أصبحت «إسرائيل» دولة صديقة بين ليلة وضحاها. وقف أطفال المدارس العرب على المدرج أمام الطائرة «بحسن نية»، مرتدين «تيشرتات» طُبع عليها العلم الإسرائيلي، ملوّحين بأعلام «إسرائيل»، في استقبال الوفد الصهيوني على الأراضي الاماراتية، عقب اعلان توقيع اتفاقية «السلام» وتطبيع العلاقات. تناست إدارات مدارسهم القانون الدولي ومحت المجازر والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وجنوب لبنان والجولان السوري من الذاكرة، فرفعوا اعلام الدولة التي تهدّد اليوم الأمم المتحدة وتتجاوز محكمة العدل الدولية وتنتهك قرارات مجلس الامن الدولي.المشهد بكل ما فيه من استغراب واستهجان، في منطقة مختلفة ايديولوجيا وثقافيا مع العدو، أصبح فجأة مشهداً «طبيعياً». فكيف استطاع العدو استخدام الأنظمة العربية كأدوات لإنجاز المسح الدماغي ليطبع في عقول الأطفال العرب أبجديات جديدة لـ«الصراع» تحمل لغة الصهيوني «المقبول والمرغوب المعترف به»، وصولاً إلى الشعور بالتعاطف معه واستقباله، رغم انه هو نفسه من ارتكب – ولا يزال - الجرائم الدموية منذ 75 عاما؟ بل كيف غُرست في وعي هذه الأجيال صورة على مقياس الأفكار الثقافية التي رُوّج لها لضمان اسقاط الطفل الفلسطيني، ايقونة الصراع العربي - الاسرائيلي، من الاذهان، فأصبح للبعض «صديقا لنا يعيش بسلام على ارض إسرائيل كبقية الشعوب»؟
التطبيع من منظور العلاقات الدولية هو «اتفاق بين دول معترف بها شرعيا وفق مبادئ القانون الدولي بهدف إنهاء حالة النزاع من خلال معالجة الأسباب التي آلت إليه»، بينما يحظر القانون الصادر عن جامعة الدول العربية عام 1955، تحت عنوان «قانون مقاطعة إسرائيل»، على كل شخص طبيعي او معنوي التعاطي مع العدو. ويعتبر التطبيع الفكري والثقافي من أخطر وجوه التطبيع، فعبره تُفبرك الروايات وتُزوَّر الحقائق التاريخية، فتخترق كالفايروس عقل الضحية المستهدفة، لتدمر مناعته الداخلية تمهيداً لإلغاء شخصيته وهويته. يسعى المحتل لكسر حاجز العداء تجاهه، الى ترويض العقل على تقبّل فكرة ان «لا إمكانية للعيش الا بقبول القامع وشروطه، وأن التقبل ناتج عن القناعة بأن القامع اقوى منا الان، وربما الى الابد، او هو ناجم عن الجهل بلحظات قوة وفخر وانتصار في التاريخ القديم والحديث» بحسب المناضل الراحل سماح ادريس. بعدها يتابع المحتل قمعه مع حرصه، بالتوازي، على «الحوار» مع المقموع بهدف تشريبه الأفكار بأساليب مختلفة، لتصبح في النهاية مذوّتة internalized فتترسخ بشكل آلي ليُخلق بذلك المقموع «المقتنع حديثاً» بروايات واكاذيب مضللة ومشوهة. وخطر هذا التفكير قد يتفاقم في العقل، ليس استسلاما للواقع فحسب، بل الى حد اعتبار القمع أمراً «طبيعياً»، مما يولد قبولا للظالم حتى لو كان ظلمه ظاهراً للعيان. والأخطر، لعلّة في «العقول العربية» والتركيبة الاجتماعية، او في الدين والتاريخ، أن يذهب البعض بفعل الأفكار المشربة للقول «اننا نستحقه».
يسعى المحتل لكسر حاجز العداء تجاهه، الى ترويض العقل على تقبّل فكرة ان «لا إمكانية للعيش الا بقبول القامع وشروطه»


