بدوره، يؤكد أحد العاملين في الجانب الإنساني، الملقب بـ«أبو أحمد»، أن «نسبة كبيرة من السوريين المقيمين في بلاد الاغتراب، وحتى المسلمين في بعض البلدان العربية والأجنبية، يحولون مبالغ الزكاة وصدقة الفطر إلى سوريا، لارتفاع نسبة الفقر بشكل كبير»، مبيناً أن «مبالغ مالية جيدة من الحوالات المحولة من الخارج، وزعت في المحافظات السورية، تحت هذا البند، في شهر رمضان وقبل عيد الفطر». ويلفت «أبو أحمد» إلى أنه «قام مع مجموعة من زملائه بتوزيع مبالغ من الزكاة والصدقات المحولة من الخارج، بمبالغ بملايين الليرات»، مضيفاً أن «التوزيع تم على شكل سلال غذائية رمضانية، أو كلباس للعيد، أو مبالغ نقدية عينية، سلمت بشكل مباشر للعوائل».
بدت حركة تحويل الأموال أفضل من الأعوام الفائتة، وهو ما أظهره التهافت غير المسبوق على الأسواق
وانعكست هذه المبالغ المحوّلة على الحركة التجارية في أسواق العيد، سواء في محال الألبسة أو الحلويات والضيافة، والتي سجلت إقبالاً جيداً من الأهالي، خاصة في الخمسة أيام الأخيرة التي سبقت عيد الفطر. ويقول العم خالد، صاحب محل ألبسة، إن «حركة البيع والشراء في محلات الألبسة قياساً بالأحوال الاقتصادية للأهالي، والتكاليف المرتفعة لشهر رمضان، مقبولة وجيدة»، مشيراً إلى أن «هناك حركة بيع أفضل بقليل من أعياد السنوات السابقة، لكنها لم تصل إلى الحركة المعتادة في فترة ما قبل عام 2017». أما «زياد»، وهو صاحب محل ضيافة وحلويات، فيؤكد، بدوره، أن «حركة البيع والشراء جيدة هذا العام، وهناك إقبال من الأهالي على شراء ضيافات العيد من سكاكر وحلوى وغيرها»، مشيراً إلى أن «غالبية البضاعة المرغوبة هي ذات الجودة المتوسطة وما دون، لكونها تناسب القدرة الشرائية لشريحة واسعة من الأهالي». وفي المقابل، يرفض «وائل»، وهو أحد أهالي الحسكة، وصف حركة الأسواق بـ«الجيدة»، مؤكداً أن «النسبة الأكبر من الأهالي، لا يملكون أقارب في المغتربات، ولم يدخل العيد منازلهم»، داعياً «الجمعيات الخيرية والخيّرين من التجار والصناعيين إلى التوجه إلى الأحياء العشوائية في الحسكة وغيرها، وتقديم ما يستطيعون، حتى تدخل بهجة العيد إلى هذه المناطق المسكونة بالفقر والعوز والحاجة».