مقالات مرتبطة
توحي تصريحات رئيس وزراء العدو بأنّ إسرائيل أنهت جولات تكلّلت بانتصارات ساحقة على إيران
كذلك، توحي تصريحات رئيس وزراء العدو بأن إسرائيل أنهت للتوّ جولات ومعارك تكلّلت بانتصارات ساحقة على إيران، يراد اليوم التأسيس عليها للانتقال إلى مرحلة جديدة، تهدف إلى إسقاط النظام، فيما الواقع يكشف النقيض تماماً. فإسرائيل، بمسؤوليها وخبرائها ومُعلّقيها وخلاصات مراكزها البحثية، تقرّ، مباشرة وغير مباشرة، بأن عقدَين من الزمن في أقلّ تقدير، انتهيا إلى فشل إسرائيلي بيّن، على رغم كلّ الخيارات التي تمّ سلوكها على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والأمنية، بأيدٍ إسرائيلية أو أميركية. ويُضاف إلى ما تَقدّم أن الرهان الأخير لتل أبيب، والمتمثّل في جرّ واشنطن إلى مواجهة عسكرية مع طهران، آل إلى العجز عن حمْل الولايات المتحدة على تبنّي هذه المقاربة، وهو ما يُعزى، من ضمن أسباب أخرى، إلى قوّة الردع الإيرانية.
إزاء ذلك، وبينما تتحضّر تل أبيب لليوم التالي للاتفاق الذي ترى أنه بات مسألة وقت، يَجدر التذكير بأن إسرائيل لم تحارب إيران من منطلق سعْي الأخيرة إلى استحصال القدرة النووية فحسب، بل أساساً لأن النظام الإيراني يرى أن عداءه للكيان العبري هو جزء لا يتجزّأ من هويّته، وهو الذي سيتحكّم بتلك القدرة. وفي حال الفشل الإسرائيلي في منْعه من امتلاكها، فستكون لذلك تداعيات وسلبيات تسعى تل أبيب إلى حصْرها، وهو ما يعني انطلاق جولة جديدة من الصراع وإن بأشكال مختلفة. وفي هذا الإطار، قال بينت، في خطابه أمام «الكنيست»: «ما تفعله بنا إيران، يجب أن نفعله بها»، في إشارة إلى دعْمها لقوى المقاومة في المنطقة، والذي بات يمثّل تهديداً للعمْق الاستراتيجي للكيان، من شمال فلسطين المحتلة إلى جنوبها. وإذ يريد رئيس وزراء العدو إيصال رسالة بأن إسرائيل ستسعى إلى استنزاف إيران، تنبئ المقارنة مع المحطّات والمنعطفات التاريخية بين الجانبين، بأن تل أبيب إنّما تركض خلف مزيد من الشيء نفسه؛ فهي لم تترك وسيلة سابقاً إلّا ولجأت إليها، ما يعني أنها لا تمتلك خيارات دراماتيكية، ولا هي قادرة على فرْض حصار على دولة بحجم ايران، كما أنها قاصرة عن دفع الأميركيين إلى ما لا يريدونه بناءً على موازنة لديهم بين ارتفاع الكلفة ومحدودية الجدوى. باختصار، دون ترجمة تهديدات بينت، عقبات لا تملك إسرائيل حلّاً لها، أو في الحدّ الأدنى كثير من القيود والأسئلة المفتوحة المرتبطة بالسقوف والخطوط الحُمر القائمة في المنطقة، والتي سيكون لتجاوُزها أثر سلبي على أيّ اتفاق نووي، سيكون مُقيّداً لتل أبيب، شاءت ذلك أم أبت.