انطلاقا من التجارب التي عاشها العدو الصهيوني، وإدراكه بوضوح لفكرة ان «القوة» ليست كافية وحدها لجعله «طبيعياً» منخرطاً في المحيط، سعى بشكل دؤوب إلى تلميع صورته عبر أدوات ووسائل ومنظمات تعليمية وثقافية، واختار شخصيات إسرائيلية بمراتب علمية مرموقة تعمل ليل نهار لمهمة توجيه الناس والمجتمعات والدول العربية لقبول «الآخر الظالم». وجوهر القبول بالتطبيع بعيداً عن المكاسب السياسية والاقتصادية للأنظمة، يكمن في ترويض العقل وكي الوعي الجمعي العربي وتشريبه قيم «الإنسانية»، ليبدو المحتل المجرم حارساً لقيم الحداثة وقاطرة لتحرير الشعوب المستضعفة، فتلغى بذلك فكرة العداء تجاهه، بل يصبح التعاطي معه على مبدأ التسامح والعطف. استخدم العدو مع المطبّعين العناوين الجذابة والرقيقة كـ«نبذ العنف والكراهية» و«السلام» و«الحد من التحريض على الإرهاب» وسيلة لترويج «ثقافة الاخر»، عبر مناهج التعليم لضرب القيم والمبادئ بغية تنشئة أجيال جديدة في المنطقة العربية ذات هوية مؤمنة به في الاذهان، فاقدة لانتمائها الديني والوطني، معترفة بحقه في الوجود على ارض محتلة، ومطبّعة فكرياً معه في الواقع العملي، بغية ضمان نسيان القضية الاساس فلسطين.

الاحتلال الثقافي والفكري: الامارات نموذجا
عملت السلطات الإماراتية منذ اتفاقيات إبراهام الى تعميق التطبيع بصورة خطيرة ليصل الى المناهج التعليمية والتربوية. اذ وضعت الامارات بيد طلابها في المرحلتين الابتدائية وصولا للثانوية، برامج «مطورة» أنجزتها وأقرتها بالتعاون مع معاهد اسرائيلية كـ«معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي» ومنظمة «ياد فاشيم». المناهج الجديدة تحمل عناوين «السلام وحل النزاعات» و«التسامح والتعاطف مع الاخر» و«المساواة»، وتعكس مخاوف الإماراتيين ليس من الاحتلال الإسرائيلي، بل من الإسلام السياسي، سواء كان على شكل الإخوان المسلمين أو الشيعة الثورية في إيران. وهذه الخطوة بحسب المعنيين جاءت بحجة تغيير النظرة المألوفة تجاه إسرائيل المحتلة وطمس معالم عدوانيتها ودمويتها بحق العرب، وبهدف تحقيق شعور الطمأنينة والانتماء لها «اذ ان الامارات تريد ان يشعر الشعب الإسرائيلي بالأمن والأمان، وأنه مكوّن طبيعي من مكونات المنطقة، وله قبول» كما جاء على لسان رئيس لجنة الدفاع والداخلية في المجلس الاتحادي الاماراتي علي النعيمي.

عيّنات من المناهج التعليمية الاماراتية التي تروج لـ «السلام» والتعاطف مع «الآخر»


