صرْحٌ إعلامي جديد يتهاوى في بيروت. ما يزيد من قتامة المشهد، ومرارة الأسئلة المتعلّقة بالمستقبل. نفكّر هنا في «مستقبل» البلد الذي طالما عُرف بصحافته الحرّة وتماهى معها. بقدر ما نفكّر في «مستقبل» الصحافة نفسها التي طالما كان لبنان معقلاً من معاقلها، وبؤرة من بؤر نهضتها. الصحافة اللبنانية التي تترنّح اليوم، لن تنهار وحدها ـــ بذريعة أن «التطوّر» التقني جرفها، كما يخيّل لبعض المحاضرين في الزمن الافتراضي ممن لا يرون إلا قشرته الخارجيّة ـــ بل ستأخذ معها النهضة الفكريّة والثقافية والفنية، والازدهار والتعددية والحياة الديموقراطيّة.