الوساطة الصينية العُمانية مع صنعاء وصلت إلى طريق مسدود
وتأتي عمليات صنعاء المتصاعدة ضد كلّ السفن الأميركية والبريطانية التي تحاول حماية سفن إسرائيلية في خليج عدن أو البحر الأحمر، في ظل مواصلة الولايات المتحدة محاولات الضغط عليها لوقف عملياتها تلك، من خلال حشد المزيد من القوات الأجنبية في البحر الأحمر. وكردّ فعل على تشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة ومساندة الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى لهذا الحصار ، صعّدت «أنصار الله» هجماتها خلال الأيام الماضية، واتجهت أخيراً نحو استهداف سفن حربية أميركية في خليج عدن أثناء محاولاتها إعادة التموضع. وفي ظل التوتر العسكري الذي يسود البحر الأحمر وخليج عدن، أكّدت مصادر سياسية مطّلعة، لـ«الأخبار»، وصول الوساطة الصينية العُمانية مع حكومة الإنقاذ، إلى طريق مسدود. ووفقاً للمصادر، فإن مسؤولي صنعاء أكّدوا، خلال الاتصالات التي أجرتها معهم عُمان والصين، تمسّكهم بشرطهم المعلن المتمثّل في إيقاف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، لإيقاف عمليات القوات اليمنية في البحريْن الأحمر والعربي.
في غضون ذلك، احتل الصراع في البحر الأحمر أولوية اللقاءات التي أجراها رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، مع وسائل الإعلام الدولية في الرياض، حيث تهجّم على عمليات قوات صنعاء، مجدّداً دعوة المجتمع الدولي إلى دعم قواته لتنفيذ عملية بحرية واسعة في اليمن تحت مبرّر تأمين الملاحة البحرية. ورداً على سؤال عما إذا كانت حكومته تسعى إلى دعم عسكري أميركي - وسعودي للقيام بعمليات عسكرية برّية للقضاء على «الحوثيين»، قال العليمي: «نحن نطالب بذلك كلّ يوم وكل شهر وكل سنة».
جاءت تصريحات العليمي بالتزامن مع صدور بيان سعودي - مصري صادم لحكومته، نفى الرواية التي تسوّقها. وأكّد البيان الصادر عن خارجيتَي البلدين المشاطئين للبحر الأحمر، أن ما حدث في البحر الأحمر من توتر هو نتاج مباشر لما يحدث في غزة من جرائم يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم السابع من أكتوبر حتى اليوم. وشدّد على «ضرورة التعامل مع جذور الأزمات وليس فقط أعراضها»، في إشارة إلى أن الحل لوقف العمليات اليمنية هو وقف العدوان على غزة.
وتأتي التصريحات المصرية تكذيباً للرواية الأميركية التي تزعم أن عمليات القوات المسلحة اليمنية «تستهدف الملاحة الدولية ولا تستهدف فقط الإسرائيلية»، وأنه ليست لها علاقة بما يحدث في غزة.