ماذا يعني إعلان كل من وزيري خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، والسعودية، فيصل بن فرحان، أن المفاوضات حول الاتفاق الأمني السعودي - الأميركي صارت «شبه مكتملة»؟ معروف أن السعودية تشترط توقيع ذلك الاتفاق الذي يعتبره ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، «بوليصة تأمين» على الحياة لنظامه المهدّد دائماً، من الداخل أكثر من الخارج، ولو سعى إلى تصوير العكس، للقبول بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. لكن بعد عملية «طوفان الأقصى» والعدوان الوحشي على قطاع غزة، أُضيف شرطان آخران لا يستطيع النظام السعودي راهناً التوقيع من دونهما، بسبب الإحراج، الأول هو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والثاني ما سمّاه الوزير الأميركي «مساراً موثوقاً به لإقامة دولة فلسطينية». وإذا كان الشرط الأول واجب التنفيذ، لتمرير التوقيع، فإن الثاني يمكن لإسرائيل التملّص منه، مثلما تملّصت من اتفاق بحجم «أوسلو».