ومن النقاط السلبيّة لمنتخب لبنان خلال اللقاء، كانت إصابة اللاعب إيلي شمعون، والتي من المتوقع أن تبعده عن الملاعب لفترة تتجاوز الستة أشهر. ويعتبر شمعون من اللاعبين المهمين لمنتخب لبنان ونادي بيروت، كونه قادراً على التسجيل من المسافة البعيدة (3 نقاط)، كما لديه القدرة على اللعب في المركزين (1) كصانع ألعاب، و(2) كلاعب مسجّل من داخل المنطقة ومن خارجها. وفور انتهاء اللقاء قام المدرب سوبوتيتش ومساعده مروان خليل بالاطمئنان على حالة شمعون، واستدعى سوبوتيتش اللاعب نديم سعيد لتعويضه في المباريات اللاحقة للمنتخب في نيوزيلندا.
حقق المنتخب اللبناني فوزه الثاني على الصين من أصل 15 مواجهة جمعت الفريقين، وثأر اللبنانيون لخسارتين أساسيتين أمام الصين في نهائي بطولة آسيا عام 2001 التي أقيمت في شانغهاي الصينية، ونهائي البطولة ذاتها أيضاً عام 2005 في قطر. المنتخب اللبناني بات الآن متصدراً للمجموعة برفقة منتخب نيوزيلندا، وطريق التأهل إلى الصين 2019 بات سالكاً إذا ما حافظ اللاعبون على تركيزهم خلال المباريات المتبقية، خاصة أمام نيوزيلندا وكوريا الجنوبية، وهما المبارتان الأصعب، كون المنافسة ستكون بين هذه الفرق على المقاعد الثلاثة المؤهلة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، والتي يتأهل إليها 7 منتخبات من قارة آسيا وأوقيانيا، وتلعب بين 31 آب و15 أيلول من عام 2019.
يواجه منتخب لبنان نيوزيلاندا يوم الاثنين 10 صباحاً بتوقيت بيروت
فور انتهاء مباراة الصين، غادرت بعثة منتخب لبنان سريعاً (فجر الجمعة) إلى نيوزيلندا لمواجهة أصحاب الأرض هناك ضمن تصفيات كأس العالم أيضاً، وذلك يوم الاثنين المقبل (17/9/2018) الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت بيروت. ومن المتوقع أن تكون مباراة لبنان ونيوزيلندا صعبة على المنتخب اللبناني لعدّة عوامل، أوّلها عامل الإرهاق الذي أصاب اللاعبين اللبنانيين بعد مباراة قويّة مع الصين، شهدت شوطاً إضافياً. كما أن السفر لمدة 25 ساعة متواصلة من بيروت إلى نيوزيلندا سيكون لديه تأثير كبير على اللاعبين اللبنانيين وحتى الجهاز الفني، الذين لا يملكون سوى 24 ساعة للراحة والتجهيز للمباراة. والأكيد أن المدرب سلوبودان سوبوتيتش سيعتمد على تشكيلته الأساسيّة وعلى رأسها علي حيدر وآتر ماجوك، إضافة إلى أمير سعود وأحمد ابراهيم، على أن يلعب كل من شارل تابت ودانيال فارس دوراً مهماً في تعويض علي حيدر وآتر ماجوك، كذلك سيلعب رودريغ عقل أيضاً دوراً أساسياً في إراحة أمير سعود الذي سيلعب كصانع ألعاب، إضافة إلى جاد خليل.
مدرب المنتخب سوبوتيتش، والجهاز الفني، سيكون لهم دور كبير في مباراة نيوزلندا كون اللاعبين بحاجة إلى عمل كبير خلال فترة قصيرة، وبالتالي فإن عامل الجهوزية البدنية والذهنية ستكون أمراً مهماً. والأساسي أن عمليّة تدوير اللاعبين الذين سيشاركون في اللقاء هي الأهم، للحفاظ على اللياقة البدنية، وتجنب المزيد من الإصابات، التي في حال حصولها ستشكل ضربة كبيرة للمنتخب الذي يغيب عنه 4 لاعبين أساسيين أصلاً.
الأمر المهم قبل مواجهة نيوزيلندا هو المعنويات العالية التي يتمتع بها لاعبو المنتخب والجهاز الفني، بعد الفوز على الصين وكسر العقدة. والأكيد بالنسبة إلى اللبنانيين اليوم أن الصين لم يعد ذلك الخصم الصعب، أو كما كان يُعرف بالـ«بعبع» لمنتخبات آسيا. لبنان فاز على الصين وتجاوز إيران المنتخب القوي في أكثر من مباراة خلال السنوات الماضية. كبوة بطولة آسيا الأخيرة 2018 والتي لعبت على أرض لبنان ذهبت اليوم، واستعاد المنتخب الأول عافيته في تصفيات كأس العالم. وهذه جميعها عوامل تؤكد أن الأداء الضعيف في آسيا مرده إلى عدم انسجام اللاعبين مع المدرب الليتواني راموناس بوتاوتاس حينها، من دون أن ننسى فترة التخبط الاتحادي في تلك المرحلة. قائد المنتخب إيلي رستم استعاد مستواه، وعافيته البدنية والنفسية مع المدرب الوطني باتريك سابا في الفترة السابقة، واليوم مع سلوبودان سوبوتيتش. علي حيدر تحرر من الضغوط واستعاد حاسة التهديف، والقتال تحت السلّة. أمير سعود يعلب بمستوى عال، وكذلك آتر ماجوك. المنتخب سيواجه نيوزيلندا بمعنويات عالية ستساعده على تحقيق نتيجة إيجابيّة، رغم صعوبة المهمة. وذلك قبل أن يرحل لمواجهة كوريا الجنوبية في 29 تشرين الثاني المقبل، ومن ثم يواجه الصين على ملعبها في 2 كانون الأول/ديسمبر، ويعود بعدها ليستقبل نيوزلندا وكوريا الجنوبية في مجمع نهاد نوفل في لبنان في 22 و25 شباط/فبراير 2019 على التوالي.
نجح المدرب اليوناني في اختباره الأول مع المنتخب، وبالتالي فإنه سيراكم على هذا الإنجاز المهم، فالفوز على الصين سيساعد المنتخب في مرحلة التصفيات خاصة وأن «التنين» بات بعيداً عن لبنان بـ 3 انتصارات، وبالتالي فإمكانية أن ينهي منتخب لبنان التصفيات في المركزين الأوّل والثاني باتت أكبر، إذا ما حافظ اللاعبون على التركيز. وسيستفيد سوبوتيتيش في مباريات كوريا الجنوبية والصين في تشرين الثاني وكانون الأول من عودة عرقجي ومزهر في مركز صناعة الألعاب، إضافة إلى جان عبد النور الذي يعطي دفعاً كبيراً على مستوى الدفاع، وباسل بوجي الذي يريح علي حيدر رفقة شارل تابت. تجاوز المنتخب اللبناني الصعب، وفاز وسط الغيابات الكثيرة، والأكيد أن المباريات المقبلة ستكون أكثر راحة للمدرب واللاعبين، والانسجام سيزداد مع الوقت بين المدرب صاحب الشخصية القويّة والخبرة الطويلة في الملاعب الأوروبية، واللاعبين المتحمسين لصنع إنجاز للبنان وإعادة أمجاد السنوات الماضية، من دون إغفال الدعم الكبير من الاتحاد اللبناني للعبة، والجماهير التي حضرت بأعداد غير مسبوقة والتي ستواكب المنتخب في لبنان وفي المباريات الخارجية.