وكي تكتمل الرواية، لا يغفل المؤلّف التطرّق إلى حالة الموظفين وصعوبة تعاملهم مع شخصية ترامب. مثلاً، يتطرّق إلى استيقاظ المسؤولين الكبار في الصباح وهم «في حالة من الذعر الكامل»، بسبب تصريحات عاصفة أدلى بها الرئيس ليلاً، عبر موقع «تويتر». «الأمر يشبه الظهور في دار المسنّين عند الفجر لتكتشف أن عمّك المُسنّ يجري في الفناء من دون سروال، ويلعن بصوت عالٍ طعام الكافيتريا، بينما يسعى الحاضرون القلقون إلى الإمساك به»، يقول الكاتب. ويواصل وصف الحالة، مضيفاً: «أنت متفاجئ، مستمتع ومُحرَج في الوقت ذاته. الفارق أن عمّك لن يقوم بذلك كل يوم على الأرجح، وكلماته غير مسموعة، وليس عليه أن يقود حكومة الولايات المتحدة، عندما يرتدي سرواله». لا ينتهي الأمر هنا، وربما لا يخرج الكتاب عن الصورة المتعارف عليها عن ترامب، عندما يصوّره على أنه يُدلي بتعليقات عنصرية، وكارهة للنساء خلف الكواليس. في هذا الإطار، يقول المؤلّف: «جلست وسمعت بشكل غير مريح عندما كان يتكلّم (ترامب) عن مظهر المرأة أو أدائها». ويضيف: «يعلّق على التبرّج. يسخر من الوزن. ينتقد الثياب. يشكّك في صلابة النساء الموجودات ضمن الدائرة المحيطة به أو القريبة منه. يستخدم كلمات مثل «يا حبيبتي» (sweetie) و«يا حلوتي» (honey) لمخاطبة مهنيات بارزات». أما في ما يتعلق بعنصرية ترامب، فيدّعي المؤلف أن هذا الأخير حاول تقليد لهجة ذوي الأصول اللاتينية، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، للشكوى من المهاجرين الذين يعبرون الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. «نرى النساء يدخُلن مع حوالى سبعة أطفال»، قال الرئيس، مضيفاً: «يقُلن أوه أرجوكم ساعدونا! زوجي تركني! إنهنّ بلا فائدة. لا يفعلن أي شيء لبلادنا. على الأقل في حال دخلن مع أزواجهن، يمكننا أن نضعهم في الحقل لقطف الذُّرة أو شيء ما».
سياسياً، يؤكد الكاتب أن ترامب غير قادر على قيادة الولايات المتحدة عبر أزمة دولية هائلة، واصفاً كيف أنه لا يكترث بالإحاطات التي تقدمها الاستخبارات والأمن القومي. كذلك، يفترض الكاتب أن «الأخصام ينظرون إليه على أنه بسيط وسهل، معرّض للإطراء والتلاعب بسهولة». وهنا، يشير إلى أنه «بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي، في عام 2018 من قبل الوكلاء السعوديين، قال ترامب لمستشاريه إنه سيكون مجنوناً لو وقف ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان». ووفقاً للمؤلّف، سأل ترامب مستشاريه: «هل تعلمون كم سيكون من السذاجة الدخول في هذه المعركة؟»، مضيفاً أن «سعر برميل النفط سيصل إلى 150 دولاراً. يا إلهي. كم سأكون غبياً».
يشبّه الكاتب ترامب بطفل متهوّر وبمُسنّ يجري من دون سروال
بالرغم من كل ذلك، أشارت صحيفة «ذي واشنطن بوست» إلى أن الكتاب المؤلف من 259 صفحة، يحتوي على مجموعة من الادّعاءات المثيرة للدهشة، والتي لم يتم تدعيمها بأدلة، مثل القول إن غالبية الإدارة كانت جاهزة لإزاحة ترامب من البيت الأبيض بناءً على التعديل 25. وقد ذهب الكاتب إلى حدّ القول إن نائب الرئيس مايك بنس كان داعماً للخطوة. ولكن هذا الأخير نفى ذلك، أول من أمس، واصفاً الكتاب بالـ«مروّع». وقال للمراسلين: «خلال وجودي كنائب للرئيس لم أسمع أبداً شيئاً عن التعديل 25. ولماذا قد أسمع؟».
من جهة أخرى، يصف المؤلف ترامب بأنه يخاف من الانقلابات ضدّه، وهو غالباً ما يشتبه بموظفيه الذين يدوّنون الملاحظات. وتعقيباً على كل ما تقدّم، يقول المؤلّف ــ المسؤول الكبير في الإدارة الأميركية ــ «لست مؤهّلاً لتشخيص أهلية الرئيس العقلية»، مضيفاً أن «كل ما يمكنني أن أخبركم به هو أن الأشخاص العاديين الذي يمضون وقتاً مع دونالد ترامب لا يشعرون بالراحة لما يشهدونه. هو يتعثّر، يشتم ويرتبك». وإذ يشير إلى أنه «يهتاج بسرعة، ولديه مشكلة في ربط المعلومات»، يختم بالقول إن «هؤلاء الذين يدّعون العكس يكذبون على أنفسهم وعلى البلد».