يتنافس على خلافة ماي 13 نائباً «مُحافظاً» أبرزهم بوريس جونسون
لكن يبدو أن مغادرة تيريزا ماي «العاطفية» لم تثر مشاعر الكثيرين من متابعي المشهد السياسي البريطاني، بما في ذلك وسائل الإعلام المحلية التي احتفت باستقالتها، على اعتبار أن الفوضى الكبيرة التى طغت على المملكة المتحدة طوال فترة المفاوضات مع بروكسل كانت بسبب «إدارة ماي السيئة». وقد أدت هذه الفوضى إلى استقالة عدد من كبار حزب «المحافظين» رفضاً لخطة ماي المتعلقة بالخروج. وما ضاعف المأزق أيضاً أن حزبَي «المحافظين» و«العُمّال» سجّلا خسائر فادحة في الانتخابات المحلية البريطانية التي أجريت بداية الشهر الماضي، لصالح حزبَي «الديموقراطيين الأحرار» و«الخُضر». إذ خسر حزب ماي أكثر من 20 من المجالس المحلية وأكثر من 1000 مقعد، في ظلّ معاقبة الناخبين له على أدائه في ملف «بريكست».
ولم تتوقف الخسائر هنا، ففي انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت قبل حوالي أسبوعين، وشاركت فيها الأحزاب البريطانية رغماً عنها نظراً لأن «بريكست» قد أُجّل، لمع نجم حزب «بريسكت» برئاسة نايجل فاراج، زعيم حزب «استقلال المملكة المتحدة» السابق، والذي كان نواة فكرة الخروج بالأساس. وتمكّن فاراج من الاستفادة من غضب البريطانيين تجاه الأحزاب الرئيسية، وحاز حزبه دعماً كبيراً مكّنه من تحقيق مكاسب في تلك الانتخابات، التي مثلت رسالة قاسية للقادة البريطانيين، وعلى رأسهم تيريزا ماي.
ومع دخول استقالة ماي حيز التنفيذ، يبدأ سباق شرس بين أعضاء «المحافظين» على خلافتها، ومن ثم استئناف محادثات الخروج مع التكتّل الأوروبي، والتي من المتوقع أن تكون أكثر صرامة، خصوصاً وأن خليفة ماي المرتقب سيسعى إلى تجنب تبني النهج نفسه الذي يعتبره الكثيرون، ومنهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «ليّناً» مع التكتل. ويتنافس على خلافة ماي 13 نائباً «مُحافظاً»، أبرزهم وأقربهم للفوز، بوريس جونسون، الذي تعهد بإخراج البلاد مهما كان الثمن، حتى وإن كان معنى ذلك الخروج من دون صفقة.