التربية «الأخلاقية»
هي مناهج تحولت بشكل استراتيجي كبير نحو مواد معتدلة ومتسامحة، أنجزت وفق رؤية 2021 بعد اتفاقيات ابراهام، واستهدفت الأساليب التربوية التي ينشأ عليها الانسان العربي «الاماراتي»، اذ تترجم كيفية اكتساب المعتقدات والأفكار والقيم في ما يتعلق بما هو الصواب وما هو الخطأ تجاه الاخر حتى لو كان محتلاً. تعمل هذه النماذج على توجيه نوايا الشباب والأطفال ومواقفهم وافكارهم السلوكية تجاه الاخرين، لا سيما الآخر الصهيوني، وتشجعهم على التفكير في الطريقة التي يجب عليهم ان يتصرفوا بها واي نوع من الأشخاص يجب ان يكونوا. تحلل المناهج كيفية مساعدة «الجميع» ليصبح الانسان شاباً مستقلاً أخلاقياً، وذلك عبر تزويده بالكفاءة والحكم على ما هو صحيح أخلاقياً، كما تسعى لان يحصّل «سلوك المرونة» اللازمة للتكيف مع المواقف الجديدة، وبينها «السلام مع العدو»، التي قد يواجهها في عالم سريع التغير. في تقرير نشره معهد «مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي» الاسرائيلي، بعنوان «عندما يذهب السلام إلى المدرسة»، يعتبر ان مثل هذه المناهج هي الافضل من ناحية عدم اظهار أي «دليل على الكراهية على الاطلاق» تجاه العدو، والاعتراف بـ«المكانة اليهودية في العالم العربي لصالح إسرائيل»، تسليماً بصحة العقيدة الصهيونية وسرديتها الكاذبة.



السلام وحل النزاعات
أكد التقرير ان المناهج المطوّرة ساهمت بشكل كبير في تعريف الطلاب على القضايا الأخلاقية المتعلقة بالصراع في كل من السياسة الداخلية والعلاقات الدولية، واعتبرت انه رغم ان الصراع احيانا لا مفر منه، لكن المناهج ابرزت بشكل كبير آلية استخدام استراتيجيات مختلفة عن «العنف والإرهاب» لتعميق مفهوم السلام العالمي، كما ركّزت على الوسائل السلمية وغير العنيفة للاستجابة لأي صراع، كاعتماد الحل الوسط، التعاون، التجنب، او التنازل من دون أي نوع من المقاومة. الملفت في صفحات التقرير الذي يروج لحل سلمي للتوترات والحروب، انه يقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية على انها معتد إقليمي دمّر لبنان والعراق واليمن، ومحتلة لثلاث جزر عربية متنازع عليها.

التسامح والتعاطف تجاه الاخر
يؤكد التقرير على تضمين هذا الموضوع في عدة وحدات من المناهج الدراسية بحيث يقدم للطلاب قيم التسامح والتعاطف مع العدو القاتل، واحترام «أنفسهم والاخرين» على المستويين الوطني والعالمي، باعتبار المبدأ الأساس للأخلاق هو الاهتمام بالآخر ورعايته «حتى لو كان هذا الآخر كياناً عنصرياً عدوانياً»، مع ضرورة تحمل الاختلافات التي قد يلاحظونها بينهم وبين الاخرين بغض النظر عن دينهم ومعتقداتهم، وجنسهم وحالتهم الاجتماعية، وذلك تشجيعا للخطاب المنفتح بدل الكراهية والعنصرية. وتؤكد الوحدات المنشورة في التقرير انه يتوجب على الطلاب قبول واحترام الهويات الثقافية المختلفة، وتوجت الامارات احترام ثقافة «الاخر» العدو بافتتاح «بيت العائلة الابراهيمية» كمنبر أساسي لتعليم الطلاب كيفية تعزيز الحوار وتكريس نموذج جديد لـ«التعايش» مع العدو، باعتبارها قيماً لها فائدة في المجتمع ومقدمة تأسيسية لتحقيق السلام العالمي.

