مقالات مرتبطة
أظهر استطلاع للرأي أن الأكثرية الساحقة من الأتراك لا تثق بـ«حلف شمال الأطلسي»
وفي سياق النقاش نفسه، يبرز تقاطُع بين العديد من السفراء الأتراك السابقين، الذين يُجمعون على ضرورة تقوية دور تركيا، من خلال تعزيز الديموقراطية فيها. وفي هذا الإطار، يقول السفير السابق، علي تويجان: «لا يسعني إلّا أن أسأل نفسي ماذا كان سيحدث إذا كان بإمكان تركيا السير على الطريق الديموقراطي». ويضيف: «آمل أن يكون النشاط الدبلوماسي الحالي في أنقرة، هو الخطوة الأولى نحو العودة إلى السياسة الخارجية الجمهورية لأتاتورك». بدوره، يتساءل السفير السابق في الولايات المتحدة وإسرائيل، نامق تان، عمّا إذا كانت أزمة أوكرانيا هي نهاية سياسة الفرد الواحد، وعمّا إذا كان يمكن تحويل الأزمة إلى فرصة لتركيا لإعادة علاقاتها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى مسارها الصحيح. وفي إشارة إلى حدوث تغيير جذري في سياسة تركيا الخارجية، منذ بداية الأزمة، يقول تان إن هذه الأخيرة «تحاول تفعيل قوّتها الناعمة، من خلال الابتعاد عن الأساليب والخطابات المعادية للغرب»، معتبراً أنه «يجب أن يكون الهدف الرئيس للحكومة، هو العمل بطريقة متوازنة، وجعل التعاطف الناتج من اتّخاذ خطوات تصالحية بين الأطراف المتصارعة، وخصوصاً في العالم الغربي، أمراً دائماً». أمّا عن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك، فيرى تان أنها تكمن في «استعادة ديموقراطيتنا، التي هي في حالة ضعف كبير»، معرباً عن أمله في «ألّا تضيع هذه الفرصة، لأنه لا توجد طريقة أخرى لإعادة علاقاتنا إلى مسارها الصحيح، خصوصاً مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي». ويتابع أن «هناك عدداً من الخطوات التي يجب على الحكومة اتّخاذها لتُظهر أنها صادقة في توجّهها الغربي»، مبيّناً أن «إحياء القانون ونظام العدالة، وخصوصاً الحقوق والحرّيات الأساسية، سيوفّر تأكيداً مهمّاً لنظراء تركيا الدوليين في هذا الصدد». من جهته، يعتقد السفير السابق في «حلف شمال الأطلسي»، فاتح جيلان، أنه «يجب اختيار طريقة تضع حدّاً للتوتّرات مع الاتحاد الأوروبي وتلبّي مصالح تركيا في الشرق والشمال، وأيضاً في التوازنات داخل العالم الغربي»، مضيفاً «(أننا) نحتاج أيضاً إلى قراءة العلاقات الأميركية الأوروبية جيداً»، خاتماً بأنه «يجب أن يكون مسار تركيا هو الحضارة الحديثة والديموقراطية التعدّدية».
في غضون ذلك، أظهر استطلاع أجرته شركة «آريدا يورفاي»، أن الأكثرية الساحقة من الأتراك لا تثق بـ«حلف شمال الأطلسي»؛ إذ أعرب 90.8% من المستطلَعة آراؤهم عن اعتقادهم بأن «الحلف لن يحمي تركيا في وجه أيّ اعتداء خارجي». وقال يوسف آقين، مدير الشركة صاحبة الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة «آيدينلق»، إن «صورة حلف شمال الأطلسي لدى الرأي العام التركي، هي أنه عنصر تهديد لا حماية». وأضاف أن «النظرة السلبية لدى الأتراك تجاه الحلف موجودة دائماً، لكنّها بلغت الذروة في شهر آذار الحالي، بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا».