طلب نتنياهو من المسؤول الأممي نقل رسالة عاجلة إلى قيادة «الجهاد الإسلامي» في بيروت
في المقابل، من المنتظر أن يصل وفد من الكيان برئاسة رئيس جهاز «الموساد» دافيد برنياع، إلى القاهرة اليوم، حيث سيلتقي برئيس المخابرات المصرية، لبحث نتائج اجتماعه مع وفد «حماس»، وللاطّلاع على الملاحظات والأسئلة التي قدّمها الوفد الفلسطيني. وكانت قناة «كان» العبرية أفادت بأن «الوزيرين بن غفير وسموتريتش متهَمان بأنهما يعارضان الصفقة من دون أن يعرفا أي تفاصيل عنها». كما نقلت القناة عن مسؤول رفيع في الحكومة، قوله: «لن نسمح لنتنياهو بتضييع فرصة لتحقيق صفقة تبادل، لأسباب سياسية داخلية». لكنّ صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلت، عن مسؤول إسرائيلي، تأكيده أنه «لا يمكن التوصل إلى صفقة، إلا بتخلّي حماس عن مطلب إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي (من القطاع)».
وفي القاهرة، يشعر المسؤولون المصريون بأن «الأطراف أقرب إلى التوصّل إلى صفقة، من أي وقت مضى»، مع اقتناعهم بأن «هنالك مسائل أساسية لا تزال تحتاج إلى تنازل من الطرفين»، وهو ما أكّده رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في الرياض، أمس. وتتحدث مصادر مصرية مطّلعة عن أن «تعديلات إضافية أُدخلت على المقترح خلال الساعات الماضية»، موضحة أن «السعي هو أن تكون الهدنة لأطول فترة ممكنة، بما يضمن إنهاء الحرب بشكل كامل، وليس استئنافها مرة أخرى، وذلك بضمانات وتعهّدات إقليمية ودولية». وفي هذه النقطة بالذات، تطالب المقاومة بأن تكون هذه الضمانات مكتوبة وموثّقة في نصّ الاتفاق، الذي سيوقّع عليه العدو، وأن لا يتمّ الاكتفاء بتعهدات شفهية.
في سياق متصل، أجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتصالاً بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بحثا فيه «آخر التطورات بخصوص المفاوضات الجارية، ومخاطر التصعيد العسكري في رفح»، بحسب الرئاسة المصرية. كذلك، أعلن الديوان الأميري، أن أمير قطر، تميم بن حمد، تلقّى اتصالاً من الرئيس الأميركي بحثا خلاله «جهود البلدين للتوصل إلى اتفاق وقف فوري لإطلاق النار في غزة». وفي غضون ذلك، عُقدت، أمس، عدة اجتماعات في العاصمة السعودية، الرياض، بمشاركة وزراء خارجية عدد من الدول العربية، إضافة إلى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، على هامش «الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي». وشدّد بلينكن، خلال مقابلة معه ضمن برنامج المنتدى، على ضرورة إنهاء الحرب في غزة ووضع مسار لإنشاء دولة فلسطينية «للمضي في طريق التطبيع»، معبّراً عن أمله في أن توافق حركة «حماس» على «العرض السخيّ جداً المطروح عليها حالياً». كما تطرّق إلى مسار التطبيع السعودي - الإسرائيلي، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة عملت بصورة مكثّفة خلال آذار الماضي بشأن ذلك، ومن المحتمل أن يكون (الاتفاق) قريباً جداً من الاكتمال». وكان بلينكن تحدّث عن الردّ الإيراني على إسرائيل، خلال اجتماعه مع وزراء «مجلس التعاون الخليجي» في الرياض، واعتبر أن «هذا الهجوم يسلّط الضوء على التهديد الحادّ والمتزايد الذي تمثّله إيران، لكنه يسلّط الضوء أيضاً على ضرورة العمل معاً على الدفاع المتكامل». وأعلن أنّ الولايات المتحدة ستجري محادثات في الأسابيع المقبلة مع دول المجلس، حول «دمج الدفاع الجوي والصاروخي وتعزيز الأمن البحري».