زار مرشح «الشعب الجمهوري» جامعته ووزّع صوراً عن شهادته للصحافيين
وكان إينجه وزعيم حزبه كمال كليشدار أوغلو قد اعتبرا محاولة الانقلاب الفاشلة مخططاً مسبقاً بعلم أردوغان، الذي استغل هذه الفرصة لإعلان حالة الطوارئ والسيطرة على المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية والقضاء، وطرد أكثر من مئة ألف شخص من مؤسسات الدولة المختلفة. وحمّل كليشدار أوغلو الرئيس أردوغان مسؤولية الوضع الذي وصل إليه غولن وأتباعه، لأنه كرئيس للوزراء كان المسؤول عن توظيف الآلاف من أتباع وأنصار الداعية في الجيش، ليصبح البعض منهم من قادة القوات المسلحة. وأدخل أردوغان عشرات الآلاف من جماعة غولن إلى أجهزة الدولة ومرافقها، وخاصة الأمن والمخابرات والتعليم والخارجية، وقدّم لهم المساعدات. واستغرب زعيم «الشعب الجمهوري» اعتقال عشرات الآلاف من أتباع غولن، وعلى جميع المستويات، وقال إن «من بين هؤلاء جنرالات في الجيش والمئات من مديري الأمن والمحافظين وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال والصحافيين، ولكن ليس بينهم أي سياسي، والسبب هو أن أردوغان هو السياسي الأكبر المسؤول عن كارثة ومصيبة غولن، الذي كان حليفه ورفيق دربه في العقيدة الدينية».
وضمن سلسلة الاتهامات المتبادلة بين أردوغان وإينجه، يذكّر الأخير في كل خطاب له بأن أردوغان «أوصل اقتصاد تركيا إلى حافة الإفلاس، وهو لا يفهم إلا بالحجارة، فهو يحفر الأنفاق ويمد الطرقات ويبني الجسور ولكنه لم يبن حتى الآن أي مصنع، بل هو باع جميع مصانع ومعامل الدولة والسدود والموانئ». ورد أردوغان أمس بالقول «إنني درست العلوم الاقتصادية وإينجه لا يفهم أي شيء، فيما الاقتصاد يحتاج دائماً إلى قرارات شجاعة والتفكير بمشاريع كبيرة». وأثارت أقوال أردوغان هذه نقاشاً جدياً في الشارع وعبر شبكات التواصل الاجتماعي. وطلب إينجه من أردوغان إبراز شهادته الجامعية التي قال إنها غير موجودة، وإن أردوغان لم يتخرّج في أيّ كليّة. وكان إينجه وعدد آخر من السياسيين قد ناشدوا اللجنة العليا للانتخابات الكشف على شهادة أردوغان الجامعية باعتبارها أحد شروط الترشح لانتخابات الرئاسة. ولم تردّ اللجنة حتى الآن على هذه الدعوات، كما لم تردّ رئاسة الجامعة التي يفترض أن أردوغان درس فيها. وفي المقابل، زار إينجه أمس الجامعة التي تخرّج فيها في مدينة باليكسير غرب البلاد، والتقى مع زملاء الدراسة، ووزع صوراً لشهادته الجامعية، على الصحافيين، من كلية العلوم الفيزيائية والكيميائية.