غزة | في اليوم السادس من بدء العملية العسكرية في محافظة شمال غزة، وسّعت قوات الاحتلال من انتشارها في مخيم جباليا، متعمّدة مسح مربّعات سكنية كاملة بالقصف المكثّف من الطائرات الحربية. كما واصل جيش العدو، في الوقت نفسه، عمليته البرية في الأجزاء الشرقية من مدينة رفح، فيما أعلن انتهاء عملياته في حي الزيتون جنوب مدينة غزة. ورغم تراجع وتيرة المهمات القتالية في جباليا، من حيث العدد، حملت عمليات أمس جهداً نوعياً ملحوظاً؛ إذ ركّز المقاومون على مهام الالتفاف من خلف خطوط العدو، والالتحام المباشر مع الجنود، بالإضافة إلى عمليات القنص، والجهد التقليدي في تدمير الدبابات والآليات وناقلات الجند. وفي المقابل، تعمّدت الطائرات الحربية، للمرة الثالثة منذ بدء العملية البرية في جباليا، استهداف إحدى الدبابات التي أصابتها قذائف المقاومين المضادة للدروع، بالقرب من بريد مخيم جباليا وسط المخيم، بعدما عجز جيش الاحتلال عن إخلاء جنوده القتلى منها، علماً أن هذه الوقائع سجّلها الأهالي الذين يواكبون المعركة من داخل المخيم، ويرفضون إخلاءه برغم القصف الجوي والمدفعي الكثيف، عن كثب.وفي المحصّلة، سجّلت المقاومة، نهار أمس، نحو 26 مهمة قتالية، وزّع إعلام المقاومة مشاهد منها تظهر القتال النوعي الدائر في المخيم، حيث يواجه المقاتلون جنود العدو ودباباته من مسافة لا تتجاوز بضعة أمتار، ويظهرون براعة منقطعة النظير في القنص وإطلاق القذائف المضادة للدروع وتنفيذ عمليات الالتفاف والمباغتة من خلف الخطوط. وفي تفاصيل أبرز المهمات القتالية، أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها تمكّنوا من تنفيذ عملية التفاف خلف خطوط العدو، قطعوا فيها خطوط الإمداد شرق مخيم جباليا، بعد أن استهدفوا ناقلة جنود بقاذف «الياسين 105»، وهاجموا الجنود بالأسلحة الرشاشة الثقيلة من طراز «بي كي سي»، ما أجبر العدو على تغيير خطوط إمداد القوات المتوغلة عدة مرات. كذلك، أعلنت «سرايا القدس» أن جنودها تمكّنوا من استهداف تجمع لجنود العدو بقذيفة «تي بي جي» مضادة للأفراد في محور التقدم شرق مخيم جباليا. أيضاً، أفادت «السرايا» بأن مقاوميها تمكّنوا من استهداف تجمع للجنود في منطقة جبل الكاشف بالقرب من معمل الدغل شرقي المخيم بقذائف «الهاون» النظامية الدقيقة، فيما أكّدت «القسام»، بدورها، استهداف قوة خاصة تحصّنت في أحد المباني بقذيفة «تي بي جي». كما أعلنت كل من «القسام» و«السرايا» تنفيذهما عمليات قنص لجنود العدو. ومن جهتها، أعلنت «مجموعات الشهيد عمر القاسم»، التابعة لـ«الجبهة الديموقراطية»، تمكّن مقاوميها من تدمير دبابة «ميركافا» بقذيفة «تاندوم» في شارع أبو العيش وسط المخيم.
تعمّد جيش الاحتلال استهداف إحدى دباباته، بعدما عجز عن إخلاء جنوده القتلى منها


وعادت «السرايا»، في ساعات المساء، لتعلن عن تمكّنها من استهداف قوة خاصة كانت تتحصّن في أحد منازل عزبة ملين بقذيفة «تي بي جي» المضادة للتحصينات والأفراد. وقالت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري لـ«لجان المقاومة الشعبية»، بدورها، إنها تمكّنت من قصف آليات وجنود العدو في منطقة الإدارة المدنية بقذائف «الهاون». وبالسلاح نفسه، أعلنت «القسام» أنها أمطرت مقراً لقيادة وسيطرة جنود العدو، شرق مدينة جباليا، بالقذائف النظامية الدقيقة. وعلى صعيد القصف الصاروخي، أعلنت «ألوية الناصر» أنها قصفت، بمشاركة «سرايا القدس»، مستوطنات غلاف غزة على وجبتين من قلب مخيم جباليا. وفي محور «نتساريم»، واصلت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة دكّ المواقع المستحدثة بقذائف «الهاون» والصواريخ التكتيكية.
أما في محور القتال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فقد أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تنفيذ عدد من المهمات القتالية. وقالت «سرايا القدس» إنها دكّت بقذائف «الهاون» النظامية الثقيلة تحشدات العدو وجنوده في محوري مسجد التابعين ومسجد الشبيلي. كذلك، قصفت «كتائب القسام» جنود الاحتلال في معبر رفح البري بالعشرات من قذائف «الهاون»، ووزّع الإعلام العسكري لـ«القسام» مشاهد لعمليات استهداف آليات العدو في المدينة بقذائف «الياسين 105».
وبالتزامن مع اشتعال كل محاور القتال، من شمال القطاع إلى جنوبه، ظهر الناطق العسكري باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، في خطاب مسجّل، أكّد فيه أن رئيس وزراء الاحتلال يواصل تضليل عائلات الأسرى، ويوهمها أن الضغط العسكري يمكن أن يفضي إلى تحرير جنوده، فيما يتسبب القصف الجوي بمقتل المزيد منهم. وقال «أبو عبيدة»: «العدو توهّم أنه إذا أحرق الأخضر واليابس منذ سبعة أشهر، فإنه سيعود ولن يجد مقاومة تُذكر، لكنه في كل مرة يطمح فيها إلى تحقيق نصر سيجدنا أمامه». وإذ أشار «أبو عبيدة» إلى أن «العدو يعدّ قتلاه وجرحاه بالعشرات في كل مناطق توغله، ولا يكاد يتوقف عن انتشال جنوده»، فقد أكّد أن المقاومين في الميدان «يواجهون قوة مرتجفة ومتخبّطة ويعيدونها مكسورة لا تجد سوى الخيبة».