تنتهي غداً المهلة التي حدّدتها إيران لتعليق العمل بـ«البروتوكول الإضافي»
يؤرّق هذا الإجراء الدول الغربيّة المُوقِّعة على الاتفاق، والتي دعت إيران إلى تقييم «عواقبه» وخصوصاً في هذه اللحظة التي تسنح فيها «فرصة للعودة إلى الدبلوماسية». إذ يمكن مثل هذه الخطوة، بنظر هؤلاء، أن تقضي على الاتفاق النووي تماماً، ولا سيما أنها تُتوّج تصعيداً نووياً بدأ مطلع العام الجاري، بقرار رفع تخصيب اليورانيوم إلى 20%، ومباشرة طهران إنتاج اليورانيوم المعدني، تقليصاً لالتزاماتها بموجب «خطّة العمل الشاملة المشتركة». وتعليقاً على الخطوة الإيرانية، قال دبلوماسي أوروبي: «إذا فقدنا أعيننا وآذاننا على الأرض، لن تكون هناك عودة إلى الوراء». لكن أيّاً من الطرفَين لم يتراجع بعد عن إصراره على أن يتحرّك الآخر أولاً. ويخشى بايدن ووزير خارجيته، أنتوني بلينكن، مِن أن يُنظر إليهما على أنهما ضعيفان، فيما لو قدّما أيّ تنازلات بدايةً. وهذا القلق ينبع بشكل خاص من حَرَد جمهوريّي الكونغرس، الذين يحتاج البيت الأبيض إلى أصواتهم لتمرير أولويات أكثر إلحاحاً، مثل حزمة بايدن الإغاثية البالغة 1.9 تريليون دولار، وخططه الطموحة للاستثمار في البنية التحتية. ومع ذلك، أبدى بعض المتشدّدين في واشنطن عدم رضى إزاء التطورات الأخيرة، وسط قلقٍ من احتمال أن ترضخ الإدارة الأميركية في النهاية لإنقاذ صفقةٍ شارك في بلورتها عدد من كبار مستشاري بايدن في السياسة الخارجية، بمَن فيهم مبعوثه إلى إيران روبرت مالي، ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان. والنتيجة، كما يقول الخبير المحافظ في شؤون الشرق الأوسط، ريويل مارك غيريخت، لمجلة «فورين بوليسي»، «مفروغ منها»، لأن الإدارة «سترمش أوّلاً، وسترفع العقوبات المفروضة على إيران بشكل غير متناسب، بينما ستواصل الأخيرة انتهاك معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية». لهذا، يعتزم الرئيس الأميركي استخدام جهود إحياء الاتفاق النووي كنقطة انطلاق لاتفاق أوسع نطاقاً يشمل برنامج إيران للصواريخ البالستية وحضورها الإقليمي، بغية الحصول على مباركة الجمهوريين الذين لا يبدون حماسة للعودة إلى الاتفاق.
الدلائل إلى تسارع الجهود الدبلوماسية قبل المهلة التي حدّدتها إيران في الـ 23 من الشهر الجاري، ظهرت أوّلاً من خلال الاتصال النادر الذي أجرته المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، يوم الأربعاء الماضي، بالرئيس الإيراني، حسن روحاني، لتخبره أن الجمهوية الإسلامية بحاجة إلى «إشارات إيجابية» قبل إحراز أيّ تقدم. وردّ روحاني بالقول إن السبيل الوحيد للمضيّ قدماً سيكون عبر إلغاء الولايات المتحدة أوّلاً عقوباتها «غير الإنسانية وغير القانونية» على إيران. لكن مسؤولاً إيرانياً كبيراً كشف، لـ»رويترز»، أن طهران تدرس بالفعل عرض واشنطن إجراء محادثات، إلّا أنه جدّد ما جاء على لسان الرئيس الإيراني، إذ قال إنه «يمكن مناقشة آلية تسلسل زمني أساسي بالخطوات... ولكن رسالتنا واضحة للغاية: ارفعوا العقوبات وافتحوا الطريق للدبلوماسية». وفي هذا الإطار، أكّد مسؤول أوروبي، لـ»رويترز»، أن أيّ دعوات لم تُرسل ولم يتحدّد أيّ إطار زمني للاجتماع، لكن القوى العالمية تريد إحياء الاتفاق النووي بأسرع وقت ممكن، مضيفاً: «لا أعتقد أن إيران ستقول لا لأيّ محاولة عمليّة لعقد اجتماع غير رسمي مع جميع الدول حول الطاولة، سيكون أساساً لإعادة خطة العمل الشاملة المشتركة إلى مسارها الصحيح». حتى الآن، لا يوجد حلّ دبلوماسي مطروح على الطاولة. وقبل الموعد النهائي، سيحلّ المدير العام لـ»الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافائيل غروسي، ضيفاً على طهران اليوم لإجراء مزيد من المحادثات. في غضون ذلك، ترغب إيران في أن ينسّق وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عودةً متزامنة إلى الاتفاق بين طهران وواشنطن.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا