ما يثبته «سُمح بالنشر» أن حالة المقاومة في الضفة خرجت تماماً عن أيّ إمكانية للاحتواء والتقويض
كلّ ما سبق باتَ، بحسب مصدر عسكري في «كتيبة جنين»، معروفاً؛ إذ دخل جنود جيش الاحتلال النفق الذي تمّ التصوير فيه، كما سيطروا على غرفة من غرف القيادة والسيطرة، وأدركوا خلال المعركة أن أيدي المقاومين وقعت على كنز معلوماتي ثمين من خلال إسقاط الطائرات المسيّرة. لكن القيمة التي يحملها الوثائقي النوعي، معنوية بالدرجة الأولى، كونه يكشف أمام المجتمع الإسرائيلي برمّته، الوقائع الدقيقة للعملية العسكرية التي ظلّ الاحتلال يحشد لها ويتدرّب عليها طوال عام كامل، وخرج منها بـ«صفر إنجاز». كما أن ما يثبته «سُمح بالنشر» في وعي المجتمع الإسرائيلي عموماً، أن حالة المقاومة في الضفة خرجت تماماً عن أيّ إمكانية للاحتواء والتقويض من خلال الحلول الناعمة والعمليات الجزئية والشكلية، وفق ما يعتقد المصدر، لافتاً إلى أن «بثّ الفيلم يتزامن مع اشتداد الأزمة الداخلية التي تعيشها دولة الاحتلال، والتجاذب السياسي داخل الجيش الذي تتزايد فيه حالات الاستنكاف عن الخدمة، ما يجعله عنصراً مساهماً في زيادة الاحتقان الداخلي، وإعادة خلط الأولويات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي تعيش مجموعة من التحديات في لبنان وسوريا وإيران وغزة، بينما حديقتها الخلفية (الضفة الغربية) تضاعف قدراتها». أمّا على المستوى الفلسطيني، فيبعث «سُمح بالنشر» برسالة إلى الأجهزة الأمنية من شأنها تعقيد حساباتها في الاصطدام مع المقاومين ومواجهتهم، وأخرى إلى المجتمع الفلسطيني تُضاعف من رمزية المقاومة واحترامها.
هل ستستجرّ تلك المشاهد عملية وشيكة على المخيم؟ يجيب مصدر في «كتيبة جنين» بأن «المقاومين يدركون أن العملية العسكرية قادمة، سواءً بُثّ فيلم مصوّر أم لم يُبثّ، لأن الإسرائيلي بحاجة إلى إعادة ترميم صورة ردعه وهيبته التي تآكلت في المخيم»، مضيفاً: «نحن نعمل وفق هذا التقدير، ونجهّز أنفسنا نفسياً وعسكرياً على أساس أن العملية العسكرية الإسرائيلية ستحدث، وسواءً حدثت اليوم أو غداً، نحن جاهزون».