2- في الثامن من نيسان الماضي، صدر قرار بتقليص تصدير المنتجات إلى إسرائيل لتشمل 54 منتجاً. ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام التركية كانت تتحدّث عن استمرار الصادرات عبر موانئ ودول ثالثة.
ربطت وزارة التجارة التركية العودة عن القرار الجديد بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
3- إن واحداً من أهمّ الواردات الإسرائيلية هو النفط الآتي من آذربيجان، والذي يتمّ تصديره بصورة رئيسية عبر شركات تركية موالية لـ«حزب العدالة والتنمية» بل وتابعة لعائلة الرئيس التركي، إلى موانئ الإسكندرون وجيهان ومرسين، ومنها إلى إسرائيل؛ لكن هذه التجارة الوسيطة لا يشملها بيان وقف التجارة مع الأخيرة.
4- ربطت وزارة التجارة العودة عن القرار الجديد بالسماح - من دون انقطاع وبصورة كافية - بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فيما لم يشترط البيان الجديد للعودة عن القرار، وقفاً نهائيّاً للحرب، وهو الأمر الذي استدركه إردوغان في لقائه لاحقاً مع «جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلّين».
5- إن توقيت قرار قطع التجارة متّصل باعتبارات متعدّدة يأتي في مقدّمتها العامل المحلّي؛ فتقليص التجارة، في 9 نيسان، جاء بعد أسبوع واحد فقط من الانتخابات البلدية التي جرت في الـ31 من آذار، وبعدما تلقّى «العدالة والتنمية» وإردوغان تحديداً هزيمة مدوية هي الأولى من نوعها في تاريخه منذ وصوله إلى السلطة عام 2002. وفي اجتماع مغلق للجنة المركزية لـ«حزب العدالة والتنمية» بعد تعرّضه للهزيمة، تعهد إردوغان بالتحقيق في أسباب الهزيمة والعمل على معالجة الثغرات. والأهم في تحليل أسباب الفشل، أن قسماً من الفئات المتدينة من قواعد الحزب ومن غير قواعده، انفضّت عن تأييده وصبّت أصواتها لـ«حزب الرفاه من جديد» بزعامة فاتح إربكان، ابن نجم الدين إربكان، الذي نال حوالى 7% ليحتلّ المرتبة الثالثة في الانتخابات، ولينقل عن لسان إردوغان أن «غزة هزمتنا».
6- تصاعُد الاحتجاجات العالمية في شوارع الغرب وأخيراً في الجامعات الأميركية، أحرج إردوغان كثيراً أمام الرأي العام التركي، فكانت المسارعة إلى الخطوة الأخيرة.