في المقابل، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جاد دير، أنه تمّ اتخاذ الاحتياطات «المناسبة» لحماية ترامب وفريق دعمه، بما يشمل مستلزمات الوقاية. وأضاف أن «الخطوة تلقت موافقة من الفريق الطبي باعتبارها مأمونة». غير أن رئيس دائرة الأخلاق الطبية وسياسات الصحّة في جامعة بنسلفانيا، زيكي إيمانيويل، الوجه الذي بات معروفاً على التلفزيون، وصف جولة ترامب بـ«المعيبة». وكتب على موقع «تويتر»: «جعل عناصر حمايته الخاصة في السيارة نفسها مع مريض بكوفيد - 19، ونوافذها مغلقة أيضاً، عرّضهم من دون داعٍ لخطر الإصابة بالعدوى. ومن أجل ماذا؟ حملة علاقات عامة».
عوّض ترامب حرمانه القيام بالحملة الانتخابية عبر إطلاقه عاصفة تغريدات
وإن كانت جولته هذه قد تعرّضت لكثير من الانتقادات، إلّا أنها جاءت في وقت حرجٍ لرئيس كَبّده وباء «كورونا» كلفة كبيرة على مستويات عديدة، وها هو يسابق الزمن، قبل أن يقضي الفيروس على حظوظه الانتخابية بالكامل، في ظلّ دخول معركته الانتخابية شهرها الأخير أمام منافسه الديموقراطي جو بايدن، وإصابته بالمرض الذي أدخله المستشفى وأبعده عن أكثر ما يبرع في القيام به، وهو القيام بالحملة الانتخابية.
ترامب ومستشاروه بذلوا كلّ ما في وسعهم لإثبات الاستمرارية، لكن ذلك لم يمنع تصاعُد الجدل إزاء احتمالات أن يكون الرئيس الأميركي قد عرّض العديد من الأشخاص لـ«كوفيد - 19»، الأمر الذي يبدو أنه يواصل القيام به. بل إن ما يزيد الطين بلّة، هو ما أفاد به جدول زمني عَرَضه مستشاروه وأطباؤه، عن أنّه التقى بأكثر من 30 مانحاً، يوم الخميس، في بيدمينستر في ولاية نيوجيرسي، حتّى بعد معرفة إصابة هوب هيكس بالفيروس، وقبل ساعات قليلة على إعلانه النتيجة الإيجابية لفحصه. وحضر أكثر من 200 شخص حفل جمع التبرّعات، فيما عملية تتبّع المخالطين في نيوجيرسي تنظر في احتمال أن يكون آلاف الأشخاص قد تعرّضوا للفيروس.
يأتي ذلك فيما يواصل البيت الأبيض تحوّله إلى بؤرة لتفشّي الوباء، الأمر الذي أعرب خبراء الصحة العامة عن القلق إزاءه، خصوصاً بعد الاحتفال الذي أقيم في 26 أيلول/ سبتمبر في حديقة الورود، احتفاءً بترشيح القاضية إيمي كوني باريت للمحكمة العليا. وفي هذا السياق، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كيلي ماكيناني، أمس، إصابتها بفيروس «كورونا». وكتبت على موقع «تويتر»: «بعد خضوعي لفحوص يومية منذ الخميس أظهرت عدم إصابتي بكوفيد - 19، تبيّن الإثنين أنني مصابة بكوفيد - 19، من دون أن أشعر بعوارض»، مضيفة أنها التزمت الحجر الصحي.
في هذه الأثناء، واصل ترامب تعويض حرمانه القيام بالحملة الانتخابية، عبر إطلاقه عاصفة تغريدات، بدا الهدف منها إظهار إمساكه بزمام الأمور، على رغم مرضه؛ إذ نشر 15 تغريدة بالأحرف العريضة خلال 30 دقيقة، محاولاً استقطاب الناخبين بحديثه عن "نجاحات قياسية" في ولايته الأولى، من خفض الضرائب وارتفاع الأسواق المالية وحماية حقوق حمل السلاح، إلى الحريات الدينية.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا