وقال عضو المكتب السياسي لـ «حماس»، حسام بدران، إن الحركة «تقود حراكاً سياسياً بالتعاون مع الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وقادة الفصائل في الداخل والخارج لاتخاذ خطوات عملية لرفع الشرعية عن المجلس الوطني الحالي كونه لا يمثل الشعب الفلسطيني في أي حال من الأحوال».
ومع أن «حماس» سألت «الشعبية» عن رأيها في المشاركة أخيراً، فإن الأخيرة ــ التي أبدت موقفاً ثمنته الأولى في شأن رفض المشاركة في جلسة رام الله ــ رفضت أيضاً المشاركة في أي إطار يفتت المنظمة. لكن مصادر مقربة من «حماس» تقول إن «الشعبية» ربما تغير تحفظها على «الجسم الموازي للمنظمة»، خصوصاً أنها أبدت استعدادها للمشاركة في جميع الفعاليات المناهضة لعقد «الوطني» في رام الله، بعد جملة من الإغراءات التي قدمتها «فتح» إلى الجبهة للمشاركة.
«الشعبية» رفضت إغراءات «فتح» وتدرس عرض «حماس»
وقال مصدر جبهاوي إن «الشعبية رفضت عروضاً مالية وسياسية حاول الوفد الفتحاوي تقديمها خلال لقاء القاهرة الأخير بهدف حثها على المشاركة في الوطني، تشمل إعادة صرف مخصصات الجبهة من الصندوق القومي وزيادة قيمتها في شكل مضاعف، وتعيين مقربين منها في مناصب مهمة، مع زيادة حجم تمثيل الجبهة في مراكز منظمة التحرير المختلفة»، علماً أن هذه الإغراءات جاءت بعد جملة تهديدات أطلقها الوفد الفتحاوي وملخصها التضييق على «الشعبية» مالياً وتنظيمياً في الضفة المحتلة.
كذلك، ستُنظم الفصائل مسيرات شعبية وفعاليات رافضة بالتزامن مع عقد «المجلس الوطني»، فيما يسبق ذلك بيومين مؤتمر شعبي بمشاركة غزة وبيروت سيحضره الكثير من أعضاء المجلس في الخارج وشخصيات وطنية، خصوصاً أن أكثر من 100 عضو من أعضاء «الوطني» نفسه طالبوا بتأجيل الجلسة الثالثة والعشرين «درءاً للأخطار المحدقة بالقضية، وحرصاً على لم الشمل».
وفي شأن الحوارات في القاهرة، عاد ظهر أمس وفدا «حماس» و «الشعبية» إلى غزة بعد زيارة استمرت أياماً عدة من دون إعلان تقدم في ملف المصالحة. وبينما حاولت القاهرة إقناع «حماس» بالمشاركة ولو شكلياً في جلسة «الوطني»، عرضت الحركة على المصريين التوصل إلى «اتفاق يقضي بالذهاب إلى انتخابات فلسطينية شاملة (رئاسية وتشريعية ومجلس وطني) في غزة والضفة والأماكن المتاحة خلال شهرين أو ثلاثة، وتأجيل جلسة الوطني إلى ما بعد الانتخابات». لكن وفد «فتح»، الذي لم يلتقِ نظيره في «حماس» هناك، أبلغ المصريين «إصرار الرئيس على عقد دورة المجلس وعدم الانتظار، مع التعهد بجلسة أخرى عندما تقرر حماس والجهاد المشاركة»، وهو المقترح الذي «أعجب الاستخبارات العامة»، وفق تصريحات فتحاوية.
ميدانياً، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، استشهاد اثنين من عناصرها أحدهما ثائر الزريعي (30 سنة) الذي قضى خلال عمله في نفق للمقاومة وسط القطاع، فيما استشهد الثاني محمد نمر المقادمة (50 سنة) في انفجار قذيفة صاروخية سقطت عليه بعدما حاول سلفيون إطلاقها تجاه الأراضي المحتلة، وهم الذين وصفتهم الكتائب بـ «جهات مشبوهة وخارجة عن الصف الوطني».
إلى ذلك، ارتفع عدد شهداء «مسيرات العودة» إلى 39 شهيداً بعد إعلان وزارة الصحة استشهاد شابين من مدينة رفح (جنوب) متأثرين بإصاباتهم الأسبوع الماضي، أحدهم من ذوي الحاجات الخاصة واسمه تحرير وهبة (17 سنة)، والثاني عبد الله محمد الشمالي وهو نجل قيادي كبير في «القسام» كانت قد قتلته جماعات سلفية أيضاً في رفح عام 2009.