التوتّر بين جمهوري النجمة والوحدات كان كبيراً قبل المباراة وخلالها، وهو أمرٌ كان واضحاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ودخلت على الخط جماهير أخرى بينها الفيصلي الأردني، خصم الوحدات اللدود، والأنصار اللبناني، منافس النجمة التاريخي، ومشجعو الفريقين دعموا النادي المنافس لمن يمثّل بلديهما، وهو أمرٌ مشروعٌ بين الجماهير طالما أن الأمور تبقى في حدّها الطبيعي. خلال المباراة، كان لألتراس «سوبرنوفا» النجماوي رسالة للفيصلي والوحدات والأنصار، والأخيرين لم يسلما من الشتائم على المدرجات. لكن على الرغم من هذا التوتّر، كان الحدث خارج الملعب، بمنع دخول عدد من مشجعي الوحدات من الفلسطينيين واللبنانيين إلى المدرج المخصص لهم. أحد المشجعين نشر فيديو له وهو يقف في ساحة الملعب، يقول فيه إن الاتحاد اللبناني لكرة القدم (التنظيم كان لنادي النجمة) منع دخول الفلسطينيين المقيمين في لبنان إلى الملعب لمتابعة المباراة بين النجمة والوحدات، في حين دخل الفلسطينيون الأردنيون بشكلٍ طبيعي. الفيديو انتشر بشكلٍ كبيرٍ على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الوسط الإعلامي، ما استدعى توضيحاً من إدارة نادي النجمة، التي أشارت في بيانٍ لها إلى أن عدداً من المشجعين «الذين سبق أن مارسوا الشغب في مباريات دولية كان النجمة طرفاً فيها» مُنعوا من الدخول إلى المدرجات، «بناء على معلومات وصور تم التأكّد منها بالتنسيق مع القوى الأمنية». واعتبرت الإدارة أن «عناصر مدسوسة» تسلّلت إلى الملعب في الشوط الثاني من المباراة وقامت برشق الحجارة باتجاه المنصة الرئيسية، «الأمر الذي تسبّب عن قصد وسابق إصرار وتصميم بتكبيد النادي غرامات مرتفعة»، وهو ما ستلاحقه قضائياً.
لا يحقّ للمنظمين منع دخول مشجعين لنادي الوحدات إلى الملعب مهما كانت هويّتهم
خلال المباراة، دخل عددٌ من المشجعين إلى مدرج الوحدات، وصاروا يتقاذفون الحجارة مع الحاضرين في المنصة (هم من مشجعي نادي النجمة)، قبل أن يتواجهوا مع بعض مشجّعي النجمة الذين انتقلوا من المدرج المخصص لهم إلى المدرج الأردني، حتّى فرّقتهم القوى الأمنية، في ظل محاولة نحو 200 شخص من المشجعين النجماويين الوصول إلى المدرج الوحداتي.
مصدرٌ نجماوي كان مشاركاً في التنظيم أشار في حديث إلى «الأخبار» إلى أن عدداً من مشجعي الوحدات دخلوا إلى المدرج المخصص لهم، بعد التعريف عنهم من قِبل أحد مسؤولي النادي الأردني بالتنسيق مع نادي النجمة، والمنع جاء لمن حاول الدخول مجاناً من غير هؤلاء. كما يؤكّد المصدر أن عدداً من مشجعي الأنصار دخلوا أيضاً بعد شرائهم للبطاقات، وأن الذين دخلوا خلال الشوط الثاني سُمح لهم بالوصول إلى مدرج الوحدات بعد تعليمات لعناصر الجيش اللبناني بعدم وجود أي مشجع في ساحة الملعب. وحسب المصدر، فإن رفع سعر بطاقة الدرجة الأولى للجمهور الوحداتي كان لمنع دخول مشجعين لبنانيين غير نجماويين تفادياً لوقوع أحداث شغب، «بعد العلم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بأن ثمّة نيّة للقيام بمثل هذه الأمور».
بطبيعة الحال، لا يحق للمنظمين منع دخول مشجعين لنادي الوحدات إلى الملعب مهما كانت هويّتهم، والحديث في الشارع اللبناني عن أحقيّة منع دخول الفلسطينيين المقيمين في لبنان بسبب تشجعيهم لفريقٍ غير لبناني أمرٌ مرفوض، فالجاليات اللبنانية في الخارج وخاصةً في الخليج دائماً ما تساند فرق ومنتخب بلادها خلال المسابقات الدولية أو المباريات الوديّة، بل إن أعدادهم قد تتخطّى أعداد جمهور الفريق والمنتخب المضيف أحياناً. هذا، إلى عدم أحقية رفع سعر بطاقة الدرجة الأولى للجمهور الوحداتي إلى أكثر من ثلاثة أضعاف بطاقة الدرجة الثانية للجمهور النجماوي، لمنع حضور جماهير لبنانية غير نجماوية. عددٌ لا بأس به من جمهور النجمة دائماً ما يحضر في مباريات العهد والأنصار الآسيوية لتشجيع الفريق المنافس، وسعر البطاقة للجمهور الضيف لا يرتفع عن سعرها لجمهور النادي المضيف.
ومن المتوقع بعد كل هذه الأحداث وما جرى على المدرجات من شغب وشتائم طالت لاعبي نادي الوحدات واستعمال شماريخ، أن يتعرض نادي النجمة لغرامات مالية قاسية من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كون جميع هذه الممارسات تعتبر خرقاً للقوانين.