ماي: حان الوقت لإبرام اتفاق في شأن بريكست
من جهتها، أكّدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قبيل ساعات من انطلاق القمّة، أنّ «الفرص لا تزال متاحة للتوصّل إلى اتّفاق خروج يكون جيّداً وقابلاً للاستمرار في آن معاً». وكانت أجواء التشاؤم قد سادت على القادة الأوروبيين، فقد صرح رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، بأن «غياب اتفاق بين لندن وبروكسيل بات أمراً مرجحاً أكثر من أي وقت مضى»، مشيراً إلى أن «البريكست أكثر تعقيداً مما يتصوره البعض»، وأنه «على الاتحاد الأوروبي أن يستعد لسيناريو خروج بريطانيا منه من دون اتفاق يحكم العلاقات التجارية والمالية والاقتصادية بين الجانبين». كما صرحت ميركل أنه «للأسف علينا الاستعداد لكافة السيناريوات بما فيها البريكست الصعب. بينما صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه «على رغم اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق إلا أن فرنسا مستعدة لجميع السيناريوات».
أما المستشار النمسوي سباستيان كورتس، الذي تتولي بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، فقد صرح بأنه «لا بديل أمام بريطانيا والاتحاد الأوروبي غير التوصل إلى اتفاق»، مؤكداً أن الجميع يقوم بكل ما في وسعه من أجل تجنب وقوع «بريكست صعب». ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن وزير الخارجية الإيرلندي سايمون كوفيني، قوله إن «ما قاله ميشال بارنييه بوضوح هو أنّ الجانب الأوروبي مستعد لإعطاء مزيد من الوقت خلال الفترة الانتقاليّة لإيجاد حلّ بديل عن ذلك الموجود حالياً على الطاولة». لكنّ دبلوماسياً أوروبياً قال إنّ «هذا ليس حلّاً قائماً بذاته. هذا لن يحلّ بطريقة عجائبيّة مشكلة الحدود. كل ما قاله هو أنّه من بين الفرضيات المطروحة تم الدفع قدماً بهذه». ووفق دبلوماسي أوروبي آخر فإنّ هذا المقترح «ليس مطروحاً فعلياً على طاولة المفاوضين»، مشيراً إلى أنّ هذا الاقتراح دونه مشكلة سياسية بالنسبة إلى المملكة المتّحدة التي سيكون عليها احترام قواعد الاتّحاد الأوروبي في حين أنّها لن تكون عضواً في الاتّحاد.
يبدو أن لندن وبروكسيل باتا قريبين من الوصول إلى اتفاق، إذ نجحتا بالفعل في الوصول إلى نص أولي تم إقراره من قبل القادة الأوروبيين في كانون الأول/ ديسمبر 2017 يتضمن الخطوط العريضة لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، غير أن الدخول في التفاصيل يبدو أكثر تعقيداً وهو ما عرقل وصول الجانبين إلى اتفاق حتى الآن، بعد مرور عشرة أشهر على الاتفاق الأول.