تراجعت الوتيرة بشكل ملحوظ، لتصبح بمعدل استهدافين إلى ثلاثة أسبوعياً
في المقابل، اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية، أخيراً، أن «الضربات التي شنتها الولايات المتحدة ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا والعراق، كانت رسالة قوية جداً، أسفرت عن توقف الهجمات ضد القوات الأميركية في البلدين». وقالت المتحدثة باسم «البنتاغون»، سابرينا سينغ، خلال مؤتمر صحافي، إن «القوات الأميركية في سوريا والعراق لم تتعرض لأي هجوم منذ الـ4 من شهر شباط الحالي»، مضيفة «(أننا) نرحب بعدم وقوع أي هجمات». وتتعمد الولايات المتحدة تجاهل الضربات الأخيرة التي تعرضت لها قواعدها في كلّ من حقلَي «العمر» و«كونيكو» في ريف دير الزور، في محاولة لإثبات نجاح إجراءاتها في وضع حد للهجمات ضد قواتها وإيقافها، وهو أمر تنفيه الاستهدافات المتقطعة لتلك القواعد.
بالتوازي مع ذلك، يواصل الأميركيون استقدام قوافل جديدة من التعزيزات العسكرية المنقولة جواً وبراً من شمال العراق، في اتجاه قواعدهم في كل من دير الزور والحسكة، في شمال شرق سوريا. وتتزامن هذه التعزيزات مع إجراء تدريبات شبه يومية بالذخيرة الحية، لاختبار جاهزية الأسلحة والمعدات المنقولة حديثاً، ومحاكاة كيفية صدّ أي هجمات جوية وبرية جديدة على تلك القواعد. وتبين مصادر ميدانية، في حديث إلى «الأخبار»، أن «القوات الأميركية استقدمت منذ حادثة مقتل ثلاثة جنود أميركيين في استهداف قاعدة التنف، في نهاية شهر كانون الأول، دفعات غير مسبوقة من الأسلحة»، كاشفة عن «استقدام أكثر من 200 آلية محملة بأسلحة ومعدات متنوعة منقولة براً، و10 دفعات من الأسلحة المنقولة جواً، خلال أقل من شهر، بهدف تعزيز القواعد الأميركية في التنف ومناطق سيطرة قسد». وتلفت المصادر إلى أن «نجاح صواريخ وطائرات مسيرة مصنعة محلياً في اختراق أنظمة دفاع جوي هي الأكثر تطوراً في العالم، شكل ضربة للنظام التسليحي الأميركي»، مضيفةً أن «واشنطن تحرص على تحصين قواعدها بمزيد من الأسلحة مع تعزيز أنظمة الرصد والمراقبة، لتجنب تكرار حادثة التنف في قواعد أخرى في سوريا والعراق». وتستبعد «وجود أي نوايا للأميركيين بالانسحاب من سوريا في الوقت الحالي»، مرجحة أن «أي انسحاب لن يحصل قبل معرفة الجدول الزمني للانسحاب من العراق، والذي يعني ضمناً انسحاباً من سوريا، سيتطلب حتماً أشهراً لتحقيقه».