لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الردّ على الردّ قد انتهى، أو أن هجمات إضافية ستقع
وبعد هجوم إيران على إسرائيل يوم السبت الماضي، بـ 300 صاروخ وطائرة مسيّرة رداً على استهداف الأخيرة القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق، هدّدت السلطات الإسرائيلية بالردّ على هذا الهجوم، ما زاد التكهنات في الأيام الماضية حول طبيعة الردّ على الردّ وتوقيته؛ علماً أن العديد من المسؤولين الغربيين نصحوا إسرائيل بالامتناع عن تنفيذ هجوم مضادّ أو حتى ردّ محدود، لئلّا يؤدّي ذلك إلى زيادة التوتّرات، وتدرّج الأمور نحو ردود متبادلة. وبحسب «القناة 12» العبرية، فإن وزارة الخارجية طلبت من سفاراتها حول العالم الامتناع عن الإدلاء بتصريحات عن التقارير الخاصة بالهجوم في إيران، إلا أن تالي غوتليب، عضو «الكنيست» عن حزب «الليكود» الذي يقوده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لمّحت إلى أن إسرائيل هاجمت إيران، فيما لم تتبنَّ تل أبيب العملية رسميّاً. ولم تكن غوتليب الوحيدة التي علّقت على المسألة، إذ وجّه مسؤولون في الحكومة والمعارضة الإسرائيلية انتقادات لوزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بعدما لمّح هو الآخر إلى مسؤولية تل أبيب عن الهجوم الذي استهدف إيران فجر الجمعة. وكتب بن غفير، زعيم حزب «القوة اليهودية» اليميني المتطرّف، في منشور عبر منصة «إكس» كلمة واحدة: «ضعيف»، ما يشير إلى اعتراف ضمني بمسؤولية إسرائيل. وتعليقاً على ما تقدَّم، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزراء، لم تسمّهم، قولهم: «مثل هذه التصريحات من شأنها أن تعرّض أمن الدولة للخطر».
وعلى رغم أن طبيعة الانفجارات في أصفهان لا تزال غير واضحة، فإنه حتى لو صحّ الهجوم الصاروخي الإسرائيلي، فلا يعدو كونه «رمزيّاً»، علماً أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الردّ على الردّ قد انتهى، أو أن هجمات إضافية ستقع.
وفي هذا الإطار، قال مصدر أمني مطّلع في إيران، طلب عدم ذكر اسمه، في حديث إلى «الأخبار»، إن «تصرّفات إسرائيل في أصفهان كانت محدودة، وأظهرت أنها تجنّبت تصعيد التوتّر في هذا الوقت بسبب القلق من عواقب الردّ الإيراني القوي». وأضاف أن «الهجوم الإسرائيلي على قاعدة عسكرية في أصفهان أبعاده كانت أقلّ من الهجوم الإيراني الأخير الذي نُفّذ بـ 300 طائرة مسيّرة وصاروخ. ولذلك، فإن لإيران اليد العليا في ميزان القوى الجديد ضدّ إسرائيل، وبالتالي فإن طهران لا تسعى إلى زيادة التوتّر في هذا الوقت وبعد هذه التطوّرات». وتوقّع المصدر أن تهدأ الجولة الجديدة من التوترات المباشرة بين إيران وإسرائيل، لكن التنافس والمواجهة بين الجانبَين سيستمران في شكل معارك خفيّة، بحسب تعبیره.
وبعد تقارير عن هجوم إسرائيلي على مدينة أصفهان، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده أبلغت إسرائيل أن إيران «لا تريد تصعيداً». وقال لافروف، في مقابلة مع محطّات إذاعية روسية: «حصلت اتصالات هاتفية بين قيادتَي روسيا وإيران وممثّلينا والإسرائيليين. أوضحنا… أبلغنا الإسرائيليين في هذه المحادثات أن إيران لا تريد تصعيداً». کما دعت بعض الدول العربية، بما فیها الإمارات وسلطنة عمان ومصر والأردن، في بيانات رسمية منفصلة أمس الجمعة، إلى ضبط النفس وتجنّب التصعيد في المنطقة، وإنهاء الانتقام المتبادل بين إسرائيل وإيران.