وتسعى الصين، التي تشترك بحدود بطول 76 كيلومتراً مع أقصى الطرف الشمالي الشرقي لأفغانستان، إلى تشجيع جهود السلام الأفغاني. وهي كانت استقبلت، لهذه الغاية، وفداً من «طالبان» في أيلول/ سبتمبر لإجراء محادثات مع مسؤولين حكوميين. وأعربت، حينذاك، عن أملها في أن «تحافظ الولايات المتحدة وطالبان على زخم المفاوضات»، مبديةً دعمها «للحوار الداخلي والمفاوضات بين الأفغان بهدف تحقيق المصالحة الوطنية والسلام والاستقرار».
دعت الولايات المتحدة وأوروبا إلى التركيز على إعداد البلاد لإجراء حوار رسمي بين الأفغان
وأبدت «طالبان» استعدادها للمشاركة في المؤتمر الذي تستضيفه بكين، في وقت أكد فيه الناطق باسم المكتب السياسي للحركة في الدوحة، سهيل شاهين، أن رئيس المكتب، عبد الغني باردار، اجتمع بالمبعوث الصيني الخاص إلى أفغانستان، دينغ زي جون، والسفير الصيني لدى قطر، وناقشوا «عقد مؤتمر أفغاني مقبل في بكين وقضايا متعلقة بتسوية المشكلة الأفغانية» في 29 و30 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. ولفت شاهين إلى أن أيّ مشاركة لمسؤولين أفغان في العاصمة الصينية ستكون على أساس أنهم يمثلون أنفسهم فقط، موضحاً أن «كل المشاركين سيحضرون (المؤتمر) بصفة شخصية، وسيقدّمون آراءهم الشخصية للتوصل إلى حلّ للمشكلة الأفغانية». وفي حين لم تؤكد الصين أو تنفِ استضافة هذه المحادثات، إلا أن ناطقة باسم وزارة الخارجية قالت في مؤتمر صحافي، يوم أمس، إن بلادها «مستعدة للمساعدة وتسهيل» أي عملية سلام في أفغانستان «على أساس احترام رغبات جميع الأطراف». من جانبها، قالت وزارة السلام الأفغانية، في بيان، إن «المحادثات جارية» مع الحكومة الصينية لعقد قمة محتملة، معربةً عن الترحيب بها «مبدئياً» من دون أن تلتزم بإرسال أي مسؤول. وجاء في البيان: «احتراماً للمعايير المقبولة، سيتم اتخاذ قرار في ما يتعلق بالمشاركة في هذا المؤتمر»، فيما اشترط شاهين حضور مسؤولين حكوميين غير بارزين. بدورها، أصدرت الولايات المتحدة وأوروبا بياناً مشتركاً دعت فيه الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته، أشرف غني، والقادة الأفغان، إلى التركيز على إعداد البلاد لإجراء حوار رسمي «بين الأفغان وطالبان، بما في ذلك تسمية فريق تفاوضي شامل ووطني»، كما دعا البيان «جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات فورية وضرورية لخفض العنف وعدد القتلى من المدنيين».