وتزامنت هذه التطورات، مع اقتراب القوات الروسية من حسْم المعركة في ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا، حيث سيطرت على كامل ميناء المدينة الواقعة على بحر آزوف، مع تضعضع القوات الأوكرانية واستسلام نحو 1350من جنودها. وتتركّز المعارك، حالياً، في منطقة آزوفستال الصناعية، حيث يتحصّن جنود مشاة البحرية. ووفقاً لمحلّلين عسكريين، فإن حسْم القوات الروسية المعركة في هذه المنطقة، يعني أنها سيطرت بالكامل على المدينة الساحلية. أما على جبهة الدونباس، فتواصل موسكو حَشْد قواتها تحضيراً لمعركة السيطرة الكاملة على الإقليم.
في غضون ذلك، برزت أزمة جديدة بين روسيا و«حلف شمال الأطلسي» من شأنها تعقيد الموقف بين الجانبين. فبعد تزايد الحديث عن انضمام السويد وفنلندا إلى «الناتو»، كشف الكرملين أن بوتين سيبحث مجموعة من التدابير لتعزيز أمن روسيا في ما لو انضمّ هذان البلدان بالفعل إلى الحلف. لكن الموقف الأوضح في هذا الشأن جاء على لسان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، الذي هدّد بنشر أسلحة نووية في دول البلطيق إذا انضمّت السويد وفنلندا إلى «الناتو». وقال ميدفيديف: «لن تكون هناك منطقة بلطيق خالية من السلاح النووي إذا انضمّت السويد وفنلندا إلى الناتو»، مشيراً إلى أن بلاده «لم تتّخذ، حتى الآن، مثل هذه التدابير، ولا تنوي فعل ذلك حالياً. ولكن إذا أُجبرنا فالأمر سيختلف. لاحظوا، لسنا نحن من اقترح هذا الأمر».
أمر بوتين بضرورة توجيه إمدادات الطاقة الروسية من الغرب إلى الشرق
على صعيد آخر، حذّر الرئيس الروسي من تداعيات محاولات الغرب إبعاد روسيا عن سوق الطاقة العالمية، مشيراً إلى أن استبدال شركات الطاقة الروسية سيؤثّر سلباً في الاقتصاد العالمي. وشدّد بوتين، في اجتماع حكومي حول صناعة النفط والغاز، أمس، على أن أوروبا غير قادرة على الاستغناء عن الغاز الروسي في الوقت الراهن، موضحاً أنه «ببساطة، لا يوجد بديل معقول في أوروبا الآن». وأكد أن البحث عن بدائل سيكون مكلفاً، وأن إمدادات الوقود الأزرق من الولايات المتحدة إلى الدول الأوروبية ستكلّف أضعاف ما تكلّفه الإمدادات من روسيا، وهو ما سيلقي بظلاله على مستوى معيشة الأوروبيين والقدرة التنافسية للاقتصاد الأوروبي. وأمر بوتين الحكومة الروسية بالعمل على إعادة توجيه صادرات موارد الطاقة المحلية من الغرب إلى أسواق الجنوب والشرق وإعداد البنية التحتية المناسبة لتنفيذ ذلك، مشدّداً على أهمية الخطوة لجهة «أن الأسواق في الشرق والجنوب تشهد نموّاً».