سبقت إعلان المشاركة الأردنية رسمياً تظاهرات رافضة لـ«ورشة المنامة»
سياسياً، يصف عضو البرلمان الأردني خالد رمضان ما يجري الآن بأنه «إنذار القرن»، معتبراً، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الأمريكان والصهاينة والدول الخليجية الموالية لهم يريدون أن يقولوا للفلسطينيين إنكم مهزومون، ونريد أن نعطيكم الفتات مقابل إقراركم بالهزيمة»، متوقعاً «فشلاً استراتيجياً للورشة». من جهته، يؤكد النائب خليل عطية أنه ضد أي مؤتمرات بهذه الصيغة، و«لكن نتيجة الضغوطات على الأردن من الأمريكان، الذين يدفعون نحو 1.6 مليار دولار سنوياً، شارك الأردن بوفد متواضع، مع تأكيد من قِبَل الخارجية الأردنية والمتحدث باسم الحكومة على الثوابت المستندة إلى حل الدولتين، ودعم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ورفض التوطين وأي مساس بحق العودة والقدس».
وسبقت إعلان المشاركة الأردنية رسمياً تظاهرات رافضة لـ«ورشة المنامة»، نظّمها الإسلاميون ظهر الجمعة الماضي في وسط البلد، وأخرى خرجت مساء اليوم نفسه بدعوة من القوى الوطنية والقومية واليسارية نحو السفارة الأميركية. هذا التشتّت حال، على ما يبدو، دون تشكّل رأي عام ضاغط على الحكومة. لكن مع ذلك، يرى نائب الأمين العام لـ«حزب الوحدة الشعبية الأردني» المعارض، عصام الخواجا، في تصريح إلى «الأخبار»، أن ثمة «استخفافاً رسمياً بالمزاج الداخلي الأردني الذي توحّد على رفض المشاركة»، معتبراً أن ذلك ينمّ عن «فقدان السيادة واستقلال القرار الوطني في القضايا المصيرية».
على أي حال، يظلّ القلق الأردني من «صفقة القرن» قائماً لأسباب عديدة، على رأسها أن الصفقة لا تضمن حماية مؤسسة العرش، كما أنها ـــ بحكم نصّها على توطين اللاجئين ـــ يمكن أن تزيد من التجاذبات الداخلية، وبالتالي تضاعف عناصر أرق النظام. كذلك، تكشف الصفقة ظهر السياسة الأردنية، أو بتعبير أدق تعرّيها، ما يزيد ضعف موقف عمّان في محيطها العربي، ويجعل منها موظف مراقبة لمخرجات العملية السياسية والاقتصادية بين الخليج وتل أبيب، من دون مردود وازن يعزّز مكانتها بعد انتهاء حقبة الأردن كوسيط تاريخي بين إسرائيل ودول الجوار، بحكم اتفاقية «وادي عربة».