بحث ظريف والأسد الاتفاقات الموقعة بين دمشق وطهران و«صعوبات تنفيذها»
ومن المنتظر أن يستقبل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، نظيره الإيراني اليوم في أنقرة، على أن يكون للملف السوري حصّة كبرى في نقاشاتهما، تحضيراً لموعد «أستانا» المقبل. واستُبقت هذه الزيارة بتأكيد من السفير التركي لدى طهران، دريا أورس، خلال لقائه نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، أمس، أن «وجهات نظر البلدين في الشؤون السورية متقاربة جداً»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «الأناضول». وفي موازاة النشاط على خط طهران ــ أنقرة، تدفع الأخيرة بجهد ديبلوماسي كبير نحو إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، محاوِلة كسبه في وجه تضييق المؤسسات الأميركية عليها، وخاصة في ملف «المنطقة الآمنة» والتسليح. فبعد استقبال وزير الخزانة والمالية التركي، بيرات البيرق، في البيت الأبيض، حلّ وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ضيفاً على نظيره الأميركي، باتريك شاناهان. وبينما يفترض أن ينقل أكار وجهة نظر بلاده حول ملف «المنطقة الآمنة» وصفقتي منظومة «S-400» الروسية، وطائرات «F-35»، لفت البيرق إلى أن قرار ترامب الانسحاب من سوريا «أظهر فرصة لتلافي الأضرار» التي لحقت بالعلاقات الأميركية ــ التركية، وأضاف أنه «إذا تمكنت المفاوضات بين البلدين حول منطقة آمنة في إحداث علاقة وظيفية، فإن التعاون الحقيقي الأول بين قوات أمن البلدين سيكون قد تحقق».
تحريك محادثات «المنطقة الآمنة» التي تعثّرت خلال الأشهر الماضية، جاء بداية عبر ممثل وزارة الخارجية الأميركي، جايمس جيفري، ومن تركيا، عبر الإشارة إلى أن «العمل جارٍ مع تركيا على منطقة آمنة لا تضم عناصر من وحدات حماية الشعب (الكردية)... ولم نتوصل بعد إلى اتفاق تام بشأنها». وتشير المعلومات إلى أن جيفري سيحمل مقترحات عملية جديدة تحاكي هذا التوجه إلى «مجلس سوريا الديموقراطية» و«قوات سوريا الديموقراطية»، وهو ما رُفِض سابقاً. وتشير التصريحات الأميركية الأخيرة إلى أن مقترح إنشاء «قوة مشتركة» مع الدول الأوروبية لم يلقَ تجاوباً بالقدر الذي عوّلت عليه واشنطن، حتى الآن. وبدا لافتاً في حديث جيفري، وفق ما نقلته وكالة «الأناضول» التركية، قوله إن «تركيا عضو في مجموعة (الدول الضامنة لاتفاق) أستانا إلى جانب إيران وروسيا. وهي صوت للمعارضين السوريين الذين يشكلون تقريباً نصف سكان سوريا، وهذا الوضع مهم من حيث أهداف الأمم المتحدة حول العملية السياسية». وهو ما يشير إلى تعويل أميركي على الاستفادة من نفوذ أنقرة على طاولة «التسوية السورية»، قد ينعكس دفئاً على خطوط أنقرة ــ واشنطن.