن يكون منصفاً للرئيس الأسد .. ولكنه يريد أن يقنعنا بأن نلعن القاتل وملعن المقتول .. وأنا أسأله .. إذا كان يعتقد صحة تقييمه للنظام السوري .. فما هو وجه اختلافه عن الأنظمة الخليجية .. ولماذا هذه الإستماتة من أنظمة الخليج بقيادة قطرائيل .. ومن ورائها أمريكا .. لاستبدال النظام السوري .. ولما لم يتم التعامل معه كما جرى في البحرين .. وأنا أستغرب كيف يقول أن سوريا شاركت في غزو العراق في 1991.. فهل فاته أنَّ سوريا شاركت فقط بتحرير الكويت التي احتلها صدَّام .. ولم تكن الحرب وقتها إلَّا لتحرير الكويت .. وأستغرب كلَّ هذا اللف والدوران منه على مجمل دول العرب .. ولم يذكر كلمة واحدة فقط عن محور الشر ( كما تسميه أميركا) .. وهل ما يجري في سوريا الآن إلَّا حلقة من حلقات محاربة هذا المحور .. وأستغرب أكثر هذه النفحة العروبية الزائدة التي هبَّت عليه فجأةً نحو "أهلنا في الخليج" لتسميتنا لهم عربان .. لعلمك نحن نقول عنهم أنَّم أعرابً وليس عرباناً ..لأنَّ الله تعالى يقول : الأعراب أشدُّ كفراً ونفاقاً ..عُد إلى رُشدك أيُّها العربي المتأمرك ..لترى الأمور بصوابية أكثر .. ولنستطيع أن نصدِّق هذه الغيرة وهذه الحميَّة اللتين تدَّعيهما ..
-
النظام السوري يستحق الدفاع عنه و بحماسة شديدة.تقول أن النظام السوري لا يستحق الدفاع عنه أبدا... والله إن النظام في سوريا يستحق العكس تماما ,, و أنت ومقالاتك أصبحت هرما ولا تستحق القراءة لأنك تدور و تدور تقترب من الحق و لا تجاهر به وذلك نفاقا لبعض متطرفي اليسار الحاقدين بشكل أعمى على النظام في سوريا .. فإذا كان النظام في سوريا لا يستحق الدفاع عنه .. فمن يستحق الدفاع... الفوضى .. والله أنت بخطاباتك اليسارية الحاقدة الممجوجة والتي تضيع البوصلة أصبحت مثل الطرف اليميني العرعوري (نسبة للعرعور) الممجوج الآخر والذي يساهم في نشر الفوضى التي تخدم بشكل أو بآخر دول الغرب و الرجعبة بكل أطيافها وهمجيتها وحقدها.. والله إني لأندم فيما أندم على متابعتي بنهم في سالف الأيام لقراءة مقالاتك التي كنت أظنها فاتحة لنهضة إعلامية غير مسبوقة في دنيا العرب تعتمد على الصراحة المطلقة والوضوح في الرؤيا و إصابة الهدف.... و أسفاه... ونصر الله النظام في سوريا ...الذي وقف الجميع بحقد ضده.. آمين..
-
تحليل متخبطفليعذرني الدكتور أسعد ، فبالرغم من إعجابي الشديد بطهارته الثورية و برفضه الفطري النقي لكل أشكال الظلم ، إلا أني أشعر بأن الأحداث الاخيرة في سوريا قد كشفت تماماً عجزه عن التعامل مع الواقع ، تخيلوا شاب عربي أو سوري يقرأ هذا المقال ، بالله عليكم كيف سيستفيد من هذه الاطروحة الطويلة في تحديد خياراته السياسية ؟؟؟؟؟؟ أم أننا نكتب بهدف التنظير فقط ، لماذا لا يعترف الدكتور أسعد صراحةً بان سورية الدولة و الشعب و النظام هي القلعة العربية الوحيدة التي استعصت على الهيمنة الاميركية و ليس ( الخليجية فقط كما اعترف صراحة ) لماذا لا يعترف بأن البراغماتية و المناورة التي مارسها النظام السوري في مراحل تاريخية مختلفة لم تشكل تناقضاً مع مبادئه بل ساهمت في خدمة المبادئ القومية وفي حماية الأمة العربية من الانهيار الكامل تحت سنابك المشروع الصهيوني الأميركي ، حافظ الأسد استغل خطأ صدام القاتل باحتلال الكويت لينتزع من الأميركان غض نظر عن توحيد بيروت و إنهاء الحرب الأهلية و تأمين ظهر المقاومة مما مهد لإنجاز الانتصار في أيار 2000 ، و بالنسبة لوصف الدكتور أسعد للشعب السوري بأنه( شعب ثائر) نقول للأستاذ أسعد إن الشعب السوري أثبت وعيه و الأكثرية ( برغم كل تحريض وسائل الإعلام الخليجي ) لازالت مع بشار الأسد ، لذلك يمكنك أن تعتبر يا دكتر بان ثورتنا بدأت و بقيادة بشار الأسد .
-
اللحم المر 2على كل حال يبقى الدكتور أسعد أفضل من غيره لأن فلسطين تبقى بوصلته الأصلية. و لكن هنا سؤال للدكتور أسعد ما الفرق بين الثورة المضادة و الثورة غير المضادة إذا كان الهدف واحد و هو إسقاط النظام؟ و ألا يضع الدكتور أسعد نفسه في تحالف موضوعي مع الذين يشتمهم في كل كتاباته من آل سعود و آل ثاني في ترويجه لإسقاط النظام في سوريا؟ ربما سيحيلنا الدكتور إلى نظرية "المخاض" التي يتحفنا فيها المثقفين المتشمعين ليلاً نهاراً و ما هي إلا النظرية المهرب من واقع ثورات الناتو.هي نظرية يُراد منها مصالحة حقدهم على النظام السوري مع مبادئهم النظرية ضد الإستعمار. لو يتذكر الدكتور أسعد أنّ التحرير سنة 2000 تحقق بصبر و جلادة و تأني و بواقعية لا تخلو من البراغماتية حكمت سلوك قيادات المقاومة و سوريا معاً. هذه أيام و شهور مفصلية و العد العكسي لإسترجاع الجولان و القدس قد فعلاً بدأ و من يظن أن القيادة السورية مذعورة فهو واهم جدّاً و لا أحد مذعور أكثر من عرب أميركا. يا ليت الدكتور أسعد يرى أن تيتم جماعة فيلتمان في لبنان كان رمزياً جداً لتيتم جماعة عرب أميركا. سيسجل التاريخ أن كان أمام بشار الأسد خيارين, إما أن يتنازل لأعداء الأمة العربية أو يتناغم مع شعبه و هو اختار الشعب period.
-
!!؟هناك حلقة مفقودة في كلامك يا أستاذ أسعد وهي لماذا يحشد الغرب وأذنابه هذه القوة الكبيرة في مواجهة سوريا والنظام السوري(وهذا يبرهن على دوره في مواجهة العدو الأميركي والإسرائيلي وكم سبب من الأذى لهم) من السخافة إنكار دور النظام الممانع مهما قيل في ذلك, وفي الحقيقة لست أنتظر من النظام السوري أي تحرك عسكري لتحرير الجولان مثلا لأني لا أعتقد بقدرة جيش كجيش سوريا على المواجهة (خصوصا المواجهة المباشرة), لأن مواجهة العدو الإسرائيلي برأيي لا تحتاج إلى قوة مادية بقدر ما تحتاج إلى نوعية من الرجال العقائديين (في فيتنام,مثلا, إنتصر الفيتناميون لقوة عقيدتهم المناهضة للإحتلال ما دفعهم إلى التضحية بسخاء), إن المواجهة مع الصهاينة تقتضي نوع إستثنائي من سخاء النفس والإيمان (دون الإنتقاص من عقيدة الجيش السوري), بناء على ذلك كله أعتقد أن ما تقدمه سوريا والنظام السوري في مواجهة العدو الصهيوني وحلفائه كاف ومؤثر جدا ولا يستطيع أي أحد بتنظيراته (وهو جالس خلف مكتبه المريح) أن يتجاهل ما قدمه النظام على صعيد الدعم السياسي والمادي وغيره لدعم قوى المقاومة. ثانيا يصر الدكتور أسعد على تجاهل مسؤلية الشعوب عموما وقاعدة كما تكونوا يولَ عليكم,إن الشعوب تتحمل مسؤلية هامة في تقرير مصيرها لذا على كل شعب يرى أنه مظلوم فإنه غالبا غير معذور في ذلك وعليه تحمل مسؤلية مواجهة الظالمين.
-
تحيةأسعد أبو خليل هو إبن الثورة العربيّة الحقيقيّة يكشف بكل صدق ما له وما عليه لا يضيع البوصلة كما ضيّعها أناس تحية لك أيها الرفيق أسعد
-
تعى ولا تجيذكرت دكتور :" إنّ ثورة تُناصرها حكومات قطر والسعوديّة والكويت ليست ثورة بالتأكيد (بصرف النظر عن حوافز الجماهير المُنتفضة)." ثم ختمت :" لكن الاستكانة لا تجوز. دخلنا في «لحظة الحماسة» الجماهيرية ولا يجوز الخروج منها". حتى بعد أن بدى واضحا وضوح الشمس, القوى الفعلية المحركة لما يحصل في سوريا,والدافع المذهبي العلني لهذه التحركات. كيف نطلب من الشباب السوري الخروج للتظاهر ضد النظام و هم هدف للتصفية من قطبي الصراع. نعم إن هم نجوا من بطش "شبيحة" النظام أو الأمن(وهذه الرواية المتداولة) فلن ينجوا من قناصة "الفوار" أي الثوار لتصويرهم و من ثم الرثاء و البكاء عبر اللأثير و الفضائيات على أرواحهم الطاهرة, و تحفيز الغالبية الصامتة "اللي ما فيهم ناموس" للتحرك و التظاهر ضد النظام. هذا النظام الذي كان له حصة الأسد من النقد (فاق على غير عادة مقالاتك أستاذنا النقد للمملكة السعودية). ألا نعطي أي إعتبار للدعم السوري للمقاومات العربية, و خصوصا في عهد الرئيس الحالي؟! و من غير الإنصاف أيضا ألا نضع بالإعتبار الإجراءات و القرارات المتخذة من القيادة السورية نحو السير بعجلة الإصلاحات الحقيقية.