المساواة
يتم تقديم موضوع «المساواة» للطلاب في العلاقات بين الأشخاص بمفهوم إسرائيلي، وتناقش المواد كيفية تحقيق العدالة والانصاف حتى مع «العدو»، كما تعرفهم على معنى المساواة والتمييز على المستوى المحلي والعالمي. واعتبر التقرير ان المناهج تساهم بشكل كبير في تحقيق المساواة وتوزيع العدل بين الناس حتى لو كانوا مختلفين، اذ لا بد من التعاطف مع الاخر المحتل الذي يتعرض لـ«التمييز».
مناهج الدراسات الاجتماعية والثقافية والتربية الوطنية
الغت الكتب المتعلقة بهذه الوحدات كل محتوى مناهض لإسرائيل وروجت للرواية الصهيونية. لم تعد إسرائيل تظهر ككيان يستخدم التمييز العنصري ضد الفلسطينيين ولا يزال، فأزيل كل ما يتعلق بسيطرته وتدنيسه واحتلاله للأرض، وشطبت كل إشارة تعتبر إسرائيل عدوا عدوانيا قائما على الدمار والدموية والقتل، وأُلغي كل دور لها افتعلته عن سابق تصور وتصميم في الازمات التي مر بها العالم العربي منذ ازمة السويس الى حرب أكتوبر. الأخطر ان المناهج ذهبت الى استخدام صيغة مبنية على «المجهول» لتجنب إلقاء اللوم المباشر على إسرائيل في الحروب التي حصلتألغت كل ما برز من تهديدات إسرائيلية ومخططات عرقلت العمل العربي المشترك، وكيف رسمت الحدود المصطنعة بين الدول العربية وأثارت المشاكل حولهم وتآمرت عليهم لإفشال مشاريعهم عبر بث واثارة النعرات الطائفية والمذهبية، واستبدلتها بتحديات مزعومة واجهها العرب باعتبارها السبب لهذه الحروب، كخطاب الكراهية والإرهاب والمشاكل الداخلية وضعف المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات والبنية المعرفية التي اعاقت التقدم العربي المستدام.

مناهج العقيدة الإسلامية
يتم تقديم الجهاد على انه عمل يستخدمه الحاكم «لدرء الفتنة في الدين واحداث الفتنة فيه» كما تبرز الآيات التي تضمن حرية المعتقد والعبادة للجميع وليس تبرير «العنف». تركز المناهج على ان الإسلام لا يجبر أحداً على الانضمام اليه لا بل يؤيد التعايش مع الاخرين والتسامح معهم والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية باحترام. تُدعّم قضايا السلام والحوار بالآيات لحل المشكلات مع غير المسلمين، من دون اللجوء الى التعصب من اجل جماعة او فكر، لا بل تشدد المناهج على علاقة النبي محمد مع اليهود، من دون ذكر لأي آيات الفساد عن بني إسرائيل. وكثرت النصوص التي تؤكد ان الناس مختلفون ولهم «الحق في العيش بسلام من دون عنف او فرض لرأي او فكر»، والتشجيع على ضرورة التحية على غير المسلمين وخاصة اليهود وإظهار أهمية العلاقات الدبلوماسية التي تؤدي للسلام مع غير المسلمين «الأعداء». بعض الكتب تعلم الطلاب انه يمكنهم الزواج من نساء يهوديات لتصبح الاسرة امتدادا لأسرة الزوج «المسلم»، وذلك بهدف تقوية العلاقات بين المسلمين و«اهل الكتاب»، ويتم عرض هذه الفكرة بإسناد أحاديث تؤكد بشكل خاص على التسامح والاحترام تجاه الصهاينة».

طمس الصراع العربي - الإسرائيلي
قدمت مناهج التعليم الإماراتية نموذجا جديدا عن إسرائيل باعتبارها «دولة صديقة»، وألغت كل ما يبين انها حركة عدوانية تسعى الى إقامة دولة يهودية تمتد من نهر النيل الى نهر الفرات بدعم من قوى الاستعمار، لتحرر من ذاكرة الأجيال المستقبلية ان اسرائيل الخطر الأكبر على سكان العرب وفلسطين. وعمدت وزارة التعليم الى شطب المناهج المتعلقة بالقضية الفلسطينية او حتى أي دليل يعتبرها الأساس في الصراعات في الشرق الأوسط، وألغت اي انتقاد او اتهام لإسرائيل بإبادة الفلسطينيين وسعيها لمحو الهوية العربية واضعاف العالم العربي. في تقرير اخر لمعهد «مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي» الاسرائيلي، اعتبر ان تسمية إسرائيل بوضوح وتمييزها في بعض الكتب على الخرائط العالمية من دون وجود لاسم فلسطين على الخريطة هو في صلب الترويج لحق إسرائيل في الوجود. اما ما يتعلق
بالمحتوى الذي يضفي الشرعية على «العنف» القومي الفلسطيني كشكل من اشكال المقاومة ضد الصهيونية والاستعمار وكل ما يتعلق بالانتفاضة المسلحة فقد تمت ازالته ايضا.

