في تقرير نشرته وكالة «رويترز» أمس، قال ديميترييف إن «وزارة الصحة الروسية تتبع الإجراءات الصارمة واللازمة كافة قبل الموافقة على اللقاح»، مضيفاً إن نجاح روسيا في أن تكون الدولة الأولى التي توافق على لقاح فعال ضد «كورونا»، هو مشابه لعام 1957، عندما وضع الاتحاد السوفياتي أوّل قمر اصطناعي «سبوتنيك» في مدار كوكب الأرض. هذا النجاح الروسي تلقفته وسائل الإعلام الأميركية بالتشكيك والريبة، وخصوصاً أن ذكر اسم «سبوتنيك» كان له وقع شديد، إذ بسببه أعلنت الولايات المتحدة في حينها أنها ستذهب إلى القمر. وفي هذا الشأن، قالت شبكة «سي أن أن» في تقرير إنه ليس هناك دليل علمي على فعالية اللقاح الروسي، وإن روسيا لم تنشر أي دراسة أو مقالة علمية توضح نتائج الأبحاث التي قامت بها على اللقاح.
تأمل روسيا أن تنتج مع شركائها 200 مليون جرعة قبل نهاية العام
وتواصل الانتقاد ليشمل السياسة، إذ قال التقرير إن هذه السرعة في الموافقة على اللقاح هي بسبب ضغوط مارسها الكرملين على وزارة الصحة ومركز الأبحاث، لإظهار روسيا كقوة علمية وطبية عظمى. وفيما حاول الإعلام الأميركي التقليل من شأن اللقاح الروسي، أوقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤتمره الصحافي أوّل من أمس بشكلٍ غاضب، عندما واجهته صحافية بحقيقة أن الطبيبة التي دعمت دواء «هايدروكسي كلوروكوين» كعلاج فعال ضد «كورونا»، والذي قام ترامب بدوره بنشر فيديو لها وتغريدة على حسابه على «تويتر»، لها فيديوات أخرى تقول فيها إن «العلاجات الطبية ضد كورونا مصنوعة من الحمض النووي للمخلوقات الفضائية».
تأمل روسيا أن تنتج مع شركائها 200 مليون جرعة قبل نهاية العام، بحسب وكالة «فرانس برس». وفي حديث سابق لكيريل ديميترييف مع «رويترز» قبل عدة أيام، أوضح ديميترييف أن شركات الأدوية الروسية بدأت بالفعل عملية توسعة مختبراتها ومصانعها من أجل إنتاج أكبر كمية ممكنة من اللقاح في حال الموافقة عليه. غير أن اللافت هو ما قاله عن «مناعة القطيع»، حيث أوضح أنه من أجل تأمين هذا الفعل في روسيا التي يبلغ عدد سكانها 144مليون نسمة، سيتوجب على روسيا تلقيح ما بين 40 و50 مليون مواطن. هذا الأمر يعني أن عدم القدرة عالمياً على إنتاج لقاح لحوالى 8 مليارات بشري دفعة واحدة، في الواقع، ليس خطراً، إذ إن تلقيح جزء كبير من المواطنين في أي دولة كاف لتحصيل المناعة الجماعية ريثما يتم صنع لقاح لكل شخص على هذا الكوكب.