-
شكرا استاذ اسعدلقد عبرت على طريقتك عما يجول في خاطري (مع عدم موافقتي على حشر اسم العلامةالقرضاوي في هذا المقال هكذا لمجرد الاشارة). اصبت في اشارتك لهذه النزعة العنصرية التي باتت هذه الايام موضة على شاشات التلفزة السورية ومن يدور في فلكها, عنيت المنار وتلفزيون النبيه البري. هذا المصطلح , الاعراب يستخدمه بشكل خاص , من خلال متابعتي, اتباع تيار معين ومذهب معين ان جاز التعبير.عنصرية وشوفينية تفوح من ثناياها نفحة فارسية حتى لا نقول مجوسية على طريقة اليوم في اثارة النعرات. منذ فترة نشر مقال لمفكر ايراني تحدث بصراحة عن النظرة المتعالية للايرانيين وكرههم للعرب وعدم نسيانهم للقادسيةوهو سبب حبهم لابي لؤلؤة المجوسي وكرههم للفاروق عمر امير المؤمنين رض.
-
لازال أبو خليل كما هو وكأنهلازال أبو خليل كما هو وكأنه يمتلك الحقيقة من مكانه هناك في كاليفورنيا..وخصوصا في ما يتعلق بذاكرة يصر على إسقاطها على الحاضر..يحق لي أن أسأل من أين يأتي أبو خليل بمعلوماته عما يجري في سوريا على الأرض وهو قابع هناك في أمريكا؟؟؟..نعم أنا أتحدث عن الهجوم الذي يشنه على النظام السوري..لا أحد ينكر ما يعتري النظام في سوريا من مشاكل عميقة لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن المجتمع كاملا في سوريا ابتداء ممن نزلوا إلى الشارع من أجل مطالبهم..ولكن أبو خليل يقول بأن العالم كله يتآمر على سوريا وهذا العالم ممثل بقوى استعمارية ورجعية متحالفة معها والكل يريد ذبح سوريا وكأنهم لا يستهدفون النظام..!! إذا من يستهدفون وأي دور يستهدفون؟؟ ما دام الكل يهاجم النظام في سوريا وهذا الكل يتمثل بالسيئين فلابد إذا من سبب جيد في هذا النظام كي تستعديه أمريكا وحلفائها وهنا يغيب الإنصاف من كلام أبو خليل..مع كل تقديري واحترامي لأسعد أبو خليل إلا أنه لازال يتكلم بطريقته المعهودة التي لا تخلو من جمود في المواقف يبتعد في معناه الحقيقي عن الثبات..هو قد أخذ موقفا من النظام وانتهى الامر..وبرغم تحليلاته عن المؤامرة والهجمة الشرسة انتهى الامر..هذا ولم نأخذ بالاعتبار بعد ان أنه على الأرض لا توجد ثورة أصلا..أنا لست مع الأنظمة القمعية..ولكني مع الأنظمة الوطنية..ناصر مع حبي الشديد له كان قمعيا يا أسعد أبو خليل..وأنا أعرف جيدا ماذا يعني لك جمال عبد الناصر..
-
سؤال ومختصر وخلاصةآه والله ؟ يعني آخر شي، هيك طلعت معك الفتوى دخلك ما سألت حالك ليش "الإنتفاضة" في سوريا بالتحديد، هي الوحيدة التي حصلت في القرعة على "ثورتين مضادتين" بالمقلوب ؟ دقق النظر، من الذي يحارب الهدف "الإصلاحي" لهذه الإنتفاضة؟ الخارج يحاول تفادي الإصلاح، ويصر على إسقاط النظام الداخل يرفض الإصلاح، ويصر على إسقاط النظام يعني إذا فيك تلاقي بقرارة نفسك جواب صريح عن هالسؤال، ودون الإعتماد كما العادة على عتبات القش التاريخية التي تضع عليها ما يفوق قدرتها من الحمل ، بتكون حليت اللغز أيها الحائر التائه الذي احتار في "القرعة" وحيرته ..