الهولوكوست في مناهج التعليم، تعاطفاً مع الاخرين
اعدت الامارات بالتعاون مع المركز العالمي التوثيقي والبحثي لتخليد ذكرى الهولوكوست الاسرائيلي «ياد فاشيم» خطة ادراج الهولوكوست في المناهج الدراسية لأهميتها بالنسبة للكيان الصهيوني. تدرس المحرقة النازية المزعومة بمحتوى ينحاز الى الرواية الإسرائيلية في المرحلتين الأساسية والمتوسطة باعتبارها مأساة وتجربة تاريخية أليمة عاشها اليهود، اذ ان أساس التعليم التعاطف مع الجلاد ليكون وسيلة مضادة «للجهل». فتعليم الطلاب تاريخ هذه الاحداث يهدف إلى عدم تكرار هذه المأساة لأنها المثال الأبرز للعنصرية ضد الأشخاص المختلفين، من الناحية الدينية او العرقية، ومثال يقتدى به لتعزيز التسامح والعيش، فإذا «اردنا ان يتعاطف معنا الاخرون يجب أن نتعاطف معهم أيضا»! وتتويجا لتخليد ذكرى الادعاء الصهيوني بهذه المأساة، افتتحت الامارات متحف لإحياء الهولوكوست للتصدي لانتشار ثقافة انكار المذبحة النازية لليهود ابان الحرب العالمية الثانية.


منظمات إسرائيلية تشيد بمناهج التعليم العربية
رصدت «منظمة مكافحة التشهير» ADL التي تعمل على نشر دعايات مزعومة للدفاع عن إسرائيل تقريرا يشيد بالنجاحات في حذف كل الانتقادات الموجهة للكيان الصهيوني من الكتب المدرسية، وطالبت بمواصلة الضغوطات لحين شطب اسم فلسطين نهائيا عن كل الخرائط تأكيدا على السلام بين العرب وإسرائيل.
وفي تقرير معهد «مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي» الذي دقق في 220 كتابا باللغة العربية في المدارس الحكومية الاماراتية لمراحل التعليم من الصف الأول الى الثاني عشر، يشيد «بالحب والتعاطف» الموجودين في هذه المناهج، واللذين «يتجليان عبر روابط التسامح بين الأديان لا سيما تجاه اليهودية». والمواد المعادية للسامية والتحريض وشيطنة اسرائيل باعتبارها عدواً خضعت لتعديلات شاملة نادرا ما نراها في مناهج التعليم العربية. ان التحول الاستراتيجي الذي حصل في المناهج الدراسية هو الازالة الكاملة لكل إشكاليات الصراع لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وتحولها الى مواد معتدلة. يضيف المعهد ان المناهج حريصة على اظهار مظلومية «الشعب اليهودي»، كما ان اتفاقيات ابراهام لعام 2020 التي نصت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل ادخلت في المناهج، ويتم تعليم الأطفال أن المعاهدة تحظى بموافقة علماء مسلمين، وتقدم بأشكال مختلفة كطريق للازدهار والتعاون والسلام ودعم للقضايا العربية والاسلامية لا سيما «القضية الفلسطينية». يعكس هذا التصميم للمناهج تعزيز تعليم سلمي ومتسامح تجاه إسرائيل، وأعطى مؤلف التقرير إلداد ج. باردو المنهج الدراسي «درجات عالية في سعيه لتحقيق السلام والتسامح»، وقال إن رسالته «تشكل أفضل أداة لمكافحة التطرف والعنف مع بناء مستقبل قابل للحياة للإمارات».