في الأيام الأخيرة، احتلّ المرشّح الجمهوري المنصّات وكثّف تنقلاته الانتخابية، مراهناً على حماسة أنصاره الذين يشهدون تعبئة قصوى جرّاء حملة انتخابية اتّسمت بحدّة غير مسبوقة، في عامٍ انتخابي موبوء. لكنه أعلن أنه لم يفكر في خطاب الفوز أو الخسارة بعد، على رغم أن شعوراً جيداً جداً يساوره حيال هذه الانتخابات. وفي كلمة له أثناء زيارة مركز للحزب الجمهوري في ولاية فرجينيا، أضاف: «أعتقد أن الفوز شيء سهل، أمّا الخسارة فليست كذلك»، لافتاً إلى أن وضعه جيّد في ولايات أريزونا وتكساس، و»أعتقد أن بنسلفانيا بالغة الأهمية، وكذلك فلوريدا، وسنحقّق فوزاً ساحقاً في تكساس».
سارع ترامب إلى المطالبة بـ»حقّ الأميركيين» في معرفة اسم الفائز يوم الانتخابات
بدأت مراكز الاقتراع في استقبال الناخبين في بعض الولايات الشرقية الساعة السادسة صباحاً، على أن تبدأ النتائج في الظهور بعد السابعة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة عندما تغلق مراكز الاقتراع في بعض الولايات، مثل جورجيا. وفي ظلّ كثافة التصويت المبكر، والذي تجاوز 100 مليون صوت من مجموع 230 مليون ناخب، مقارنة بـ 8.2 ملايين في انتخابات عام 2016، يستبعد معرفة النتائج مباشرة بعد إغلاق الصناديق كما في الانتخابات السابقة. في موازاة ذلك، بدت مسارات فوز بايدن واضحة وسهلة، إذ يحتاج هذا الأخير إلى الفوز بولايتَي ميشيغان وويسكونسن حيث يتقدّم بالفعل، بالإضافة إلى فوزه بإحدى هذه الولايات: بنسلفانيا أو فلوريدا أو كارولاينا الشمالية أو أريزونا، ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة. حملة المرشّح الديموقراطي بدت مطمئنة إزاء فوزه، حتى وإن لم يتمّ إعلان النتائج بشكل فوري في بعض الولايات الحاسمة. ونقلت صحيفة «واشطن بوست» عن مديرة حملته، جين أومالي، قولها: «من الواضح أننا سنفوز»، لافتة إلى أن كلّ البيانات التي بين أيديهم «تؤكد حقّاً أن هناك مسارات متعدّدة تقودنا إلى الفوز»، وأن أبسط تلك المسارات «الاحتفاظ بالولايات الآمنة (التي تصوّت عادةً للديموقراطيين)، مع إضافة عدة ولايات أخرى «نعتبرها آمنة أيضاً»، وهو ما سيوفّر لبايدن ما مجموعه 232 صوتاً من أصوات الهيئة الناخبة ستكون حاسمة لفوزه. وفي رسالة نشرها عبر موقعه الإلكتروني، وصف بايدن الانتخابات الجارية بأنها «الأكثر مفصليّة» في تاريخ الولايات المتحدة، مستعيراً شعار «حياة السود مهمّة» لمخاطبة الناخبين بالقول: «أصواتكم مهمّة». وقال إن «شخصية الولايات المتحدة على ورقة الاقتراع: الأمانة، والعلم، والديموقراطية... كلّها على ورقة الاقتراع».
في هذا الوقت، تتّجه كلّ الأنظار إلى ولاية فلوريدا التي تُعدُّ حاسمة لجهة تحديد هوية الرئيس. ومن دون الفوز بهذه الولاية التي سبق أن كسبها عام 2016، ستكون المهمّة شبه مستحيلة أمام ترامب للبقاء في البيت الأبيض. في المقابل، في حال كسب فلوريدا حيث المنافسة محتدمة جداً مع بايدن، بحسب ما تظهر استطلاعات الرأي، سينصبّ الاهتمام على بنسلفانيا، مسقط رأس المرشح الديموقراطي، حيث يتقدَّم نائب الرئيس السابق بفارق قريب من هامش الخطأ.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا