ويعتقد رئيس «المركز الروسي للدراسات الاستراتيجية»، الخبير العسكري فلاديمير يفسييف، أنه «بعد أن تتمكّن القوات الروسية وقوات جمهوريَتي دونيتسك ولوغانسك من القضاء على هيكلية القوات الأوكرانية في دونباس، سيتوفّر عديد إضافي لتعزيز الجبهات الأخرى، وخصوصاً غرباً، وقد يكون الهدف التالي هو السيطرة على العاصمة كييف». ويشير يفسييف، في حديث إلى "الأخبار"، إلى أن «قواتنا تسعى إلى التخفيف من حجم الخسائر قدر الإمكان، حيث تستخدم تكتيكات الضربات الدقيقة، وبعدها يأتي دور عمليات القوات الخاصة»، مضيفاً إن «الغرب ينتظر منا أن نتصرّف بالأسلوب الأميركي في احتلاله العراق أو غيره (...) لن نعطيهم الفرصة ولن نقاتل بنفس أسلوبهم المدمّر».
يبقى انطباع «غياب الجدية» مرافقاً لتحرّكات الوفد الأوكراني إلى مفاوضات غوميل
ومن المتوقّع، بعد السيطرة على إقليم دونباس، أن يكون تقاطع مدن دنيبرو ــــ بيتروفسك ــــ تشيركاسي ــــ بولتافا، عند نهر الدنيبر، هو محور المواجهات التي ستحدّد مصير المعارك خلال الأيام المقبلة. وبالنسبة إلى إمكانية إيصال السلاح من الدول الغربية و«الناتو» إلى أوكرانيا، يقول يفسييف: «هذا عملياً غير ممكن إيصاله إلى مدينة كييف قطعاً، فالمطارات المحيطة بالعاصمة لا تعمل، والقوات الجوية الروسية تسيطر على الأجواء، وإمداد كييف بالسلاح براً يأخذ وقتاً يسمح لقواتنا باعتراضه». غير أن الخارجية الروسية حذّرت من أنه «ما من ضمانات بعدم حصول حوادث مع الناتو في ظل إمدادات السلاح المستمرّة لأوكرانيا». ويرى الخبير الروسي أن «نظام كييف سينهار عندما تبدأ الأجهزة الأمنية بالتفكّك، ويمكن حينها أن تبرز شخصيات عسكرية وازنة مخوّلة خوض مفاوضات حقيقية مع روسيا»، مقدّراً أن «مرحلة العملية العسكرية النشطة قد تستمرّ قرابة الشهر حتى تحقيق الأهداف الأولية، ويمكن أن تتسارع مع سقوط النظام فتبدأ المدن الكبرى بالاستسلام».
أمّا على مسار المفاوضات بين موسكو وكييف، فيبقى انطباع «غياب الجدية»، مرافقاً لتحرّكات الوفد الأوكراني الذي لم تتأكّد المعلومات حول موعد وصوله إلى مكان التفاوض على الحدود البيلاروسية ــــ البولندية. وحتى ساعات مساء أمس، كان الوفد الروسي لا يزال ينتظر المفاوضين الأوكرانيين. وحول التوقّعات من هذه المحادثات، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: «لن أقدّم مثل هذه التوقعات، أنا لا أمتلك موهبة التبصير، إذ إن عليك أولاً التنبّؤ بما إذا كان الأوكرانيون سيحضرون إلى مكان المفاوضات أو لا، فلنأمل في أنهم سيحضرون، وسيكون وفدنا على استعداد تامّ للجلوس إلى الطاولة». ويسود اعتقاد لدى روسيا بأن «الولايات المتحدة توعز إلى الأوكرانيين بالمماطلة»، بحسب ما ذكره وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.