تجدّد التصعيد في البحر الأحمر بعد أيام من الهدوء
وخلال الأيام الماضية، وفي أعقاب إعلان صنعاء توسيع نطاق عملياتها من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، عمدت البحرية الأميركية إلى منع حركة السفن التجارية من عبور الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر. ووفقاً لمصدر ملاحي مطلع، فإن عدداً من السفن التي مُنحت الإذن من قبل صنعاء بالمرور الآمن من هناك، مُنعت من قبل الأميركيين من عبور باب المندب من دون مبرّر، وخاصة أن العمليات العسكرية في البحر الأحمر شهدت انخفاضاً لافتاً خلال الأيام الماضية. وأفادت المصادر بأن الولايات المتحدة تنوي إعادة حاملة الطائرات «يو إس إس آيزنهاور» إلى البحر الأحمر بعدما أخرجتها أواخر الشهر الفائت، وتبيّن أن سبب إخراجها إجراء صيانة دورية وإعادة تعبئة مخزونها من الذخائر، على رغم أنها تلقّت تعزيزات جوية أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية. وتعود «آيزنهاور» برفقة البارجة «يو إس إس كارني» التي عبرت، مساء أول من أمس، قناة السويس، في طريق عودتها إلى البحر الأحمر، فيما يتوقع مراقبون عودة التصعيد إلى مستوياته المرتفعة، ولا يستبعدون محاولة واشنطن تكثيف العمليات في البحر الأحمر في محاولة منها للدفاع عن خطوط الإمدادات للكيان الإسرائيلي، وخاصة إمدادات النفط والغاز التي تضعها صنعاء في بنك أهداف عملياتها المقبلة في البحر المتوسط.
ويؤكد مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ»الأخبار»، أن إعادة واشنطن «آيزنهاور» تمثّل فرصة جديدة للقوات البحرية اليمنية لتنفيذ هجمات مهينة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر، مستبعداً أيّ تأثير لهذه الهجمات على العمليات العسكرية المقبلة لقوات صنعاء في المتوسط. وفي ظل ربط صنعاء بدء هذه الأخيرة بعد انتقالها إلى المرحلة الرابعة من التصعيد، بالهجوم الإسرائيلي على رفح، تكشف مصادر مقرّبة من حركة «أنصار الله»، لـ»الأخبار»، أن القوات اليمنية بدأت منذ أيام عملية رصد دقيقة للسفن المتجهة إلى موانئ الكيان الواقعة على البحر المتوسط، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يأتي في العادة تمهيداً للاستهداف. وبعد أيام من دعوة صنعاء الشركات الملاحية الدولية إلى وقف عمليات النقل البحري إلى موانئ الكيان في المتوسط، أعلنت شركة الشحن الألمانية العملاقة «هاباج لويد”، أول من أمس، تعليق عملياتها الملاحية في الشرق الأوسط، بعدما كانت قد أوقفت عملياتها في البحر الأحمر قبل أشهر. وفي الإطار نفسه، دعت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، أمس، السفن المتجهة إلى إسرائيل، إلى حجب معلومات وجهاتها على الفور.