مقالات مرتبطة
-
ابن زايد في ضيافة إردوغان: «قمّة» تصفية الخسائر حسين إبراهيم
بدأ مسار التحسّن في العلاقات بين البلدين مع نهاية عام 2020
وتضيف «جمهورييات» أن الضائقة الاقتصادية الحالية التي تمرّ بها تركيا تجعلها منفتحة على كلّ أوجه التعاون، آملة في تدفّق المال الإماراتي عليها، علماً أن الدوحة لم تبخل هي الأخرى على أنقرة بالمال في أحلك الظروف. ولعلّ الظهور المشترك للرجلين، أثناء توقيع الوزراء المختصّين اتفاقيات اقتصادية في تسعة مجالات مختلفة - بعد الاستقبال الرسمي لولي عهد أبو ظبي عند مدخل قصر الرئاسة خلافاً للبروتوكول -، يُعدّ مؤشراً قوياً إلى رغبة تركيا في مبادلة الانفتاح الإماراتي بأقوى منه.
وبالنظر إلى أن آخر تبادل للزيارات بين وزيرَي خارجية البلدين كان في عام 2016، فإن المحلّلين الأتراك لا يجدون بدّاً من وصْف الزيارة الحالية بـ«التاريخية». ويربط هؤلاء بين التقارب الإماراتي - التركي وبين التطوّرات الحاصلة في المنطقة بعد رحيل ترامب، والعودة المحتملة إلى الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، والتداعيات الإقليمية المنتَظرة لذلك، وهو ما يدفع بالإمارات إلى أن تلعب دوراً يوازن الدور الإيراني بالاستعانة بالدور التركي. أيضاً، يربط المحلّلون بين قابلية تركيا للمصالحة، وشرائط الفيديو المتعدّدة التي كان ينشرها رجل المافيا التركي سادات بكر من مقرّ إقامته في الإمارات، والتي تسبّبت بمتاعب لمسؤولي حزب «العدالة والتنمية»، ولا سيما وزير الداخلية سليمان صويلو. وقد جاءت بادرة وقف ظهور بكر على الشاشات من جانب الإمارات كخطوة حسن نيّة، بحجّة أنها تسبّبت لأبو ظبي بـ«مخاطر أمنية».
وترى صحيفة «قرار» المعارضة أن ابن زايد يحمل أساساً في جعبته ملفّات تجارية، أبرزها إنشاء خطّ «ترانزيت» من الإمارات فإيران وصولاً إلى تركيا، ليكون بديلاً من الخطّ البحري المارّ في قناة السويس إلى مرسين، والذي يستغرق المرور عبره 20 يوماً، بينما المرور عبر إيران يستغرق أسبوعاً. وتضيف الصحيفة أن الإمارات مهتمّة بالإنتاج الصناعي العسكري لتركيا، مشيرة إلى أنه حتى في ذروة التأزّم السياسي لم تنقطع العلاقات التجارية بين البلدين. وتعتبر صحيفة «يني شفق» الموالية، والتي كانت رأس حربة ضدّ الإمارات، من جهتها، أن مجرّد حصول اللقاء الحالي بين إردوغان وابن زايد بعد آخر لقاء بينهما في شباط 2012، خطوة مهمّة. وإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية والثنائية، فإن الملفّ الأهمّ في المحادثات، بحسب الصحيفة، هو العلاقات التجارية.