تتصرّف إدارة ترامب كأنه أُعيد فرض العقوبات الدولية على طهران، فيما يواصل المجتمع الدولي التصرّف وكأن شيئاً لم يكن. وتشدّد واشنطن على أنه تمّ تمديد الحظر على الأسلحة «إلى ما لا نهاية»، وأن العديد من الأنشطة المرتبطة ببرامج إيران النووية والصاروخية باتت الآن هدفاً لعقوبات دولية. لكن دبلوماسياً في الأمم المتحدة أكد أن «لا شيء سيحدث»، مضيفاً أن الوضع «أشبه بالضغط على الزناد من دون انطلاق الرصاصة». وندّد دبلوماسي آخر بخطوة واشنطن «الأحادية الجانب»، قائلاً إن «روسيا والصين ستراقبان بارتياح... التداعيات المزعزعة للاستقرار بدرجة هائلة»، للخلاف بين واشنطن وشركائها الأوروبيين. أمّا مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي، فقد ندّد بالقرار. وقال: «من المؤلم أن نرى كيف يمكن لدولة أن تهين نفسها بهذه الطريقة، وتعارض بهذيانها العنيد باقي أعضاء مجلس الأمن الدولي». وأضاف: «قلنا جميعنا بوضوح في آب/ أغسطس إن ادّعاءات الولايات المتحدة بشأن إطلاق سناب باك غير شرعية. هل واشنطن صمّاء؟».
دبلوماسيون: روسيا والصين ستراقبان بارتياح التداعيات المزعزعة للاستقرار
هذا التوتّر من المتوقع أن يواصل منسوبه الارتفاع في حال نفّذت الولايات المتحدة، بالفعل، تهديدها بفرض عقوبات ثانوية على الجهات التي لا تلتزم بالتدابير الجديدة بحق إيران. وعلى هذا الصعيد، تعهّد بومبيو، الذي كان قد ندّد، بشدّة، بفرنسا وبريطانيا وألمانيا، متّهماً إياها بـ«الانحياز إلى آيات الله» الإيرانيين، بأن يتمّ الإعلان، خلال أيام، عن الإجراءات التي ستُتخذ بحق «منتهكي» العقوبات. واتّهم بومبيو، أمس، الأوروبيين بعدم القيام بأيّ جهد لمنع تجارة الأسلحة مع إيران. وفي حديث مع شبكة «فوكس نيوز»، أشار على سبيل المثال إلى الوضع في لبنان. وقال: «الجميع يريد أن يكون لبنان في وضع أفضل». لكنه أضاف: «هذه الأسلحة التي ستبيعها إيران ستصل إلى أيدي حزب الله وستجعل الحياة أسوأ بالنسبة إلى اللبنانيين».
وفيما من المتوقع أن يتطرّق ترامب إلى تفاصيل تلك الإجراءات الثانوية، خلال خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة غداً، أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن الولايات المتحدة ستفرض، اليوم، عقوبات على أكثر من 24 شخصاً وكياناً شاركوا في البرامج النووية والصاروخية والأسلحة التقليدية الإيرانية. وادّعى المسؤول أن إيران قد تملك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية بحلول نهاية العام، وأنّها استأنفت التعاون في مجال الصواريخ الطويلة المدى مع كوريا الشمالية، التي تملك أسلحة نووية، من دون أن يقّدم أدلّة على ادّعاءاته.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا