سيحاول فافر المتابعة كتوخيل محاولاً إبرام بعض الصفقات
بعد موسمين مميزين لدورتموند، انخفض مستوى الفريق تدريجياً. بدأ الفريق يتأرجح في جدول الترتيب طوال ثلاث سنوات، الأمر الذي جعل كلوب يركز على بطولة دوري الأبطال لاحتواء غضب الجماهير ونيران الصحافة. تحقق مراد كلوب في أول سنة من التأرجح إذ تمكن «أبناؤه» من الوصول إلى نهائي ويمبلي عام 2013 لملاقاة غريمهم البافاري، وذلك بعدما صرعوا كتيبة جوزيه مورينيو في النصف نهائي بحصيلة 4-3. حلم الجمهور الأصفر تبدد أمام إصرار البافاريين الذين كانوا قد خسروا النهائي السابق أمام «البلوز»، فتمكنوا بالتالي من الفوز على دورتموند بنتيجة 2-1 بعد هدف متأخر لآريين روبن. آبين التذوق من الكأس نفسه مرتين متتاليتين. فوز البافاريين لم يشفِ لوعة السنتين الماضيتين. أرادوا حرق قلوب الجماهير الصفراء وإحداث الخلل في منظومة بروسيا دورتموند المتينة، فكان لهم ما أرادوا بعد. خطفوا نجمهم الأول وهدافهم روبرت ليفاندوفسكي في صفقة مجانية كانت كفيلة لدخول النجم البولندي لائحة أكثر اللاعبين الخونة في تاريخ كرة القدم من الباب الواسع. استطاع دورتموند أن يعوّض «ليفا» بصاروخ الغابون بيير ايميريك اوباميانغ، حاول كلوب من خلاله ترميم الفراغ الذي خلفه انتقال نجمه السابق إلى الغريم الأزلي دون جدوى. بعد ثلاث سنوات من الجفاف في النادي الأصفر، التحق غوتزه بزميله البولندي. بقي ماركو رويس يقاتل وحيداً أمام المال، الأمر الذي كبّد كلوب خسارته لاستقرار غرفة الملابس واستهجان المشجعين الصفر، ما أجبر كلوب على تقديم استقالته عام 2015 بعد موسم مخيب قبع دورتموند فيه في المركز السابع. تبدلت الأحوال.
إذاً، ذهب الرجل الذي أعاد دورتموند إلى الواجهة. ماذا الآن؟ لا مدرب ولا لاعبين ولا نية للبذخ. رويس والجمهور لا يزالان يحاربان وحدهما. عام 2015 خلف توماس توخيل مواطنه يورغن كلوب بعد أن سبق وخلَفه أيضاً في ماينز. أدرك توخيل صعوبة الوضع فلم يتأخر بترميم الثغرات، واستطاع استقطاب كل من كاسترو، فيغل وبوليزيتش لتعويض فراغ غوندوغان، مخيتاريان والقائد ماتس هوميلز، قدم دورتموند الذهبية التي بترها البايرن مجدداً. انتقال القائد السابق لدورتموند جعله يتجاوز ليفاندوفسكي في القائمة الآنف ذكرها. استطاع توخيل أن يقدم كرة جيدة، وقارع البايرن على قدر المستطاع، لكنه فشل في تحقيق اللقب. في الموسم اللاحق استقطب كل من عثمان ديمبيلي، مارك بارترا و رافاييل غيريرو الذين ساهموا بزيادة قوة الفريق وقادوه للتتويج بكأس ألمانيا بعد الفوز على فرانكفورت 2-1. فرحة الجماهير باللقب الأول منذ خمس سنوات لم تدم أكثر من 3 أيام بعدما طُرد المدرب توخيل بسبب توتر العلاقة مع رئيس النادي. ذهب توخيل إلى باريس سان جيرمان وتسلم لوسيين فافر الشعلة، بانتظار ما سيحققه المدرب السويسري في القلعة الصفراء بعدما قدمه المدرب من مستويات مميزة مع نيس. سيحاول فافر إكمال النجاح على منوال توخيل محاولاً إبرام بعض الصفقات التي تلائم طريقة لعبه، لكن هل ستؤمن إدارة دورتموند له الميزانية الكافية لعودة «المارد الأصفر» إلى الواجهة الأوروبية ومقارعة بايرن ميونخ من جديد؟ أم أنّ سياسة تحويل المواهب الشابة إلى نجوم لامعة ثم بيعها بمبالغ خيالية للاستفادة من عائداتهم المالية باتت الهدف الرئيسي لإدارة النادي؟ أسئلة سنكتشف أجوبتها مع بداية الدوري الألماني الذي سينطلق في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2018. لكن لا شيء مطمئناً حتى الآن.