ابراهيم وزنه
لمع اسم «دودو» اللبناني في ألمانيا مع ناديه فرايبورغ كما لمع في لبنان، وجمع خلال ثلاث سنوات مزيداً من الخبرة والعبرة ومؤونة لمستقبل أفضل، وهو الآن في لبنان، لكنه متأسف وحزين على كرة لبنان وأكثر... في هذا اللقاء الخاص
«عندما تحترم إدارة النادي لاعبيها، وتنظّم طبيعة العلاقة فيما بينهم، لا بدّ من أن تستقيم المسيرة الكروية في لبنان» بهذه الكلمات لخّص اللاعب اللبناني المحترف في المانيا يوسف محمد «دودو» معاناة لاعبي لبنان ومشكلة الكرة. كأنها خلاصة تجربة احتراف في كرة ألمانيا المنظمة.
يوسف في لبنان لتمضية عطلة الشتاء الكروية بين الأهل والأصدقاء، وكان بيننا لقاء مفتوح...
- بعد نفَس عميق قال «الفرق كبير» ثمّ راح يبيّن بحرقة: «طريقة التعامل مع اللاعب في لبنان قائمة غالباً على عدم احترامه وإهمال حقوقه إضافة الى السيطرة على حياته الكروية، أمّا في ألمانيا فهناك عقود وأصول تحت سقف الاحترام المتبادل. وفي ألمانيا اللاعب حر في حياته الشخصية ولا سلطة للإدارة عليه خارج الملعب. أمّا في لبنان فهناك تدخّل مستمر، وحتّى في أدّق التفاصيل. وطبعاً الفرق كبير لناحية المردود المادي «الراتب» لا بل في طريقة تسديد الرواتب ومنح الحوافز.وفي ألمانيا يمكن أيّ لاعب التحدّث مع حكم المباراة والاعتراض لكن بأدب ومن دون شتم، أمّا في لبنان، فهناك صعوبة في التعامل مع الحكّام، ولطالما لجأ بعضهم الى استفزاز اللاعبين قبل إطلاق صافرة البداية. وفي ألمانيا لا مشاكل اتّحادية أبداً، بينما في لبنان اللاعب يبدأ مسيرته وينهيها في ظل انقسامات ومشاكل اتّحادية وإدارية تؤثر سلباً على عطائه واندفاعه. وفي ألمانيا مواعيد المباريات ثابتة، أما في لبنان فالتعديلات جاهزة دائماً»، وهناك الكثير من الفروقات غير الملحوظة.
- تقدّمت كثيراً من الناحية الفنية، نظراً للتدريبات المختلفة التي تلقّيتها في لبنان، والراحة النفسية والمادية تجعلك أكثر اهتماماً بهدف تطوير مستواك، أضف الى ذلك نوعية الملاعب. بصراحة هناك شعرت بقيمتي كلاعب، وهذا ما يحتّم عليّ الإخلاص للنادي الذي ألعب معه.
- بصراحة لم أعد أتابع أخبار الكرة اللبنانية كما في السابق، لكن من يرد أن يحترف خارجاً عليه أن يتمتع بالعقلية القابلة لفهم تفاصيل الاحتراف، إضافة الى الموهبة والعمر الصغير، وأعتقد أنّ حسن معتوق وأونيغا لديهما الإمكانات لذلك، فيما ضيّع فيصل عنتر فرصته الاحترافية وكذلك شقيقي علي واصف محمد (لاعب النجمة حالياً).
- طبعاً تشغلنا أوضاع الوطن، وأذكر جيداً ذات يوم، وبعدما استمعت الى خطاب السيد حسن نصر الله في مهرجان الانتصار، تأثرت جداً وتوجّهت الى الملعب بنفسية عالية وسجّلت هدفين في مرمى فريق غروثر فيورث، رغم أنني كنت مدافعاً.
ــ ماذا تخبرنا عن تعاملك مع الإعلام الألماني؟
- كل مقابلاتي مع الصحف الالمانية تكون باللغة العربية، ودائماً يكون مترجمي الخاص صديقي رضا عنتر، وذات مرّة علّق أحدهم في مقالة بأنّ فريق فرايبورغ من دون اللبنانيين (أنا ورضا) من دون فاعلية، ولا أخفي عتبي على بعض الإعلاميين في لبنان لتجاهل مسيرتنا الاحترافية.
- هذا قرار ظالم، ويدل بوضوح على جهل الممسكين بدفّة قيادة المنتخب، وبصراحة لقد شعرت بأن الإيقاف كان مدروساً ومعَدّاً، ولمست ذلك عندما اتصل بي عضو الاتّحاد أحمد قمر الدين، رئيس لجنة المنتخبات، ليدعوني الى الالتحاق بالمنتخب، وبينما كنت أسأله عن المواعيد وأشرح له ظروفي الخاصة قال لي فوراً وبالحرف الواحد «بلا ما تجي أحسن»، ولاحقاً أكمل حسن شغري مدير المنتخب مشروع إحراجي للوصول الى الهدف، وهو إخراجي من دائرة المنتخب الوطني نهائياً، ومن دون أن أعرف السبب الحقيقي.
- أتمنى أن أرتدي قميص المنتخب مجدداً، لكن ذلك لن يحصل ما لم يتغير هذا الاتحاد، أو إبعاد أمينه العام رهيف علامة عن مقدرات اللعبة. وللأسف أرى أنّ تسليم مقاليد اللعبة الى ذوي العقول المتحجّرة لن يساهم في تطويرها.
- كلما نزلت إلى أرض الملعب أجول بناظري على المدرجات، وعندما ألمح العلم اللبناني أحدّد موقعه، وبعد المباراة أتوجه ناحية حامله لألقي عليه التحية.
- عقدي مع فرايبورغ ينتهي بعد 14 شهراً (موسم ونصف)، وأخيراً أخبرني مدير اعمالي بأن بعض كشافي الاندية أبدوا اعجابهم بأدائي، وهذا سيساعدني على تلقّي العروض، وآمل أن أحظى بفرصة للعب في «البوندسليغه».
- أن يروق الوضع في لبنان، وأن تتغير قيادة لعبة كرة القدم، وأن يصار الى وضع قانون جديد يحفظ حقوق اللاعبين والأندية معاً.
هوية
يوسف واصف محمد