تجري لندن مراجعة جديدة حول ما إذا كانت ستصنّف «فيلق الحرس» الإيراني كمجموعة إرهابيّة
أيضاً، طغى هجوم السبت على زيارة الدولة التي يقوم بها المستشار الألماني، أولاف شولتس، إلى الصين؛ فبدلاً من رحلة له بالقارب عبر نهر اليانغتسي كما كان مخطّطاً، أمضى المستشار سحابة يومه (الأحد) في الاجتماع الافتراضي لقادة «السبع»، وعقد مشاورات مع كبار مستشاريه ووزرائه، كما أجرى مباحثات هاتفية مع نتنياهو. وبحسب الصحف الألمانية، اجتهد شولتس، ومستشاره للسياسة الخارجية ينس بلوتنر، في محاولة ثني رئيس حكومة الاحتلال عن شنّ هجوم انتقامي مباشر ضدّ إيران من شأنه أن يزيد تصعيد الأزمة، فيما يبدو أن الألمان يرون ضرورة لـ»تأديب» طهران، ولكن عبر استهداف «وكلائها» في الإقليم.
وفي باريس، عبّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن قلقه إزاء احتمال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، مؤكداً أنه يعمل مع دول حليفة وصديقة على إقناع إسرائيل بعدم الردّ على الهجوم الإيراني. وأجرى ماكرون محادثات هاتفية مع نتنياهو، ليبلغه بموقف فرنسا الداعم لإسرائيل. ومن جهته، نصح وزير الخارجية البريطاني، اللورد ديفيد كاميرون، الدولة العبرية، بالتصرف بـ»ذكاء» وعدم تصعيد الصراع، علماً أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني شاركت في التصدّي للهجوم الإيراني، الذي وصفه اللورد بـ»المتهور» و»الخطير». وأكّد كاميرون مجدّداً «حقّ إسرائيل في الردّ على هجوم السبت»، الذي قال إنه كان أكبر ممّا أبلغه به وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان. لكنه أشار إلى أن ذلك الهجوم كان بمثابة هزيمة مزدوجة لطهران، إذ «لم يكن فاشلاً بشكل شبه كليّ فحسب، بل ويمكن لبقية العالم الآن أن ترى مدى التأثير السلبي الخبيث للإيرانيين في المنطقة، وفهم طبيعتهم الحقيقية». وقال: «إيران وراء حركة حماس في غزة، وهي مسؤولة عمّا يحدث في اليمن، وتدعم حزب الله في لبنان»، داعياً تل أبيب إلى اتباع نصيحة بايدن بالتركيز على استكمال «انتصارها في غزّة، وإنجاز هدف القضاء على حركة حماس»، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. واستغلّ كاميرون مسألة الهجوم الإيراني لمواجهة مطالبة جهات في بريطانيا بوقف مبيعات السلاح لإسرائيل، قائلاً: «هجوم السبت أَظهر بجلاء مدى أهمية تمكين إسرائيل من الدفاع عن نفسها. ولولا أنّنا نقوم بذلك بالفعل، لقُتل آلاف الأشخاص نتيجة الصواريخ الإيرانية، ولحدث تصعيد كبير جداً في هذا الصراع».
وكان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أعلن عقد اجتماع عمل طارئ لحكومته الأمنية المصغّرة (الجمعة) للتوافق على خطّة عمل في شأن الهجوم الذي كانت طهران قد أبلغت لندن به. وأشار (الأحد) إلى أنه «بفضل الجهود الدولية المنسّقة، التي شاركت فيها المملكة المتحدة، فقد تمّ اعتراض جميع هذه الصواريخ تقريباً، ما أنقذ الأرواح ليس فقط في إسرائيل، ولكن أيضاً في الدول المجاورة، مثل الأردن»، مشيراً إلى إرسال حكومة جلالة الملك طيارين إضافيين إلى المنطقة للمساهمة في الدفاع عن الكيان العبري. ومن الناحية الدستورية، يمكن رئيس الوزراء أن يبدأ حرباً أو يأمر بالمشاركة في أعمال عسكرية من دون الرجوع إلى البرلمان، معتمداً على سلطات كانت محفوظة في الأصل للملك، ولكن تم تفويضها الآن إلى مجلس الوزراء.