المقاومة أثبتت، للغزّيين، أن إصرارها على شروطها كان الموقف الأصوب
المعلومات التي تضخّها وسائل الإعلام العبرية عن مضامين الصفقة المفترضة، تشير إلى قبول العدو بالانسحاب من «نتساريم»، والسماح بعودة النازحين إلى شمال القطاع. وفي استقبال تلك الأخبار، عبّر السواد الأعظم من الأهالي عن موقف متماسك وموحّد في دعم توجه المقاومة التمسك بشروطها. ويقول أبو محمد مرعي، وهو أحد النازحين في مدرسة إيواء في مخيم جباليا، لـ«الأخبار»: «المقاومة أثبتت اليوم أن إصرارها على شروطها كان الموقف الأصوب. لو قبلوا بالحلول التي قُدّمت لهم، لكنا أمام مخطّط تهجير مكتمل، وكنا أمام صناعة قيادات محلية عميلة. إفشال كل المخطّطات هو ثمرة تماسك المقاومة وبسالتها في الميدان». أما أمّ محمد المنسى، فترى أن «المقاومة لا تطالب بأكثر من حقوقنا. والعدو يحاول تحقيق صورة الانتصار من خلال تعكير حياة الناس»، وتضيف، في حديث إلى «الأخبار»، أن «الاحتلال لم يستطع استعادة جنوده الأسرى، ولا أن يقضي على المقاومة. اختار الناس العُزّل والمدنيين، حتى ينكّد عليهم ويحرمهم من العودة إلى ديارهم. لكن المقاومة قادرة بفضل الله على إفشال كل مخطّطاتهم».
ولحظّ العدو العاثر، وحسن حظّ المقاومة، فإن جولة التفاوض الحالية، تزامنت مع نجاح الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في تسديد ضربات دقيقة ومؤثّرة إلى جيش الاحتلال على محور «نتساريم»، حيث تمكنت «كتائب القسام»، أول من أمس، من قتل جنديين وجرح 11 آخرين، في كمين محكم. وبدّد هذا الحدث، صورة الانتصار التي حاول العدو تصديرها في ليلة عيد الفصح، حين نشر مائدة طعام احتفالية في موقع «نتساريم»، قبل أن يعيد الأهالي نشر تلك الصورة التي تسبّبت بأذى نفسي كبير، تحت عنوان «العشاء الأخير في نتساريم».